كشف الدكتور محمد مشرف مدير عام المكتب الإقليمي لشركة "بوهرنجر إنجلهايم" في مصر، تفاصيل مبادرة الملائكة بالتعاون مع الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب لدعم وحدات علاج السكتة الدماغية، موضحا أن هناك تجارب في مرحلتها الثالثة على دوائين لعلاج فيروس كورونا تُجرى في 30 دولة في الوقت الحالي.
وأوضح "مشرف" في تصريحات لبوابة "دار الهلال" أن مبادرة الملائكة بدأت عام 2016، لكن الشركة بدأت قبل هذه الحملة في مصر بعامين وتحديدًا في 2014 على نطاق ضيق مع بعض المستشفيات لاستكشاف المشاكل، وخاصة أن دواء السكتة الدماغية فعال للغاية حيث أن المريض يمكنه أن يغادر المستشفى في اليوم الثاني من دخوله المستشفى، على العكس من عدم تلقيه العلاج بما قد يؤدي ذلك إلى إعاقة أبدية، مضيفا أنه تم تحديد المشكلة، من حيث أهمية وضع بروتوكول علاجي داخل المستشفى وكيفية عمل الأشعة والفحوصات اللازمة في وقت ضيق.
وأكد أن الجلطة تغلق الأكسجين على منطقة المخ، وخلال أربعة ساعات تؤدي إلى موت هذه المنطقة، لذلك يجب تقديم العلاج اللازم في خلال هذه الفترة، بما يعتبر سباقا مع الوقت، مضيفا أن المشكلة تكمن في عدم وعي المرضى بالذهاب إلى المستشفى فور شعورهم بأعراض الجلطة والأمر الثاني هو عدم توافر الإمكانيات الإدارية لدى المستشفى بما يمكن من علاج المريض في أسرع وقت.
وتابع: هذه الأعراض تشمل ضعف في الحركة على ناحية واحدة من الجسد وتلعثم في الكلام وإعوجاج في الفم ودوخة وهو أمر يظهر على المريض بوضوح، ويمكن أن تبدأ الأعراض بثقل في حركة اليد، مضيفا أنه يجب على المريض أن يتوجه إلى أقرب وحدة لعلاج السكتة الدماغية لتجنب أية مضاعفات لأن سرعة التحرك تعني سرعة في الشفاء.
وحذر من الإهمال لأن القناعة أن السكتات الدماغية هي كبار السن فقط، هو أمر خاطئ لأن هناك حالات أصيبت في الأربعين من عمرها، بما قد يعرضهم لإعاقة مستمرة معهم بقية عمرهم، مضيفا أن زيادة عدد المراكز ورفع الوعي يساعد على زيادة فعالية العلاج وأن يتوجهوا في أقرب وقت قبل مرور 4 ساعات من الإصابة.
وأشار "مشرف" إلى أن المبادرة بدأت العمل مع المستشفيات لوضع مريض السكتة الدماغية على مسار يمكن من التعامل مع المريض في أسرع وقت في حدود ساعة أو أقل، مضيفا أن المبادرة تعمل على ثلاثة محاور، الأول هو الوعي لتوعية المواطنين بكيفية التعامل حين الشعور بأعراض الجلطة على الفور، والثاني هو تحديد الأماكن الجاهزة والمؤهلة للتعامل وتعريف المواطنين بها بما يساعد في اختصار الوقت.
وأوضح أن المرحلة الثالثة هي أن تكون المستشفى ذاتها مؤهلة ولديها البروتوكول الذي يساعد على العلاج بكفاءة وفعالية وسرعة، من خلال تدريب الأطباء والمستشفيات، مضيفا أن شركة بوهرنجر تتواصل مع إدارات المستشفيات لتطوير وحدات السكتة الدماغية، وتعرض تقديم فرص الدعم الفني لها.
وأكد أن هذا الدعم الفني يشمل توفير تدريبات للأطباء وبرامج لاعتماد المستشفيات من ألمانيا والجمعيات العالمية، حيث تعمل الشركة مع قصر العيني وجامعة عين شمس منذ 2014 بشكل أدى أن تصبح هذه المستشفيات على مرحلة عالية من الجودة، وتتواصل الشراكة معهم لنقل الخبرات إلى مستشفيات في الأردن والعراق وغيرها وإيصال الدعم الفني إلى شركاء آخرين.
أدوية لعلاج كورونا
وكشف "مشرف" عن إجراء التجارب لدوائين لعلاج فيروس كورونا، حيث أكد أن العالم اتجه لتوفير اللقاحات، فيما اتجهت شركة بوهرنجر إلى إنتاج دوائين لفيروس كورونا دخلا المرحلة الثالثة من الأبحاث السريرية، مضيفا أن أحد الأدوية تجري التجارب الخاصة بهم في 30 دولة منها ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أنه تجري مخاطبات مع وزارة الصحة المصرية للحصول على الموافقات لإجراء التجارب على هذه الأدوية في مصر، موضحا أن التاميفلو كان الدواء الحاسم في علاج أنفلونزا الطيور، والوصول إلى دواء لفيروس كورونا يمنع المريض من الوصول إلى مرحلة الحالات الخطيرة وهي المرحلة الثالثة من الإصابة فسيكون الأمر تحت السيطرة وتنتهي الجائحة.
وأكد أن هناك تجارب على الحالات المصابة والمخالطين للإصابات لمنع الإصابة، وأجريت التجارب في المرحلتين الأولى والثانية وحققت نتائجا إيجابية، وحاليا في المرحلة الثالثة وبعد ظهور نتائجها سيتم الحصول على الاعتمادات اللازمة بأنه دواء فعال.
استثمارات جديدة
وفيما يخص استثمارات الشركة، كشف عن ضخ استثمارات جديدة في مصر حيث فتحت الشركة مكتبها في القاهرة قبل عامين، مضيفا أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمدينة الدواء وغيرها من المبادرات فتح شهية الشركات للتفكير جديا في زيادة الاستثمارات وخطوط الإنتاج في مصر وخاصة أنه قد يساعد على فتح أسواق جديدة في أفريقيا والمنطقة العربية.
وأكد مشرف أن هناك حالة من الترقب والدراسة لكل التسهيلات والتيسيرات المقدمة من الدولة بشأن فتح مصانع وخطوط إنتاج جديدة في مجال الدواء وهو أمر قيد الدراسة، لكن شهية الشركات مفتوحة بعد افتتاح مدينة الدواء وما أعلنه الرئيس السيسي واتجاه الدولة لزيادة الاستثمارات في هذا القطاع.
وأوضح أنه خلال الثلاث سنوات المقبلة ستطرح الشركة ثلاثة أدوية جديدة، حيث أن الشركة كانت تركز على أدوية السكر والضغط والجهاز التنفسي والجلطات، مضيفا أن الأدوية الجديدة تشمل دواءا لعلاج التليف الرئوي مجهول السبب، وكذلك دواء لعلاج التصلب الجلدي وهو مرض نادر ولم يكن له علاجا، وهذا الدواء سيكون أول علاج له، والعام القادم سيتم طرح دواء لعلاج الفشل القلبي.
أما في الأدوية البيطرية، فأكد أن الشركة تعمل على توفير لقاحات الدواجن والماشية، حيث حققت مصر 98% من الاعتماد الذاتي في الدواجن، ونحو 59% في الماشية، وتعد الشركة في المرتبة الثانية في إنتاج لقاحات وأدوية الدواجن والماشية في مصر.