الثلاثاء 14 مايو 2024

غرائب سلاطين المماليك في شهر رمضان.. أبرزها إعلان الصيام قبل المغرب بساعات

غرائب المماليك

تحقيقات13-4-2021 | 22:39

محمد عاشور

الدولة المملوكية أو السلطنة المملوكية أو دولة المماليك أيا كان المسمى هي إحدى الدول الإسلامية التي قامت في مصر خلال أواخر العصر العباسي الثالث، وامتدت حدودها لاحقا لتشمل الشام والحجاز، ودام ملكها منذ سقوط الدولة الأيوبية سنة 648هـ الموافقة لسنة 1250م، حتى بلغت الدولة العثمانية ذروة قوتها وضم السلطان سليم الأول الديار الشامية والمصرية إلى دولته بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانية سنة 923هـ الموافقة لسنة 1517م، واشتهر سلاطين المماليك ببعض الغرائب أثناء شهر رمضان المعظم.

بداية بما حدث في عصر السلطان برقوق حيث اضطربت القاهرة اضطرابا كبيرا، عندما ثبت ظهور الهلال في منتصف النهار تقريبا، ونادى قاضى الشافعية بالإمساك بعد أن كان الغذاء وضع على الموائد وأسرع السلطان فطرد مدعويه، وأمر برفع الصحاف وأعلن الصيام ولم يكن باقيا على المغرب سوى عدة ساعات.

وفي عصر السلطان « الغوري » حدثت صراعات حادة بين الجراكسة وشيوخ الأزهر حول استطلاع الهلال، فأعلن الوالي والجراكسة أنهم رأوا الهلال، وكبر الناس وأوقدوا المشاعل، فصاح المشايخ غاضبين: «أطفئوا المصابيح يا حرافيش، أتصدقون الجراكسة وتكذبون العمائم؟!، فأطفأ الناس المشاعل، فعاد الجراكسة ومعهم مزيد من الجند وأصروا على رؤية الهلال، فأوقد الناس المشاعل، فصاح المشايخ» أيعلمنا الجراكسة أمور ديننا؟!، فأطفأ الناس المشاعل، فتصاعد الموقف وأمسك أحد الجراكسة بذقن أحد المشايخ، فما كان منه سوى رفع الحذاء «المركوب» وضربه، واشتبكت الأيدي حتى انتقل الصراع لقلعة السلطان، والجراكسة غاضبين والمشايخ بعباءاتهم الممزقة، فوضع السلطان في موقف حرج فليس هناك أي أثر للهلال في السماء، ولكنه إن خذل الجراكسة خذلوه، أما المشايخ فبالنسبة له  مقدور عليهم ، لذا وافق على رأى الجراكسة، وباتت القاهرة مقسومة  صائمة و مفطرة.


وحدث فى عهد السلطان « الناصر أبى السعادات » أنه أشاع في المدينة « أن يكون العيد في الغد سواء رأوا الهلال أم لا »، حتى أنه أراد عزل القاضي، لخوفه من الاعتقاد السائد في هذا الوقت أنه عندما يحل العيد يوم جمعة، ويدعى للخليفة من فوق المنابر مرتين، مرة في خطبة صلاة العيد، ومرة في خطبة صلاة الجمعة، فالدعاء للخليفة مرتين علامة على نهاية السلطان، ورغم إصرار السلطان لكن لم يظهر الهلال وصام الناس الخميس، وعيدوا الجمعة ودعوا للخليفة مرتين وعلى السلطان مرتين.


وعندما كان يرفع الناس للسلطان الغوري شكواهم، كان يرد على المشايخ قائلا: «الخزائن فارغة يا مشايخ، والجند طلباتهم كثيرة»، فيتوسل المشايخ للسلطان الغوري: «والناس مساكين وعيالهم كثير»، فيهمهم السلطان: «العيال لا يملكون إلا البكاء، ولكن الجند يلعبون بالسيوف والمكاحل يا مشايخ».


أما السلطان «برقوق» فأعلن في أول ليلة من ليالي رمضان أن يحضر بين يديه كل من لديه شكوى من الشعب وكان أول من قام بذلك بين سلاطين المماليك، ففتحت أبواب القصر وامتلئ بأصحاب الشكايا.


وكان السلطان «أشرف أبو المعالى» الذى طلب من المشايخ  فتوى لإفطار رمضان، فسرد عليه القاضي المالكي أحكام الصوم ومبيحات الإفطار، ولكن ليس منها ما يبيح للسلطان الإفطار، فغضب السلطان قائلا:« أنا مريض يا مشايخ، ضعيف»، لكن المشايخ لم تقتنع بحجة السلطان، ولكنه كان مصرا على أن يحصل على عذر شرعي للإفطار، ولم يجبه المشايخ برغم من توعدات السلطان وإغراء الوزير لهم، حتى اهتدى أحد المشايخ إلى حل، واقترح على السلطان أن يسافر، ففي السفر عذر شرعي للإفطار، وفى اليوم التالي أعلن السلطان سفره لتفقد قلاع الإسكندرية ودمياط ثم يرحل بعد ذلك إلى الشام.

وبخصوص غرائب السلطان « قلاوون » فهو أول من زاد في أعطية شهر رمضان، فأمر بأن يفرق على العلماء و الفقهاء مبلغا إضافيا لأولادهم، واستمر ذلك طوال فترة حكمه، وعندما فكر السلطان  «الأشرف شعبان» بالقيام بالمثل، اكتشف سرقة الخزينة السلطانية، واختفاء 20 ألف من الدنانير الذهبية، واهتز القصر لتلك الفعلة، فالخزانة في غرفة السلطان نفسه، ولم يكن منه سوى الشك في خدمه وعبيده، فاعترف الجميع على محظيته الأثيرة « خوند سوار باى »، وتم سجنها وضربها بالسياط وخرجت من السجن وهي كهلة وقد فقدت السمع ولا أحد يدرى إن كانت هي من سرقت النقود حقا أم لا.

وأما في عهد السلطان «الغوري» قبض على رجل وهو في حالة سكر إثر شربه للخمر في عز نهار رمضان، فضرب بالمقارع في شوارع القاهرة، كما قبض على رجلين وامرأة يشربون الخمر في حديقة الأزبكية، ففرت المرأة، وطيف بالرجلين في المدينة وهما يبكيان، بينما عندما قبض على مجموعة من الأروام والجراكسة بنفس الفعل، ووقع السلطان في حرج لأن بينهم أبناء الأعيان.

Dr.Radwa
Egypt Air