الإثنين 29 ابريل 2024

قصص ألف ليلة وليلة.. حكاية الهارب (صوت)

ألف ليلة وليلة

ثقافة22-4-2021 | 23:10

عبدالله مسعد

يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب أسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.

وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى أبنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية،وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.

الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضاً، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.

"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.

والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إلى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة.

انتشر جنود السلطان في المدينة بحثًا عن قاتل مُضحك الملك، ولم يتركوا بيتًا إلا وقد فتشوه، ولا شبرًا إلا بحثوا فيه، حتى وجدوه وأحضروه للسلطان، وأخذ يُقسم بأنه لم يقتل الرجل، ولكنه جرى فرارًا من الحلاق الذي عبر من أجله بلاد ومسافات طويلة، وتساءل السلطان عن علاقتهما فأخبره أن كل ما يربطه به أنه طلب منه أن يحلق له مرة، ثم طلب من السلطان أن يتركه يحكي له قصته.

قال الرجل إنه كان واحدًا من أعيان مدينة بغداد، وتعلق بابنة القاضي، واتفقا على اللقاء في بيتها عند انعقاد مجلس أبيها، عندها أرسل أحد عبيده ليأتي له بحلاق فجاء هذا الرجل، وأخذ يحدثه عن يوم الجمعة وأفضلية حلاقة الشعر فيه، وأخذ يسرد فيه من الأثر وغير ذلك من علوم الفلك، فأمر الرجل العبد بصرف الحلاق وإعطاؤه بربع دينار لأنه على موعد، فعاد الحلاق يقنعه بأن يحلق له، فجرح رأسه، وبينما يتألم الرجل قال له أنه سيعمل له حجامة؛ وأخذ الحلاق يُثرثر، فهدده الرجل بأن يجلده إن لم يُكمل الحلاقة، وضربه ليفعل والحلاق لا يكف عن الثرثرة.

وبعد الحلاقة أخذ الحلاق في الحديث دون أن يُريد الانصراف، وأخبره أنه يُريد أن يجلس معه عام كامل؛ وذهب الرجل إلى موعده مُتأخرًا، فأخبرته حبيبته أن أباها قد عاد وقبض على عبد هرب منه وأخذ يُعذبه، وكان الحلاق يتبع الرجل، فاعتقد أن القاضي قد أمسكه، وذهب إلى بيت الرجل وأخبر رجاله وعبيده بأن القاضي قد قتله، فانطلق ومعه خلق كثيرين إلى بيت القاضي، فتعجب القاضي من وجودهم، وعندما قال له الحلاق أن السيد موجود في بيته تعجب القاضي منهم؛ فأسرع الرجل يجمع أشياء وأخفى حبيبته حتى لا تكن فضيحة، وترك الجميع يتهموه بالسرقة، وحكم عليه القاضي بأن تُقطع يده.

Dr.Randa
Dr.Radwa