أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة لا تتطلع إلى إطلاق حلقة من التصعيد والصراع مع روسيا.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي- وفق ما نشره البيت الأبيض عبر موقعه الالكتروني اليوم الجمعة- إن واشنطن وموسكو تبحثان إمكانية إجراء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشددا على أن الاتصالات بينهما حيوية وأنه حان الوقت لخفض التصعيد.
وفي أعقاب فرض الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات الواسعة على روسيا، قال الرئيس الأمريكي: " تحدثت مع الرئيس الروسي بوتين في وقت سابق من هذا الأسبوع حول طابع علاقاتنا والعلاقات بين دولتينا. كنت صريحًا وأبديت احتراما، الحديث كان نزيها ومبنيا على الاحترام".
وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة وروسيا "قوتان عظيمتان تتحملان مسؤولية كبيرة عن الاستقرار العالمي"، مضيفا: "الرئيس بوتين وأنا نتحمل مسؤولية كبيرة عن بناء العلاقات بيننا، أتعامل مع هذه المهمة بجدية بالغة، وأنا على يقين بأنه يتعامل معها بنفس الصورة".
وتابع قائلا إن: "الروس والأمريكان شعبان فخوران يحبان وطنيهما، وأعتقد أن الشعب الروسي، مثل الشعب الأمريكي، مهتم بمستقبل سلمي وآمن لعالمنا".
وأشار بايدن إلى أنه أبلغ بوتين خلال الاتصال بينهما يناير الماضي بأن الإدارة الأمريكية تعمل على تقدير الدور الروسي المحتمل في الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها الولايات لمتحدة، كما قال إنه أكد لنظيره الروسي خلال المكالمة الأخيرة أن واشنطن توصلت إلى استنتاج مفاده أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية.
وأفاد الرئيس الأمريكي، متطرقا إلى العقوبات التي صادق عليها: "أكدت بوضوح للرئيس بوتين أنه كان بإمكاننا الذهاب إلى أبعد من ذلك، لكنني فضلت عدم القيام بذلك، وقررت أن نتخذ إجراءات متكافئة".
وأضاف: "الولايات المتحدة لا تنوي إطلاق دورة جديدة من التصعيد والنزاع مع روسيا، نريد علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤـ لكنني مستعد لاتخاذ إجراءات رد جديدة في حال مواصلة روسيا التدخل في ديمقراطيتنا. هذا واجب بالنسبة لي باعتباري رئيسا للولايات المتحدة".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تمكنتا على مدار التاريخ الطويل لمنافستهما من إيجاد سبيل للتعامل مع التوتر في العلاقات ومنع تصاعده وخروجه من دائرة السيطرة، كما شدد على وجود مجالات للتعاون بين الطرفين، مذكرا باتفاقهما على تمديد عمل معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية 5 سنوات إضافية ما مكن من الحفاظ على "العنصر المحوري للاستقرار النووي".
وأردف: "عندما كنت أتحدث مع الرئيس بوتين أعربت عن اعتقادي أن الاتصال بيننا شخصيا وبشكل مباشر أمر حيوي للمضي قدما في بناء علاقات أكثر فعالية، وهو اتفق معي. لهذا السبب اقترحت عقد قمة ثنائية هذا الصيف في أوروبا لمناقشة كامل دائرة الخلافات بين بلدينا. فريقان من طرفينا يبحثان هذه الإمكانية الآن".
واعتبر بايدن أن هذه القمة يمكن أن تسهم في إقامة حوار استراتيجي حول الاستقرار في العالم لتطوير التعاون في مجالي السيطرة على الأسلحة والأمن، موضحا: "يمكننا التعامل مع التحديات العالمية الملحة التي يجب أن تعمل الولايات المتحدة وروسيا سويا لمواجهتها، بما في ذلك تهديدات إيران وكوريا الشمالية النووية وإنهاء الجائحة عالميا ومواجهة الأزمة المتعلقة بتغير المناخ".
وجدد بايدن أن الولايات المتحدة تشعر بقلق من حشد روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا، مشددا مرة أخرى على دعم إدارته لسيادتها، كما دعا بشدة إلى الامتناع عن أي إجراء عسكري.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه: "حان الوقت لخفض التصعيد. الطريق إلى الأمام يمر عبر الحوار والعملية الدبلوماسية".
واختتم بايدن تصريحاته بالقول: "من مصلحة الولايات المتحدة العمل مع روسيا، علينا القيام بذلك وسنفعل ذلك، لكننا سنرد في حال محاولة روسيا العبث بالمصالح الأمريكية. سنقف دائما للدفاع عن بلادنا ومؤسساتنا وشعبنا وحلفائنا".