الإثنين 29 ابريل 2024

نجوم المسرح المصري (13).. محمد نجم صانع البهجة الذى انطلق من «عش المجانين»

محمد نجم

ثقافة26-4-2021 | 00:39

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.

 

وتواصل بوابة "دار الهلال" في شهررمضان المبارك تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح ، ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا أيقونة الكوميديا وصانع البهجة الفنان محمد نجم.

 

كان محمد نجم موهوبا ومتميزا، استطاع أن يصبح أحد أشهر الممثلين باتجاه الكوميديا في مصر والوطن العربي، واتسم بحضور لافت للجمهور وكان قادرا على الإرتجال والتميز في التنكر بشخصيات درامية عديدة وتقديم الإفيهات، وتحقيق  التواصل الكبير مع الجمهور من أدائه الجسدي بحركاته الكوميدية المغايرة والمتنوعة وأدائه الساخر الذي ينتزع الضحكات من قلوب الجماهير.

 

ولد الممثل المصري المتميز محمد نجم في 6 مارس عام 1944 بقرية الغار التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بدأ مسيرته الفنية في أوائل السبعينات بأدوار صغيرة في السينما والتليفزيون ثم حقق انطلاقته ولفت الأنظار إليه من خلال فرقة "المسرح الساخر" للفنانة القديرة نجوى سالم، وكانت أولى مسرحياته هى "موزة و3 سكاكين"التي قدمها في عام 1970، غير أن أول بطولة مسرحية له كانت بمسرحية "حاجة تلخبط" في نهاية نفس العام أيضا.

 

حقق" محمد نجم" من خلال المسرح نجاحه الكبير بعمله بعدة فرق من بينها فرق: "عمر الخيام"، "الكوميدي شو"، و"المدبوليزم" للفنان القدير عبد المنعم مدبولي الذي فجر كثيرا من طاقاته.

قررمحمد نجم بعد ذلك تأسيس فرقته الخاصة والتي تحمل اسمه، وقدم من خلالها العديد من المسرحيات الناجحة، وكان ذلك بعدما حقق البطولة المطلقة والنجاح من خلال مسرحيته الأكثر شهرة بين أعماله الفنية "عش المجانين"، والتي قدم من خلالها أشهر إفيهاته المسرحية ولازمته الفنية الكوميدية "شفيق ياراجل" والتي كانت تفجر الضحكات على وجوه الجماهير.

 

محمد نجم وفرقته المسرحية

وتميز محمد نجم عن غيره  كثيرا بالمسرح المصري من أبناء جيله، كما نجح في بناء دار عرض خاص بفرقته أطلق عليها اسمه، ووفق فى شراء دار صيفي للعرض السينمائي بمنطقة الدقي واتخاذها مقرا لفرقته، وحولها سريعا لدار عرض مسرحي لتقديم عروضه - وبعض العروض لفرق أخرى أحيانا وافتتح المسرح في ديسمبر عام 1982 بمسرحيته الشهيرة "الواد النمس" من تأليف مجدي الإبياري وإخراج عبد المنعم مدبولي وبطولته مع هياتم، زين العشماوي، وعلي الشريف.

 

تعرض مسرح محمد نجم بعد عدة  سنوات لحريق كبير في أبريل عام 1986 التهم خشبة المسرح وأيضا غرف الكواليس، واحترقت ديكورات وملابس مسرحية "القشاش"، ولكن استطاع وإرادته خلال فصل الصيف إجراء الإصلاحات الشاملة لإزالة آثار الحريق، وبالفعل أستأنف المسرح نشاطه في نهاية نفس السنة بمسرحية "الخوافين" تأليف ماهر ميلاد وإخراج عبد الغني زكي، واستمر المسرح يعمل بانتظام وحقق شهرة كبيرة .

 

 قدم محمد نجم من خلال فرقته ما يقرب من 20 عرضا، إضافة إلى العروض التي شارك في إنتاجها مع بعض الجهات الإنتاجية الأخرى، هذا وكان أفضل فترات  تألق فرقته فنيا وجماهيريا - وتألقه خلال فترة الثمانينات والنصف الأول من تسعينيات القرن الماضي.

وتضمنت هذه الفترة تقديم المسرحيات الجماهيرية التالية: طار فوق عش المجرمين، أنا أجدع منه، الواد النمس، دول عصابة يا بابا، إعقل يا مجنون، البلدوزر، الخوافين، أصل وخمسة، عبده يتحدى رامبو، الكدابين قوي، أولاد دراكولا، منور يا باشا.

