شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة رفضا لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقدس واعتدائها على المصلين في المسجد الأقصى ليلة أمس، وكذلك هدم منازل وطرد أسر حي الشيخ جراح بمدينة القدس، وهي المنازل التي شيدها الشعب الفلسطيني عام 1956، بعد تهجيرهم من بيوتهم في أعقاب حرب 1948، حيث سكنته الأسر الفلسطينية المهجرة من أراضيها المحتلة، حيث يبلغ عدد سكانه 2800 نسمة تقريبًا.
وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي رفضهم للانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعمها لأسر حي الشيخ جراح.
وتزعم الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية أن منازل حي الشيخ جراح أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل العام 1948، ويقع الحي في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور.
ونشرت إحدى نشطاء موقع تويتر صورة لشاب فلسطيني ملقى على الأرض أثناء قبض قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه معلقة: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" #انقذوا_حي_الشيخ_الجراح".
وأكد ناشط آخر أن "حي الشيخ الجراح هو طريق الاستراتيجي الذي يمر به المسلمون ليوصلوا إلى المسجد الأقصى ولكي يمنع اليهود الفلسطنين من الوصول للمسجد الأقصى في الأيام القادمة قرروا أخذ المنطقة بالكامل لأنها الطريق إلى القدس".
وقالت زينب، إحدى رواد موقع تويتر: " الحرية والعدل وحق الحياة الكريمة تُسلب في فلسطين على يد المحتل الصهيوني ومنظمات حقوق الإنسان لا أرى لا اسمع لا اتكلم".
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر أيضا هاشتاج بعنوان القدس تنتفض، دعما للشعب الفلسطيني ولأهالي القدس بعد ما وقع أمس من اعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى واقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين به.
رفض تهجير أسر حي الشيخ جراح
وفي أعقاب ما شهدته مدينة القدس أمس، أعربت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الاسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفسطيني الشقيق، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأدان المتحدث الرسمي، في هذا الإطار، المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.
فيما أكد فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله - إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزٍ، مؤكدا أن الأزهر الشريف، علماء وطلابا، ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة.
فيما أكد الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، أن طرد السلطات الإسرائيلية عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح ومناطق أخرى في القدس الشرقية أمر غير قانوني يثير القلق الشديد ويؤدي إلى تأجيج التوترات، موضحا أن الوضع فيما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس الشرقية يثير القلق الشديد، وأن هذه الأعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوترات على الأرض".
حي الشيخ جراح
ويعود اسم حي الشيخ جراح، نسبة إلى الشيخ حسام الدين الجرّاحي طبيب صلاح الدين الأيوبي، الذي لُقِّب باسم الجرّاح، حيث عاش في هذا الحي قبل 900 سنة، كما دُفن به، وعلى غرار ذلك سُمّي هذا الحي نسبةً له.
اقرأ أيضا:
البرلمان العربي يدين اقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومنازل الأهالي بالقدس
مصر تدين اقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى