الثلاثاء 21 مايو 2024

مهنة نبي الله إدريس.. «الخيامية» فن مصري صنعه التاريخ (صور وفيديو)

فن مصري

الهلال لايت23-4-2021 | 22:49

كتب: ندى محمود- تصوير: هالة يوسف

نقوشات حمراء وأخرى زرقاء، لا تعرف أصلها، ولكنك تعلم جيدًا أنها مصرية أصيلة، تتزين بها شوارع المعز والحسين خاصةً، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناسبات، وبالتحديد شهر رمضان المبارك، تتزين بها البيوت، وتشعر بقدوم الشهر الكريم عندما تراها عينيك، إنه فن "الخيامية"، ربما سمعت عنه من قبل، فيُسمى أحد شوارع المعز بشارع الـ"خيامية"؛ نظرًا لانتشار هذا النوع من الفن به، فهو حكاية فريدة ولكنها ليست جديدة، فبدأ فن الخيامية في مصر منذ الفاطميين، ومازال محتفظًا ببريقه حتى اليوم.

ما هو أصل الخيامية وتسمية الشارع؟


يقول محمود الحريري، فنان خيامية بشارع المعز، إن هذا الفن مصري أصيل، وأول من جاء بالقماش ورسم وخيط، كان نبي الله إدريس، فالمصريون بطبيعتهم كانت لغتهم مصورة، فكان المصريون القدماء يحبون أن يكتبوا الاسم الملكي الفرعوني، والفرق بين الملكة والوصيفة، وكانوا يستخدمون الإبرة والخياطة، ونقش للاسم الخاص بهم.

وكشف محمود الحريري عن قصة تاريخ فن الخيامية؛ والذي بدأت في عصر الفاطميين عام 1978، وظهرت الطباعة، والتي تميزت بها المفارش والستائر بأشكال مختلفة، حتى عام 1980، شهدت مصر ثورة سياحية بعد اتفاقية كامب ديفيد، وبدأ احتكاك دول مختلفة بالثقافة المصرية، وبدأ فنانو الخيامية التطوير في فنهم، ليواكب أفكار الغرب، مثل أوروبا واليابات وكندا وأمريكا، حتى عام 2011.

أصل أشكال ورسومات الخيامية


وأكد محمود الحريري، أن مصر دخلها الكثير، يأخذ المصري الفن ويطوعه له، ثم جاء الفاطميون، وبدأت كتابة الخيامية، وكان لهم مظاهر كثيرة دينية وغيره مثل: "تولية الوالي، استطلاع شهر رمضان، مائدة الرحمن، العزاء"، مما يحتاج لسرادقات، فاستُخدم فن الخيامية في تزيينها، وكانوا يستخدمون الألوان المبهجة لتكون أقل درجة إضاءة تُظهر السرادق، في ذلك الوقت ارتبط فن الخيامية بالشارع المصري وجميع المناسبات، فضلًا عن حب الفاطميين لتسمية كل شارع على حسب الحرفة الخاصة به، فسُمى بشارع "الخيامية"، موضحًا أن هذا الفن كان يُستخدم في الأول للأفراح والعزاء، ويرسم فنان الخيامية رسمة "اللوتس" ورسومات أخرى فرعونية، وتطور بعد ذلك، وتضمن رسومات أخرى مثل نفرتيني وتوت عنخ آمون.

وفيما يخص إقبال الأجانب، لفت فنان الخيامية إلى حبهم الشديد لهذا النوع المصري الأصيل من الفن، فضلًا عن حرصهم الشديد على شرائه؛ نظرًا أنه يعبر عن فلكلور مصري، تتميز به مصر عن بقية دول العالم، لافتًا إلى حبهم للألوان الأزرق والكحلي والزهري واللبني.

طريقة الصناعة وكيفية الخياطة على القماش

يقول أحمد عبدالعظيم، فنان خيامية آخر بشارع المعز، إن بداية الصناعة على ظهر ورقة بنية للرسم، ثم يضع القماش السمني ويقوم بفرده، وطرق الورقة، ثو الرسم بالقلم الرصاص، ثم البدء بالعمل، وفيما يخص استخدام الألوان، أوضح اختياره لألوان الخياطة على حسب الرسمة؛ فمثلًا زهرة اللوتس زرقاء اللون بدرجاته، وهناك رسمة الشمس باللون الأحمر والأصفر والأزرق، وغير ذلك.

علاقة الخيامية بشهر رمضان

وفيما يخص علاقة فن الخيامية بشهر رمضان، كشف "عبدالعظيم"، عن أنه شهر يحقق نوعًا من الدخل لهم، فبدأ فنانو الخيامية بشارع المعز في صنع احتياجات رمضان من الزينة والفوانيس، تجذب المصريين، ومن هنا انتشرت علاقته بشهر رمضان، وتزينت به البيوت.

ولفت "عبدالعظيم" إلى أنه لا توجد علاقة قديمة بارتباط فن الخيامية بشهر رمضان، ولكن هذا الفن له مذاق خاص لدى المصريين، من الممكن أن يكون مرتبطًا بروحانيات من نوع خاص، وبما أن شهر رمضان هو شهر روحانيات بالأساس، يحب المصريين أن يربطونهم ببعضهم البعض.

 

أنقذوا فن الخيامية في مصر


وقال ياسر عبود فنان خيامية بالمعز، إن هذا الفن منذ عصور الفاطميين وحتى ثورة يناير في 2011، فبدأت حالة من الركود تصيب السوق الخيامي في مصر، وبعد سنوات بدأ في الانتعاش قليلًا مع عودة السياحة جزئيًا، ولكن سرعان ما بدأ يغوص في حالة ركود جديدة بسبب انتشار فيروس كورونا.

وأضاف: "قديمًا كنا نعمل بها كفنانين، ونأتي بمصدر لأكل العيش، ولكن اليوم الوضع في حالة ركود، كل ما نحتاجه من الدولة، هو عرض منتجاتنا بمعرض، ويتم تشجيعنا، وتشجيع الصنايعية والعاملين بشكل أكبر، هذا العمل يأخذ وقت كبير وجهد؛ فالقطعة تستغرق شهرًا تقريبًا، أنقذوا فن الخيامية في مصر".