يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة شكلوا علامات مضيئة ونجومًا تتلألأ أضافت بالتزامها وموهبتها وإبداعها في رحلة المسرح المصري والعربي الكثير وأسعدت الجمهور بكل ماقدمت، ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثًا فنيا في مقدمة ذلك مشاركاتهم في الحركة المسرحية المصرية بالعديد من الأدوار والشخصيات الدرامية الفنان أحمد عبد الوارث، ومع بوابة "دار الهلال" نذهب معه في خطوات في رحلته وحياته بالمسرح.
وبدأ أحمد عبدالوارث، هوايته لفن التمثيل من خلال ممارسته للتمثيل بفريق المسرح بالمدرسة "الخديوية الثانوية"، ووفق خلال هذه الفترة في الحصول على ميدالية ذهبية وأخرى فضية في أول مشاركاته ببطولة مسرحيتى: "ثمن الحرية" و"مأساة جميلة" ،كان نجاحه في بداياته المسرحية دافعا له على الاستمرار في ممارسة هوايته بعد ذلك، فشارك بفريق التمثيل بنادي "شباب الجزيرة".
قرر أحمد عبد الوارث أن يصقل موهبته بالدراسة فالتحق بالمعهد "العالي للفنون المسرحية"، و حصل من خلاله على بكالوريوس التمثيل والإخراج عام 1972، وعين بعد تخرجه معيدا بالمعهد لمدة ثلاث سنوات ثم قدم استقالته، وانتقل إلى البيت الفني للمسرح لينضم إلي أسرة "المسرح الحديث " وبعد ذلك بفرقة "المسرح القومي".
وكانت بدايته المسرحية بعالم الاحتراف بالمشاركة بعرض "ياسين ولدي" لفرقة تحية كاريوكا عام 1971، ثم بعد ذلك شارك ببعض عروض فرقة "المسرح الحديث"، وتحديدًا بمسرحية أيام الوسية عام 1976، ويحسب له خلال مسيرته الفنية نجاحه في تقديم عدد كبير من الأدوار المتميزة التي أشاد بها النقاد وحققت له الشهرة والنجاح الجماهيري.
وظل المسرح إضافة لمشاركات "عبد الوارث" المتميزة بالسينما والدراما التلفزيونية هو مجال الهواية الأولى له ومجال دراسته وعشقه، خاصة بعدما منحه المسرح فرصة القيام بأدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار المركبة الصعبة، وخلال مسيرته الفنية شارك في بطول ما يزيد عن عشرين مسرحية بمختلف فرق مسارح الدولة وأيضا ببعض الفرق الخاصة.
وتتمثل مشاركات أحمد عبد الوارث المسرحية في ما يلي:
شارك في مختلف فرق "مسارح الدولة" المتعددة حيث شارك بفرقة "المسرح القومي" في مسرحية مجنون ليلى بعام 1982، منمنمات تاريخية بعام 1995، بلقيس بعام 2011، وبفرقة "المسرح الحديث" شارك في مسرحية أيام الوسية بعام 1976، ومسرحية برج المدابغ بعام 1977 ،" هنا عرايس بتترص" بعام 1984، الخروج للنهار 2007 ،وشارك في مسرحية "حكمت امرأة" بمسرح الشباب 1993، كما شارك بمسرحية "أحلام ياسمين" للفرقة الغنائية الاستعراضية بعام 1996، وشارك في مسرحية "طبول فاوست مع فرقة الغد بعام 1999، ومع فرقة مسرح الطليعة شارك في مسرحية "ماتستفهمش" بعام 2001 ،ومع فرقة تحت 18 شارك في مسرحية " شباب في عين الرسول بعام 2018.
وبالفرق خاصة شارك في العديد من المسرحيات ياسين ولدي مع فرقة تحية كاريوكا بعام 1971 ، وشارك في مسرحية "ماتستعجلش " مع "فيصل ندا " 2002.
ومع فرق أخرى شارك في العديد من المسرحيات منها " طظ في حياتي بحالها " مع الجمعية المصرية لهواة المسرح بعام 1984 ، وذلك إضافة لمشاركته ببعض المسرحيات التي أنتجت للتصوير التلفزيوني ومن بينها: الفلوس حبيبتي بعام 1979 ومسرحية " ليلة زواج فضة".
وجعلت مشاركات الفنان أحمد عبد الوارث ببطولة الكثير من المسرحيات يعمل ويتعاون مع نخبة من المخرجين المتميزين بأكثر من جيل ومن بينهم سعد أردش، كرم مطاوع، أحمد عبد الحليم، عوض محمد عوض، عبد الغني زكي، عبد الرحمن الشافعي، نور الشريف، جلال توفيق، عادل هاشم، عصام السيد، مصطفى سعد، رزيق البهنساوي، انتصار عبد الفتاح.
ويتّسم الفنان أحمد عبد الوارث بدماثة خلقه وجديته وثقافته الحقيقية، التواضع الشديد، كما اتسم بالأخلاق الرفيعة السامية، بشاشة الوجه ،و احترامه للفن وقيمته المهنة واحترامه لكل زملائه ، و قام بترشيح نفسه لعضوية مجلس إدارة"نقابة المهن التمثيلية"، وبالفعل تم انتخابه في أكثر من دورة، فاستطاع بدأبه وحرصه على تحقيق المصلحة العامة تقديم بعض الإنجازات والخدمات النقابية المتميزة لجميع الأعضاء.
ونجح في تجسيد أدواره ببراعة وفك رموز وسمات شخصياته الفنية ليقدمها بعمق وبيسر وبساطة للجمهور، وكان دوما ملتزما بجميع تفاصيل الرؤية الإخراجية مع كل المهرجين، وتميزت رحلة الفنان أحمد عبد الوارث بثرائها ونجح في كل ماقدمه للمسرح وللجمهور وكذلك للسينما والتلفزيون بموهبته وإخلاصه ودأبه حتى بلغ مجمل الأعمال التي شارك في بطولتها ما يقرب من مائتي عملا بمختلف القنوات الفنية ما بين مسرحيات وأفلام سينمائية ومسلسلات درامية وأعمال إذاعية.