مع اقتراب حلول الفصل الثاني من العام الدراسي 2020-2021، وعدم إجراء امتحانات الفصل الأول بسبب إجراءات مكافحة كورونا، تزايدت الضغوط علي طلاب الثانوية العامة، بالإضافة لقرار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بغلق مراكز الدروس الخصوصية.
وتسبب عدم جاهزية الطلاب بشكل نهائي للتحول من الدروس الخصوصية للمنصات الإلكترونية، فى أزمة لهم، خاصة مع تاكيدات وزارة التربية والتعليم على أن قرار التحول إلى المنصات لا رجعة فيه.
وفى السياق ذاته، أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أنه لا نية لإلغاء الامتحانات أو إقامتها في مايو القادم تحت أي ظرف، داعيا الطلبة الاهتمام بالمذاكرة والتعلم من كل المصادر المتاحة استعدادا لامتحانات الترم الأول.
وقال "شوقى" إنه على الرغم من إعلان الوزارة منذ أيام عزمها إعلان كل تفاصيل الترم الثاني والامتحانات يوم 14 فبراير إلا أن الشائعات والاجتهادات تظل مستمرة للأسف الشديد.
سر اللجوء إلى الدروس الخصوصية
وقال أحمد ياسر، الطالب بالصف الثالث الثانوي، إن الدروس الخصوصية هي الملجأ الأساسي لكي يتمكن من تحقيق حلمه في دخول كلية الصيدلة، فالمنصات الإلكترونية لا تستطيع تلبية رغباته في الدراسة ومناقشة بعض النقاط التي يتعثر عليه فهمها والحصول علي حلول لها.
وأضاف "ياسر"، في تصريح لـ«الهلال اليوم»: "أنا متعود علي الدروس الخصوصية منذ المرحلة الابتدائية"، مشيراً إلى أنه تعرض للكثير من الضغوطات النفسية من أجل أن أصل في النهاية إلي تحقيق مبتغاه وحلم والديه بأن يصبح طبيباً، فالتوجه للمنصات التعليمية والاستغناء عن الدروس الخصوصية صعب الآن بعد أن وصلت إلي هذه المرحلة.
وتابع: أنا لا أعترض على فكرة غلق المراكز التعليمية بل أساندها وبكل قوة، فوالداي مستنزفان من كثرة الأموال التي يتم دفعها للمدرسين والسناتر التعليمية، ولكن يجب أن يتم الموضوع علي مراحل مع تطوير المنصات التعليمية بشكل أفضل حتي يستطيع الطلاب أن يتعلموا منذ الصغر كيفية الاستغناء عن الدروس الخصوصية ويتجهوا إلي المنصات التعليمية.
المنصات التعليمية ومعاناة الطلاب
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير فى شئون التعليم، إن الوزارة تحاول بكل جهد منذ عامين إغلاق المراكز التعليمية، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب عمليات التحايل، وعدم وجود رقابة صارمة على عملية الإغلاق، لافتا أن الدروس الخصوصية تستنفز من موارد الأسر المصرية حوالي 70 مليار جنيها في العام.
وأضاف "حمزة" في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أنه لابد من إيجاد بديل قوي للدروس الخصوصية قبل محاولة إغلاقها بشكل تام، لأن المجموعات المدرسية ليس عليها إقبال من الطلبة وأولياء الأمور حتى الآن، بسبب عدم وضع خطة سليمة لها واسستقدام المدرسين القادرين على جذب الطلبة في المجموعات المدرسية وضعف التجهيزات ببعض المدارس وأسعارها تتقارب، بل تزيد في بعض الأحيان عن أسعار الدروس الخصوصية.
وأشار إلى وجوب توفير البديل المناسب للدروس الخصوصية بالأخص لطلاب الثانوية العامة، سواء كان إدمودو أو القنوات والمنصات التعليمية، خاصة أن الطلبة في الثانوية العامة أو المراحل الآخرى ليس لديهم إقبال على وسائل التعليم الحديثة، مما يجعلها غير قادرة على جذب الطلبة حتى الآن، لأنها تعتبر مغامرة بالنسبة للطلبة وأولياء الأمور في مرحلة تعد هي الأصعب في مراحل التعليم وتحديد مستقبل الطلاب.
وأوضح الخبير التعليمى، أنه بالرغم من ضعف وسائل التعليم الحديثة في مواجهة الدروس الخصوصية، ألا أنه من أكثر المؤيدين لإغلاق "السناتر"، لكن لابد من توفير بديل قوي قادر على سد هذه الفجوة التعليمية الرهيبة، خاصة في مرحلة الصف الثالث الثانوي حفاظًا على مستقبل الطلاب، بالإضافة إلى محاولة إقناع الطلاب بمدي أهمية المنصات والقنوات التعليمية.