أعلن الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر قد دخلت في حالة الفقر الحاد فيما يخص المياه، مشيرًا إلى أن نصيب المواطن 600 متر مكعب سنويا، جاء ذلك خلال مؤتمر الحكومة لإطلاق البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، وهى المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
و قال الدكتور نادر نورالدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، في حواره مع بوابة «دار الهلال»، إن النسبة ما بين 600 إلى 700 متر مكعب، للفرد، تعد مناسبة بالنسبة لمستويات الحياة بالنسبة للدول الإفريقية، مفيدًا أن ولكن في سنة 2050 سيشعر الجميع بنقص ويصل إلى نقص حاد، وإلى نص الحوار:
ما هو نصيب الفرد الطبيعي من المياه؟
إن الحد الأدنى الذي حددته الأمم المتحدة، 1000 متر مكعب من المياه، مشيرًا إلى أن تقليل الحد الأدني من 1000 إلى 500 متر مكعب تسمي، فقر مفجع، وأقل من 500، يسمى فقر مزمن، أي ليس له علاج.
لماذا نصيب الفرد 600متر مكعب؟
إلى أن نصيب الفرد 600 متر مكعب، لأن كل مواردنا المائية تعد 62 مليار لتر مكعب، 55.5 مليار منها من مياه النيل، و5.5 مليار من المياه الجوفية، ومليار أمطار تسقط فوق أراضي الدلتا نستفيد منها، وباقي الأمطار تسقط في الصحراء، مشيرًا إلى أنه عند قسمة إجمالي المياه على عدد السكان، يصبح نصيب الفرد من 600، إلى 660 متر مكعب.
هل تقوم مصر معالجة مياه المخلفات؟
مصر تعيد استخدام حالي 20 مليار متر مكعب من مياه المخلفات، حوالي 15 مليار من مياه الصرف الزراعي، والصرف الصحي والصناعي مات يقارب الـ5 مليار، والـ 20 مليار يخفضوا من العجز المائي في مصر، بدلًا من 42 مليار إلى 22 مليار، كما إن مصر متأقلمة مع ذلك العجز المائي ولا يوجد أحد يشعر بذلك النقص، سواء الأهالي في منازلهم أو الفلاحين في حقولهم، ولا في الصناعة، لأن الرقم الذي حددته الأمم المتحدة يتماشى مع أوروبا وأمريكا والصناعة الموجودة هناك، كما أن الصناعة في بلادهم تستهلك أكثر من 50 % من المياه، لأن التقدم الصناعي والتكنولوجي يعتمد على المياه، ولكن الدول النامية أكثر استهلاك المياه يكون في الزراعة.
هل تعد نسبة الفرد 600 متر مكعب كافية؟
إن النسبة ما بين 600 إلى 700 متر مكعب، للفرد، تعد مناسبة بالنسبة لمستويات الحياة بالنسبة للدول الإفريقية، على عكس ما حددته الأمم المتحدة حيث أن الـ 1000 تتماشي مع مستويات حياتهم هم.
متى نشعر بنقص المياه؟
أننا في الوقت الحالي لا نشعر بنقص المياه، ولكن في سنة 2050، سيشعر الجميع بنقص ويصل إلى نقص حاد، لأن في ذلك التوقيت من المتوقع أن يصل عدد سكان مصر ما بين 135 مليون إلى 150 مليون، مما يجعل العجز المائي يصل إلى 75 مليار متر مكعب، مما يشعر المواطن بالمعانة من هذا النقص الكبير، الأمر الذي يلزم البحث عن مصدر كبير.
ما حجم المياه الذي يوفره مشروع تبطين الترع؟
إننا اليوم بدأنا في عمل مشروعات تبطين الترع، وهذا يمكن أن يوفر نحو 10 مليار متر مكعب، من المياه التي تضيع في الترع عبر المسام المتسعة ف الترع الطينية والرملية، كما تلك المسام تفقدنا من 25 إلى 35% من المياه التي تخرج من السد العالي حتى تصل إلى أراضي الدلتا.
