يتزايد الإقبال على الوشم على الجسد في العالم العربي وخصوصًا بين الشباب في فصل الصيف، وبسبب الطلب المتزايد على الوشم نشأ نوع من الفوضى في عالم الوشم والرسومات والأشكال وتختلف رمزية الوشم باختلاف الثقافات والميول والأهداف ورغبات البعض، فالبعض يرى أنه يزيدهم إثارة ويُشعرهم بالتمرد والقوة والجاذبية أو يضفي عليهم صفات روحية وفي المقابل ينظر البعض الآخر إلى الموشومين على أنهم عدوانيون ربما لأن هذا التزيين اقترن في فترات سابقة بالمساجين والمجرمين والقراصنة.
فحرّمت الشريعة الإسلامية عملية الوشم حيث يعتبر الوشم تغييرًا في خلق الله واعتبرت الشريعة الوشم من كبائر الذنوب والمعاصي، وقد لعن النبي عليه الصلاة والسلام الواشمة التي تقوم بعملية الوشم، ويوجد نوعين من الوشم وشم يكون بغرز الإبرة بالجلد وإسالة الدم، ثم حشي المكان كحلًا أو مادة صبغية وتغيير لون البشرة ووشم يكون بالحناء الطبيعية التي يُشكل بها على الجلد الرسومات والنقوشات.
حكم الوشم
وفي هذا السياق، قال الشيخ أحمد الترك أحد علماء الأزهر الشريف ومدير عام التدريب بوزاة الأوقاف ل"بوابة دار الهلال" إن الأمة الإسلامية لها شخصيتها وهويتها الفريدة التي لا يجب أن تكون مثل أحد وإنه لا يوجد تقليد ولا تبعية ولا لهث وراء الأشياء بلا مبرر ديني أو علمي ولا داعى لهذا الرسم مطالبًا الشباب بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الإتزان وعدم عمل الأشياء غير المفيدة والمؤذية هذه.
وأكد ترك على ضرورة عدم إيذاء النفس لأن الوشم هذا عبارة عن وخز في الجلد وأذى له، وذكر أنه لعن النبي عليه السلام المستوشمة وهي التي تطلب الوشم والواشمة وهي التي تَشِمُ غيرها وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أُتى عمر بامرأة تشم، فقام فقال: أنشدكم بالله من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم؟ فقال أبو هريرة: فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين أنا سمعت، قال: ما سمعت؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تَشِمْنَ ولا تستوشمن"، وجاء الدليل أيضًا عند تحريم الوشم من السنة النبوية، قال عليه الصلاة والسلام، «لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة.
وأضاف أن الحنة والأشياء التى لم توخز في الجلد أو تؤذيه محلله بما إنها لا توذي النفس، ويلزم الواشم إزالة الوشم بالعلاج وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خاف من التلف أو أذى العضو أتركه حتى يخف شيئًا فشيئًا وتكفي التوبة في هذه الحالة وإن لم يخف شيئاً من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصي بتأخيره.
أسباب تحريم الوشم
قال الشيخ إبراهيم همام أحد علماء الأزهر الشريف ووكيل الوزارة لشئون التعليم والطلاب بالأزهر الشريف في تصريح خاص له لـ"بوابة دار الهلال" إن الدين الإسلامي حرم الوشم لما فيه تشويه لخلق الله فالواشمة والمستوشمة ملعونتان بإذن الله ومطرودين من رحمة الله وهذا يدل على عظم هذا الذنب فكيف أذن بوشم رسومات تحمل رموزًا و عبارات دينية وقد كانت تلك الرسومات عادة لأصحاب الديانات الوثنية.
وأكد على أن هذه الأمور كلها قد شهدت الأحاديث بلعن فاعلها وأنها من الكبائر لأنها من باب التدليس ومن باب تغيير خلق الله تعالى كما قال ابن مسعود: "هذا الوشم المنهي عنه إنما هو فيما يكون باقيُا لأنه من باب تغيير خلق الله تعالى"، وأضاف أنه يجب نشر حرمانية الوشم حتى لا يقتضي به أحد، ولا يجب أن ننفق أموالنا على مثل هذه الأشياء ونفعل كما يفعل السفهاء.
ـ ما مصير الواشم يوم القيامة:
ويجب على من تعاطى هذا الفعل فاعلًا أو مفعولًا به أن يتوب إلى الله عز وجل، ويسارع من فعل به إلى إزالته إلا إذا خاف ضررا فاحشاً من الإزالة فيكتفي بالتوبة النصوح أما عن يوم القيامة للواشم في دخول الجنة فإن فاعل الكبيرة إذا تاب منها تاب الله عليه، وإذا مات قبل أن يتوب فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، ولكنه لن يخلد في النار إن مات لا يشرك بالله شيئًا إن كان موحدًا.