أكدت الحلقة الرابعة والعشرين من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/ أن الإسلام ينهى عن الكسل، وأن العمل في الصيام سواء في رمضان أو غيره من نوافل وتطوع يضاعف الثواب، الثواب عن العمل وإتقانه، والثواب عن مشقة الصيام؛ لما في إنجاز الأعمال من ضرورة وأهمية للإنسان وأسرته وأهله ومجتمعه ووطنه.
وأكد الشيخ عبد الفتاح جمعة - خلال كلمته الليلة في الحلقة الرابعة والعشرين من البرنامج الذي تقدمه /أ ش أ/ على موقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن ضرورة أن يقوم الإنسان بواجبه في الحياة وتحقيق الهدف الذي من أجله خلقه الله تعالى ألا وهو عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد وإعمار الأرض دون تخاذل أو تكاسل بحجة أنه صائم أم غير ذلك ، فالله لم يشرع الصوم للتكاسل والامتناع عن العمل وتعطيل مصالح الناس.
وأضاف جمعة قائلا إن الله تعالى يضاعف أجر وثواب العامل الصائم، ويد العامل يحبها الله ورسوله، بل إن الكد في العمل يكفر ذنوبًا لا يكفرها الصيام ولا الصلاة، والعمل لا يتعارض مع العبادة في رمضان أو غيره فديننا دين التوازن بين العبادة والعمل لا دين البطالة والكسل، مستشهدا بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم):" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ " فلم يحدد الرسول (صلى الله عليه وسلم) جانبًا واحدًا من القوة ، بل أراده قويًّا في كل شيء ، وبما أن الاقتصاد هو أحد أهم المحركات للمجتمعات والأمم ؛ فلا بد من العمل والإبداع والإنتاج .
وتابع: "الأنبياء كانوا يأكلون من عمل أيديهم؛ فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : " مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ الله دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"، وخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) نبي الله داود بالذكر دون سائر الأنبياء ؛ لأن الله جمع له بين الملك والنبوة، وهذا يؤكد أنه لم يكن يعمل للحاجة بل لشرف عمل اليد، فالعمل في حد ذاته شرف.
وأكد أن هذا لا يتعارض مع العبادة في رمضان؛ فديننا دين التوازن بين العبادة والعمل لا دين البطالة والكسل، كما أن الإسلام يأمرنا بتوسيع نظرتنا إلى العمل الذي يمتد أثره ونفعه إلى الآخرين، وكذلك يأمرنا بالعمل والإتقان فيه وتجويده، لأن ديننا دين الإتقان، وحضارتنا حضارة إتقان وإبداع، وبالعمل ترقى وتزدهر الأمم.