 

وبسبب النجاح الجماهيري الكبير لفرقة محمد نجم، أصبحت  مصر خلال فترة الثمانينات قبلة السائحين العرب، ولذلك نظم "نجم" عدة جولات فنية خارجية بعروضه المتعددة ببعض الدول العربية الشقيقة ومن بينها: سوريا، لبنان، السعودية، دول الخليج ،وقامت الفرقة أيضا بتقديم عدد من مسرحياتها للجاليات العربية ببعض الولايات الأمريكية وكندا وكذلك ببعض الدول الأوربية ومن بينها الدنمارك .

 

 

تمثلت المسرحيات التي قدمها "محمد نجم" للمسرح المصري   فيما يلي:

 

شارك "محمد نجم" بفرق الدولة بالمسرح الكوميدي النمر 2007 و بفرق القطاع الخاص قدم مع "المسرح الساخر"(نجوى سالم): موزة وثلاث سكاكين، حاجة تخبط 1970، صاحبة العصمة 1972، صديقي اللص،ممنوع لأقل من 30 سنة 1973ومع المسرح الفكاهي"(أنور عبد الله):شورت ساخن جدا 1971، ومع المسرح الجديد" شارك في سندريلا والمداح 1973، ومع فرقة عمر الخيام" شارك في "إنهم يقتلون الحمير، لعبة أسمها الحب بعام 1974، ومع فرقة الكوميدي شو"  قدم مسرحية الدنيا مزيكة1976،ومع فرفة "المدبوليزم" شارك في حمار ما شالش حاجة 1977، مولود في الوقت الضائع 1978.

 

ومع فرقته"نجم"قدم العديد من المسرحيات المتميزة في رحلته ومنها : طار فوق عش المجرمين "1981 ، أنا أجدع منه 1982، الواد النمس  بعام 1983، دول عصابة يا بابا، إعقل يا مجنون1984، البلدوزر 1986، الخوافين، أصل وخمسة 1987 ، عبده يتحدى رامبو 1989، الكدابين قوي 1990، أولاد دراكولا 1992، منور يا باشا 1994 ، واد عفريت 1998 ، أي أند يو هنجننوه 2000 ، عيطة عامل زيطة 2005 ، الأستاذ بطة 2009 ، دوحة وحلمبوحة 2010 ، عفيفي بقى فيفي 2011 ، البريمو 2015 ، الأونطجي 2016 .

 

ومع فرقة النسور" (ممدوح يوسف) شارك محمد نجم " في مسرحية  واحد لمون والثاني مجنون "1995 ،ومع فرقة(عصام الحوت) شارك في مسرحية  دربكة همبكة 1998 ، ومع فرقة" مينوش (مدحت الشريف) شارك في  الواد ضبش عامل لبش 1999 ، ومع فرقة السارة للإنتاج الفني" شارك في سلم وبعدين نتكلم 2002.

 

وشارك محمد نجم في  مجموعة من "المسرحيات المصورة" التي أنتجت خصيصا للعرض التليفزيوني ومن بينها: دليل الرجل المتزوج، سيرك البلياتشو، غبي في الفضاء، بنسيون الأحلام 1970 وفي ععام 1977  شارك في أنا نسيت اسمي (نسيت نفسي)، حماتي والمنديل، غبي في الفضاء  وفي 1978 شارك في  صاحبة الملاليم، حسنين يعيش مرتين ، وقدم زوجة واحدة تكفي 1979 ، وشارك في  في بيتنا مجنون، أغرب زواج في العالم  بعام 1981 ، إديني عقلك بلعام 1983، حاسب من الستات  في 1995 ، كحيون ربح المليون  في 2002 ، رابطة المشجعين  في 2004 ، مطلوب غبي فورا  بعام 2015 ، فتحية بيه  في 2018  وذلك بخلاف أيضا بعض المسرحيات التي قدمت ببعض الدول العربية ومن بينها: عفريت في الاكاديمية، نجوم سوبر ستار، زغلول على المحمول.

 

 

 

وتميز الفنان محمد نجم خلال ممارسته المسرحية الطويلة بمجالي التأليف والإخراج، فساهم في المسرح المصري  بإخراج خمس مسرحيات هي: المشاغب، عيطة عامل زيطة، الأستاذ بطة، دوحة وحلمبوحة، عفيفي بقى فيفي، كما قام بتأليف مسرحية الأستاذ بطة، وشارك كل من المؤلف طارق عبد الجليل في تأليف مسرحية "الكدابين قوي"، والمؤلف عزت آدم في تأليف مسرحية "واد عفريت".

 

حصل محمد نجم  على العديد من  التكريمات والجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، وبرغم حصوله على بعض الجوائز عن أدواره الثانوية بالسينما ، وقيام بعض الجهات بتكريمه لكنه لم يحظ بما يستحق  من تكريم تقدير لإسهاماته المهمة والكثيرة والمتنوعة  في المسرح، وقد  ظل طوال مسيرته الفنية فخورا بحب الجماهير له الذي يعد له وللمسرح أهم مظاهر التكريم.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa