الجمعة 24 مايو 2024

الاتحاد الأوروبي يتراجع عن تهديده تقييد صادرات لقاح كورونا

عرب وعالم30-1-2021 | 10:47

تراجع الاتحاد الأوروبي عن تهديده بتقييد صادرات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد إلى إيرلندا الشمالية في إطار خلافه المتصاعد مع بريطانيا، في وقت حذرت منظمة الصحة العالمية من "النزعة القومية" في ما يتعلق باللقاحات.


وتواصل جائحة كوفيد-19 تفشيها في أنحاء العالم وتقترب حصيلتها من 2,2 مليون وفاة، وفيما تتنازع دول غنية على الإمدادات المحدودة للقاحات تبرز مخاوف من عدم حصول الدول الأكثر فقرا على الجرعات قبل فترة طويلة.


وقالت شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية إنها قادرة على تسليم جزء صغير من جرعات اللقاحات التي وعدت بها للاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب مشكلات في الانتاج، لكن الجانبين يطالبان بالإيفاء بالوعود.


وهدد الاتحاد الأوروبي بتقييد صادرات اللقاحات إلى إيرلندا الشمالية بتعليق بند من اتفاق بريكست مع بريطانيا، يسمح بالتدفق الحر للسلع عبر الحدود الإيرلندية، لكنه تراجع عن موقفه بعدما عبر رئسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "قلقه البالغ". وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في بيان إن المفوضية "ستعمل على ضمان أن لا يتأثر بروتوكول إيرلندا/إيرلندا الشمالية".


وجاء ذلك بعدما نشر الاتحاد الأوروبي نسخة منقحة لعقده مع أسترازينيكا، بموازاة الإعلان عن آلية من شأنها الحيلولة دون تصدير لقاحات مصنعة على أراضيه. وأصبح لقاح أسترازينيكا الجمعة ثالث لقاح يحصل على موافقة الاتحاد الأوروبي بعد لقاحي فايز/بايونتيك وموديرنا، لكن هيمن عليه الخلاف الدبلوماسي.


وكتبت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في تغريدة لدى الإعلان عن الترخيص "أتوقع أن تقوم الشركة (أسترازينيكا) بتسليم ال400 مليون جرعة بحسب الاتفاق". وتسدد مشكلة الإمدادات ضربة كبيرة لعمليات نشر اللقاحات المتعثرة أساسا في أوروبا.


وسلط الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الضوء على تداعيات نقص الإمدادات على برامج التطعيم الواسعة، حتى في دول غنية. وتتصاعد المخاوف من أن دول العالم المتطورة تستأثر باللقاحات على حساب الدول الأكثر فقرا.


وحذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس من "النزعة القومية في اللقاحات" قائلا إن هناك "خطرا حقيقيا في أن الأدوات نفسها التي من شأنها المساعدة في القضاء على الوباء -- اللقاحات -- قد تفاقم" انعدام المساواة على مستوى العالم.


والآن فقط بدأت أجزاء من إفريقيا وآسيا في تأمين لقاحات ونشرها. ويتزامن التهافت العالمي على الجرعات مع معطيات مقلقة عن نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب أكثر من 101 مليون شخص في أنحاء العالم. ويعتقد أن النسخ التي ظهرت أولا في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، معدية أكثر.


ويشعر العلماء بالقلق من أن النسخة الجنوب إفريقية قد لا تتجاوب مع بعض اللقاحات، ما يمثل عقبة كبيرة في الجهود الدولية لدحر كوفيد-19 من خلال حملات التطعيم الواسعة.


وأظهرت بيانات جديدة الخميس والجمعة نسبة فعالية تبلغ 89% و66% للقاحي نوفافاكس وجونسون اند جونسون.


لكن فيما أظهر لقاح نوفافاكس فعالية كبيرة ضد النسخة المتحورة البريطانية، كانت فعالية اللقاحين أقل ضد النسخة الجنوب إفريقية.


وفاقم تزايد عدد الإصابات عبء أنظمة الرعاية الصحية حتى في دول غنية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، فيما حذر رئيس موزمبيق فيليب نيوسي من أن المستشفيات في منطقة إفريقيا الجنوبية "تقترب بسرعة من قدرتها الاستيعابية".