هل يعد تحلية مياه البحر نوع من موارد المياه؟
تحلية مياه البحر نوع من زيادة الموارد، وقد وصل إنتاجنا حاليًا، ما يقرب من مليار متر مكعب، في هذا العام، وكما أنه مستهدف في عام 2030، أن يصبح 3 مليار متر مكعب، وفي 2050 يصبح 5 مليار متر مكعب.
وماذا عن علاج مخلفات مياه الصرف الصحي؟
نحن نعالج مخلفات الصرف الصحي لكي نتمكن من زراعة مشروع الضبعة، والساحل الشمالي، وكذا مشروع مستقبل مصر من خلال مياه المصارف في مريوط وإيديكو، وذلك بالتالي سيمدنا بإنتاج زراعي من مياه المخلفات، المعالجة، وذلك لم يكن موجود من قبل، وهو استثمار أمثل لمياه المخلفات، وذلك إتباعًا لتوصيات الأمم المتحدة في إعادة استخدام كل مياه المخلفات بعد معالجتها، وخاصة في الدول التي تعاني من عجز مائي مثل مصر.
كيف يساهم تطوير الري من توفير المياه؟
تطوير الري في الحقول يساهم بشكل كبير في توفير المياه، فالدولة قد اعتمدت قروض للمزارعين لكي يختار النظام الري داخل الحقول، لأن ذلك يوفر أكر من 5 مليار متر مكعب، في حالة التحول من الري عن طريق الغمر السطحي، إلى الري المحوري، أو الري بالتنقيط، أو الري بالرش الذي يمكن أن يوفر من 5 إلى 10 مليار متر مكعب.
بالنهاية كل تلك تدابير نتخذها لمواجهة العجز المائي، وتغيرات المناخ، وزيادة نسبة الفقر من المياه وكذا مواجهة السدد العملاقة في دول المنابع.
بعض الزراعات تستهلك مياه كثيرة كيف نوفر في ذلك؟
يمكن القول أن ما سبق هي التدابير، أما ما نتحدث عنه فهو إعادة هيكلة السياسات الزراعية، ويأتي ذلك من خلال تقليل مساحة الأرز، ولا نتوسع في زراعة قصب السكر، ونحاول تقليل مساحات الموز، مساحات الأعلاف، وكل النباتات، والمحاصيل عالية استهلاك المياه يتم تقليلها، أو يتم استخراج منها أصناف جديدة أقل استهلاكًا للمياه وأعلى في المحصول.
إن الدولة تسير بطريقة علمية وبشكل جيد، في تنمية الموارد المائية، ومنع الإهدار، وترشيد الاستهلاك المائي، وهم الثلاث محاور الرئيسية.
كيف تعود مجهودات الحكومة على المواطن بالفائدة؟
الحكومة لا تتمكن من فعل ذلك دون التعاون مع الأفراد، فمثلًا القروض التي تسدد على عشر سنوات للتحول من الري بالغمر إلى الري الحديث، فإن الدولة تقدم للمزارعين قروضًا ميسرة.
وكذلك تبطين الترع الذي سيؤدي إلى وصول المياه بشكل أسرع، وسيقلل الفقد، لن يجعل الناس تشتكي من عدم وصول المياة إلية وخاصة المزارعين الموجودين في نهايات الترع، الذين يضطرون استخدام مياه الصرف الزراعي نتيجة عدم وصول المياه إليهم.، وبعض أنواع المياه الغير مرغوب فيها.
ما هو دور الفرد في تلك المنظمة؟
الفرد عليه بالتفاعل، والتقدير والاستفادة، فبعد عمل تبطين الترع لتوصيل المياه للمواطن، سيبدأ في عدم إلقاء القمامة في الترع، وكذلك المخلفات المختلفة.
سيبدأ المواطن في الشعور بالمسئولية فكما تقوم الدولة بدورها، سيكون على المواطن دوره الذي يجب ان يقوم به، كما أنه ستطور كما تتطور الحكومة بعد أن يجد النفع من وراء المجهودات التي تقوم بها الحكومة لتوفير المياه، ومن إهدارها ، هي مسئولية مشتركة بين المواطن وبين الحكومة، وبعد تطبيقها من خلال الـ 10 سنوات القادمة، حتى 2030، سيكون النتاج عالي جدًا على الموارد المائية في مصر.