الجمعة 28 يونيو 2024

فورين بوليسي: الصين تبني قرى كاملة داخل أراضي بوتان

الصين

عرب وعالم9-5-2021 | 14:41

دار الهلال

نشر موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا كتبه روبرت بارنيت فجاء فيها أن الصين تقيم مشاريع إستيطانية داخل أراضي بوتان المجاورة لها.

وتعد أعمال البناء الجديدة هي جزء من إندفاع صيني جديد من الرئيس شي جينبينج لتعزيز الحدود في التيبت، وهي تعتبر تصعيداً دراماتيكياً في جهود صينية قديمة للتفوق على الهند وجيرانها على طول جبهات الهيمالايا ففي أكتوبر 2015، أعلنت الصين إنشاء قرية جديدة، تدعى جيالافوج بلغة التيبت أو جيولوبو بالصينية، في جنوب منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي. وفي أبريل 2020، اجتاز الأمين العام للحزب الشيوعي في المنطقة وو ينجي، ممرين، يبلغ إرتفاع الواحد منهما 14 ألف قدم، في طريقه لزيارة القرية. وهناك طلب من السكان-وجميعهم تيبتيون- أن يغرسوا جذوراً مثل أزهار الكلاسانج في الأرض التي تحدها الثلوج... وأن يرفعوا العلم الأحمر ذي النجوم الخمس عالياً". وبثت شبكات التلفزيون المحلية تقريرا عن الزيارة وكتبت عنها صحف التيبت في صفحاتها الأولى. ولم يذع الخبر خارج الصين، في الوقت الذي يجري بناء مئات القرى في التيبت، وليس القرية الأخيرة أمراً مختلفاً.

ومع ذلك، تظل جيالافوج مختلفة، لأنها تقع في بوتان. وهذه المنطقة تزعم الصين ملكيتها منذ أوائل الثمانينات، لكنها دولياً معروفة بأنها جزء من مقاطعة لهونتسي في شمال بوتان.
وأعمال البناء الجديدة هي جزء من إندفاع صيني جديد من الرئيس شي جينبينج لتعزيز الحدود في التيبت، وهي تعتبر تصعيداً في جهود صينية قديمة للتفوق على الهند وجيرانها على طول جبهات الهيمالايا. وفي هذه الحالة، لا تحتاج الصين إلى الأراضي التي تستوطنها في بوتان. بل إن هدفها هو حمل حكومة بوتان على التخلي عن أراضٍ أخرى في بوتان من أجل منح الصين أفضلية في نزاعها مع نيودلهي.

وجيالافوج، هي واحدة من ثلاث قرى جديدة (إثنتان منهما مأهولتان والثالثة هي قيد التشييد)، و66 ميلاً من الطرقات الجديدة، ومحطة صغيرة لتوليد الكهرباء، ومركزين إداريين للحزب الشيوعي، وقاعدة للإتصالات، ومخزن للإغاثة في حالة الكوارث، وخمسة مواقع عسكرية أو للشرطة، وما يعتقد انه برج رئيسي للإرسال، ومحطة إستقبال للإقمار الصناعية، وقاعدة عسكرية، وما يصل إلى ستة مراكز أمنية تقول الصين إنها شيدتها في أجزاء من لهودراك في منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي، لكنها في واقع الأمر تقع في أقصى شمال بوتان.

وهذا ما يشكل استراتيجية هي الأكثر إستفزازاً من أي أمر فعلته الصين على حدودها البرية في الماضي. إن استيطان منطقة بكاملها داخل حدود دولة أخرى، يتجاوز الدوريات المتقدمة وشق الطرقات في بعض الأحيان، اللذين أديا إلى حرب مع الهند عام 1962، وإشتباكات حدودية عامي 1967 و1987، ومقتل 24 جندياً صينياً وهندياً عام 2020. وفضلاً عن ذلك، فهي تشكل إنتهاكاً علنياً لمعاهدة بين الصين وبوتان. كما أنها تتجاهل عقوداً من الإحتجاجات التي رفعتها بوتان للحكومة الصينية في ما يتعلق بانتهاكات في مناطق أخرى من الحدود. ومن خلال إقدامها في الهيمالايا على تكتيكات تستخدمها في بحر الصين الجنوبي، فإن بكين تجازف بافساد علاقاتها مع جيرانها، الذين طالما زعمت أنها تحترم حاجاتهم ومصالحهم، وتعرض سمعتها في أنحاء العالم للتشويه.