الخميس 9 مايو 2024

«مدفع الحاجة فاطمة» يضرب من جديد (صور)

مدفع قلعة صلاح الدين

تحقيقات13-4-2021 | 17:43

محمد عاشور

يرجع زمنه إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم حين أراد أن يجرب مدفعاً جديداً، وصادف إطلاق أولى قذائفه موعد إفطار أول يوم من رمضان عام 1467، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بموعد الإفطار، هذه رواية ولكن هناك أخرى.

والرواية الأخرى قيل فيها أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل أثناء تجربتهم أحد المدافع انطلقت منه قذيفة دوى صوتها في سماء القاهرة، وتصادف أن كان وقت آذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الأهالي أن الخديوي اتبع تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت "الحاجة فاطمة" ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوي إصدار "فرمان" يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة، وعرف وقتها باسم "مدفع الحاجة فاطمة"، ولاحقا أضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية.

ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من موقع، وهو يعرض حالياً بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وهو من إنتاج عام 1871، وعبارة عن ماسورة حديدة ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم اثنان من الجنود بتشغيله، أحدهما يضع البارود في الفوهة والأخر يطلق القذيفة.

وأجرت وزارة السياحة والآثار، التجريب الأخير لإطلاق مدفع رمضان من جديد بعد فترة توقف دامت ما يقرب من ٣٠ عاماً، وذلك من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وذلك بعد قيام الوزارة بترميمه ليعود انطلاقه من جديد ابتداء من أول أيام الشهر الكريم لهذا العام، ليكون منوهاً للصائمين عن موعد الإفطار.


وعن أعمال ترميم المدفع أكدت إيمان زيدان، مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية، أنها جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، مشيرة أن المدفع سيدوي سماء القاهرة من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.


وعن ترميم المدفع أردف الدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنها شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة علي جسم المدفع وتنظيفه من الداخل.


وحول حقيقة قصة مدفع رمضان أوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أنه تعددت القصص إلا أنها جميعا تؤكد على أنها نشأت في مدينة القاهرة، تحديداً بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.



 


Dr.Radwa
Egypt Air