الأربعاء 22 مايو 2024

نساء فى الإسلام| حفصة بنت عمر.. أم المؤمنين وحارسة القرآن

حفصة بنت عمر

ثقافة18-4-2021 | 20:34

همت مصطفى

يشهد تاريخنا الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها و مواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق ، ومع بوابة"دار الهلال"في أيام شهر رمضان الكريم"ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات،والتي اخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره ولقاءنا اليوم مع" أم المؤمنين السيدة "حفصة بنت عمر".

 

يُطلق على زوجات النبي محمد"صلى الله عليه وآله وسلم" أمهات المؤمنين، تكريمًا لشأنهنَّ وإعلاءً لقدرهنَّ، وقد شرفهنَّ الله تعالى بذلك، والسيدة "حفصة بنت عمر" رابع زوجات الرسول محمد، وابنة أحد كبار الصحابة الفاروق "عمر بن الخطاب" الخليفة الثاني للمسلمين "، وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر، وأمها زينب بنت مظعون الجمحية أخت الصحابة عثمان وعبد الله وقدامة بني مظعون الجمحي، وعمة الصحابي السائب بن عثمان بن مظعون، ولـ "حفصة" العديد من الأخوة كانت هي أكبرهن سنًا .

 

وُلِدَت السيدة "حفصة "رضي الله عنها"  قبل بعثة النبي" محمد "بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة وقريش تبني البيت، قبل بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين، وقد جاء ذلك عن عمر رضي الله عنه.ويجتمع نسب  السيدة " حفصة "  نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي،فهي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قُرط بن عدي بن كعب.

 

واسم "حفصة " يعني الرَّخَمَةُ، وقيل مؤنث حفص وهو ولد الأسد، ولا يُعرف لحفصة بنت عمر كُنية كعادة العرب في ذلك الوقت.

 

وكانت  السيدة " حفصة "من أوائل من أسلم واتّبع النبي عليه السلام فقد أسلمت في مكة، وتزوّجت للمرة الأولى من " خُنيس بن حذافة السهمي "، وقد شهد خُنَيس مع رسول الله "بدرًا وأصيب فيها، ثم توفي بعد ذلك بسبب جرحه في المدينة المنورة، وقيل في رأي آخر أنها لم تكن غزوة بدر وكانت  إصابته في غزوة أحد، كما يذكر أن السيدة "حفصة" كانت هاجرت معه وبعد إصابته في أحد مات على إثر جراحه، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول" خُنيس".

 

عرفت السيدّة حفصة "رضي الله عنها"بالصيام والقيام، كما عُرفت بالعلم ونقل الأحاديث عن النبي عليه السلام، وقد جاءت الشهادة بالصيام والقيام لها في حديثٍ حسنٍ ذكره الإمان "الألباني: في صحيح الجامع، يُذكر فيه أنّ النبي عليه السلام طلّق زوجته حفصة، فأتاه جبريل يعاتبه بطلاقها وهي الصوامة والقوامة، وأخبره أنها زوجته في الجنّة كذلك، فأرجعها نبي الله صلى الله عليه وسلم.

 

واتسمت السيدة " حفصة" البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية "الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين، عائشة، بحفصة بنت عمر، فقالت عنها:«هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها».

 

تذكر أحد المصادر أن السيدة حفصة -رضي الله عنها- كانت متعلمة للكتابة، وهو أمر نادر بين النساء في تلك الفترة الزمنيَّة الممتدة في عمق الزمن، وهذا كان يساعدها على العلم ،وقد لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن، وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها.

 

يذكر أن أم المؤمنين" السيدة " حفصة بنت عمر "روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثًا، منها ثلاثة متفق عليها، وانفرد مسلم بستة أحاديث، أخرج البخاري منها ثلاثة ،وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد وحارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن صفوان والمسيِّب بن رافع وغيرهم، وأورد بقيّ بن مخلد في مسنده ستين حديثاً عنها.

 

وقيل أن السيدة" حفصة بنت عمر "  توفيت في جمادي الأولى 41 هـ بالمدينة، في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وفي قول آخر أنها توفيت بشعبان في عام 45 هـ،وصلى عليها" مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم.