استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الشهر الجاري، عددا من القادة والمسئولين البارزين من عدة دول وجهات دولية، من بينهم أودري آزولاي مدير عام منظمة اليونسكو، وذلك بحضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
ورحب الرئيس بزيارة مدير عام اليونسكو إلى مصر، وذلك في إطار حضورها احتفالية موكب المومياوات الملكية، مشيدًا بالدعم المستمر الذي تقدمه منظمة اليونسكو دوليًا وإقليميًا لقطاعات التعليم والثقافة والعلوم، فضلًا عن جهودها في تعزيز وحماية الآثار والتراث في مصر وحول العالم.
كما أكد الرئيس الأهمية التي توليها الدولة تجاه تعزيز علاقات التعاون مع منظمة اليونسكو، امتدادًا للشراكة الممتدة بين الجانبين لعقود، وللتعرف على الجهود المصرية الواسعة التي بذلت على مدار السنوات الماضية لإحداث نقلة نوعية كبيرة في إبراز والحفاظ على التراث والحضارة المصرية الغنية، وذلك من خلال عدة محاور، شملت تطوير المتاحف وإنشاء سلسلة جديدة منها في أنحاء الجمهورية لعرض أكبر قدر ممكن من الآثار المصرية، وكذلك استعادة كفاءة المقاصد والمواقع الأثرية، بالإضافة إلى تطوير الشق التشريعي الحاكم والمنظم لقطاع الآثار في مصر، وذلك من أجل حماية الآثار المصرية وتقديمها للمصريين وشعوب العالم والإنسانية بأكملها في أبهى صورة تليق بعظمة الحضارة المصرية.
كما أكد الرئيس أن خطوات الدولة التنفيذية في هذا السياق انتهجت مسارًا متزنًا ما بين جهود التنمية والتطوير، والحفاظ على قيمة وسلامة المواقع الأثرية الفريدة، بما فيها تطوير كافة المناطق التاريخية في القاهرة، لتصبح عاصمة مصر بمثابة متحف مفتوح يعكس عراقة الحضارات المصرية القديمة والمعاصرة.
وشهد اللقاء استعراض آفاق التعاون الحالية والمستقبلية بين الجانبين، خاصةً في مجالي التعليم والعلوم، إلى جانب سبل تعزيز دور مكتب اليونسكو في القاهرة، فضلًا عن دعم الجهود المصرية الحالية لتحقيق الاستغلال الأمثل لتراثها الثقافي والتاريخي، خاصةً من خلال المشروعات العملاقة التي تتم وفق أرقى المعايير الإنشائية والهندسية، لا سيما تطوير القاهرة التاريخية، وكذا إنشاء المتاحف المختلفة وعلى رأسها المتحف المصري الكبير.
الرئيس التونسي
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية في 10 أبريل الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بأخيه الرئيس التونسي ضيفًا كريمًا على مصر، مثمنًا المستويات المتميزة التي وصلت إليها العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين.
وأشار الرئيس إلى حرص مصر على بذل المزيد من الجهد للدفع قدمًا بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل الفعال بين الجانبين على المستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية، فضلًا عن زيادة التشاور بين البلدين الشقيقين بشأن مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً في ظل العضوية الحالية لتونس بمجلس الأمن.
وشهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، واستشراف سبل وآفاق جديدة للتعاون لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة وتبادل الاستثمار، بالإضافة إلى الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، لا سيما في ظل وجود العديد من التحديات المشتركة التي يواجهها الجانبان، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تم التوافق حول ضرورة تدعيم التعاون الأمني.
وتبادل الرئيسان، المعلومات في هذا الإطار، وبحثا أيضا تطورات القضية الليبية فضلا عن قضية سد النهضة حيث ثمن الرئيس التونسي من جانبه الجهود المخلصة التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بشأن قواعد ملء وتشغيل السد لحفظ حقوقها المائية التاريخية في مياه النيل.
وزير الخارجية الروسي
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وسفير روسيا الاتحادية بالقاهرة، حيث أكد الرئيس الحرص على تعزيز علاقات الشراكة الممتدة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتصديق البرلمان المصري عليها مؤخرًا، والتي تفتح آفاقًا جديدة رحبة للتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة، بالإضافة إلى تلك الجاري تنفيذها، خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وشهد اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ومنها التعاون على الصعيدين العسكري والأمني، بما فيها آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب على مستوى الأجهزة المعنية، بالإضافة إلى الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر والمشاورات الجارية في هذا الإطار، فضلًا عن مشروع محطة الضبعة النووية، والإعداد للدورة القادمة للجنة الاقتصادية المشتركة.
كما تم مناقشة تطورات أهم الملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيس الموقف الاستراتيجي الثابت لمصر القائم على استعادة الأمن والاستقرار وإرساء عناصر استدامته في دول المنطقة المتأثرة بالنزاعات، وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية لفتح آفاق التنمية.
وفيما يتعلق بمستجدات القضية الليبية، أشار الرئيس إلى الجهود المصرية القائمة لدعم السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا في مختلف المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، ودفع كافة مسارات تسوية القضية عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، مشددًا في هذا الإطار على ضرورة إخلاء ليبيا من المرتزقة وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تساهم في تأجيج الأزمة، للمساعدة على الوصول إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر المقبل.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لقضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس على استمرار مصر في إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وذلك باعتبارها مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بين الدول الثلاث بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، ومشددًا على أن عدم حل هذه القضية من شأنه أن يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وأكد وزير الخارجية الروسي موقف بلاده الثابت برفض المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض الإجراءات الأحادية في هذا الصدد، معربًا عن التقدير للجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلها مصر في هذا الإطار، وتطلع بلاده إلى التوصل إلى حل يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
رئيس شركة إيني
والخميس الماضي، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للطاقة، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، بالإضافة إلى عدد من كبار مسئولي الشركة، وذلك في إطار "متابعة نشاط الشركة الإيطالية في مجال التنقيب والإنتاج بقطاع الغاز والبترول في مصر، وجهود مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة بأنواعها".
وأعرب الرئيس عن دعمه لمسعى شركة "إيني" في التوسع في أنشطتها الاستثمارية في مصر في مجالي التنقيب والإنتاج، استمرارًا لمسيرة التعاون المثمرة بين الشركة الإيطالية ومصر، وذلك في ضوء الاهتمام الذي توليه الدولة لتطوير هذا القطاع الحيوي، موجهًا بمواصلة التعاون المكثف مع "إيني"، وتدعيم نشاطها وجهودها.
ومن جانبه، استعرض ديسكالزي النشاط الحالي والمستقبلي لشركة "إيني" في مصر، التي تعد من أهم شركاء الشركة على مستوى العالم، وتأتي في مقدمة حجم استثماراتها الخارجية، ومعربًا عن التطلع لاستمرار تطوير نشاط الشركة في مصر في مجالي التنقيب والإنتاج للبترول والغاز، لا سيما في ضوء ما تمتلكه مصر من موقع استراتيجي وبنية أساسية تؤهلها للاضطلاع بدور المركز الإقليمي للطاقة، مدعومةً بعوامل الأمن والاستقرار والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس التي أدت إلى إقامة مصر مشروعات إقليمية مشتركة في مجال الطاقة من شبكات ربط وغيرها.
كما تم استعراض إعادة تشغيل محطة الغاز الطبيعي المسال في مدينة دمياط بكامل طاقتها والتصدير إلى كافة الأسواق العالمية، وهو ما يعد قيمة مضافة لمصر في مجال الغاز المسال، ويرسخ من مكانتها في قطاع إنتاج وتداول الغاز من شرق المتوسط إلى العالم.
كما شهد الاجتماع التباحث حول التعاون المشترك مع شركة "إيني" لإنتاج الهيدروجين لتوليد الطاقة في مصر، وذلك في إطار جهود الدولة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال الاستخدامات الحديثة للطاقة الجديدة والمتجددة، فضلًا عن العمل على استغلال الموارد والمقومات الطبيعية المتنوعة التي تتمتع بها مصر في هذا المجال على أفضل نحو.