أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم بأن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية حذرت أمس من تزايد مخاطر شن هجمات من قبل "متطرفين محليين منساقين بدوافع أيديولوجية" على الأراضي الأمريكية في أعقاب تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للبلاد، مما أثار ناقوس الخطر بعد أسابيع قليلة من اقتحام مبنى (كابيتول هيل) مقر البرلمان الأمريكي.
وقالت الوزارة -حسبما نقلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني- إن متطرفين لديهم "مظالم متخيلة تغذيها روايات كاذبة"، ولديهم "اعتراضات على ممارسة السلطة الحكومية والانتقال الرئاسي"، يمكن أن يستمروا في التحريض أو ارتكاب أعمال عنف في الأسابيع المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أحداث مبنى (كابيتول هيل) التي وقعت في مطلع الشهر الجاري أثناء التصديق على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية من قبل أنصار سلفه الرئيس دونالد ترامب، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، من بينهم ضابط شرطة، وإصابة العديدين.
وقالت الصحيفة: "إنه غالبا ما تُصدر وزارة الأمن الداخلي تحذيراتها بشأن التهديدات الإرهابية المحتملة من قبل جماعات إرهابية أجنبية، متطرفين محليين، مما أكد المخاوف المستمرة بشأن وقوع هجمات مستقبلية أو أعمال عنف حتى بعد ترك ترامب منصبه، فيما أمر بايدن، منذ أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة قبل أسبوع واحد، المسؤولين الجدد في إدارته بمراجعة التهديدات المحتملة وسبل التصدي لها".
وواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل اعتقال الأشخاص واتهامهم بدخولهم مبنى (كابيتول هيل) بشكل غير قانوني في وقت سابق من هذا الشهر، وفي بعض الحالات اتُهم المشتبه فيهم بحمل أسلحة نارية غير مرخصة وقنابل مولوتوف محلية الصنع والاعتداء على ضباط الشرطة.
وقال ممثلو الادعاء الفيدراليون يوم أمس إنهم وجهوا لائحة اتهام ضد ثلاثة أشخاص منتمين إلى منظمة "أوث كيبرز" وهي منظمة شبه عسكرية، بتهمة التآمر لعرقلة عمل الكونجرس أثناء اقتحام مبنى (كابيتول هيل)، فيما أشارت وزارة الأمن الوطني إلى أن المتطرفين كثيرا ما يستهدفون الأشخاص ذوي الآراء المعارضة الذين يتظاهرون بشكل سلمي من أجل التأثير على أفكارهم، كما أشارت إلى تصاعد التوترات العرقية بما في ذلك معارضة الهجرة، كعوامل محفزة وراء بعض أعمال العنف.
وفي الوقت نفسه قالت هيئات إنفاذ القانون الأمريكية إن التهديدات ضد البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك قطاعي الرعاية الصحية والاتصالات "زادت في عام 2020"، حيث "غالبًا ما استند المتطرفون على معلومات خاطئة ونظريات المؤامرة ، بشأن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) لأجل ارتكاب أفعالهم".