الخميس 16 مايو 2024

في ذكرى موقعة عين جالوت.. سيف الدين قطز أول من هزم المغول

معركة عين جالوت

تحقيقات7-5-2021 | 19:18

محمد عاشور

تعد معركة عين جالوت من المعارك التاريخية المهمة، التي وقعت في 25 رمضان 658 هجرية، الموافق 3 سبتمبر 1260 ميلادية، في منطقة بيسان بفلسطين، وكانت بين المغول بقيادة كيتو بوقا " كتبغا " وجيش المسلمين بقيادة سلطان مصر المملوكي، سيف الدين قطز، والأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى، وفارس الدين أقطاي الصغير.


وتمكن سيف الدين قطز من إلحاق أول هزيمة بجيش المغول بعد اعتلائه عرش مصر سنة 657 هـ / 1259، فبدأ أولاً بترتيب البيت الداخلي لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاي بمن فيهم بيبرس، ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش.

وما أن انتهى قطز من تجهيز الجيش سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت الذي يقع تقريباً بين مدينة بيسان شمالاً ومدينة نابلس جنوباً في فلسطين، وفيها تواجه الجيشان الإسلامي والمغولي، وكانت الغلبة للمسلمين، واستطاع الآلاف من المغول الهرب من المعركة، واتجهوا قرب بيسان، وعندها وقعت المعركة الحاسمة وانتصر المسلمون انتصاراً عظيما، وأُبيد جيش المغول بأكمله.

وجدير بالذكر أنه كان لمعركة عين جالوت أثراً عظيماً في تغيير موازين القوة بين القوى العظمى المتصارعة في منطقة الشام، فقد تسببت خسارة المغول في المعركة من تحجيم قوتهم، فلم يستطع القائد المغولي هولاكو الذي كان مستقراً في تبريز من التفكير بإعادة احتلال الشام مرةً أخرى ، وكان أقصى ما فعله رداً على هزيمة قائده "كتبغا" إرسال حملة انتقامية أغارت على حلب.


كما كان للانتصار في معركة عين جالوت أثرا كبيراً في رفع روح ومعنويات المسلمين من جهة، وفي طموح المسلمين في تحرير ما بقي من مدن وبلدان العالم الإسلامي التي كانت تقبع تحت احتلالين: الأول، الاحتلال المغولي، والثاني، الاحتلال الصليبي، و تبدد الاعتقاد بمقولة أن التتار لا يمكن أن يُهزموا، وبدأ المماليك في الإعداد لاستعادة هيبة الإسلام بعد غياب دام سنين طويلة.