السبت 23 نوفمبر 2024

دين ودنيا

برنامج (مع الصائمين) يدعو المواطنين إلى الحفاظ على المكتسبات الأخلاقية

  • 11-5-2021 | 23:36

رمضان

طباعة
  • دار الهلال

أكدت الحلقة الثلاثين من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/ أهمية حفاظ المواطنين على المكتسبات الأخلاقية والسلوكية الحسنة التي كانوا عليها في رمضان ، موضحة أن الدين المعاملة ، وأن من الواجب علينا أن نعمل جاهدين بالدعاء والقول والعمل للحفاظ على وطننا وأن ندعو الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء.

وقال الشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين الأيوبي بالمنيل ـ خلال كلمته الليلة في الحلقة الثلاثين من البرنامج الذي تقدمه /أ ش أ/ على موقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - إن "الدين المعاملة.. الدين المعاملة مع جاري مع أخويا مع صاحبي مع زميلي مع كل الناس مع المسلم مع غير المسلم ، نريد أن ندعو الله عز وجل أن مصر من كل مكروه وسوء" ، لافتا إلى أن الإنسان يؤجر ثوابا عظيما على هذا لأن حب الوطن من الإيمان بل هو عادة ودأب الإيمان وهذا كان حال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.

وأضاف عزام : "علينا أن نقول لأولادنا وشبابنا وبناتنا ونسائنا وزوجاتنا وكل أهلنا ، إن الخلق الكريم الحسن لا يقتصر على شهر رمضان فقط ، لأن الله تعالى امتدح رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " آية 4 من سورة القلم"، متابعا : "نريد أن نتخلق بخلق رسول الله الذي كان خلقه القرآن ، يقول سيدنا محمد النبي الأمي ( إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا ، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ ؟ قالَ : المتَكَبِّرونَ)".

وتابع قائلا : علينا أن نستغل مدرسة الصوم السلوكية في الارتقاء بالمعاملات والأخلاق طوال العام ، لأن الأخلاق من الحياء ، والحياء رزق ، فإذا العبد رُزق الإنسان الحياء، رُزق الفضائل، ورُزق الخلق الحميد ، وهو مفتاح دار السعادة ، وهو من أعظم الأخلاق وأكرمها لأنه مصدر الفضائل ، كما أن الحياء كله خير ولا يأتي إلا بخير، يقول النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ"، ومن ثم فلا يصح ما يروج على الألسنة : "لا حياء في الدين" ولكن نقول : "لا حياء في تعلم الدين" , فالحياء المذموم هو الذي يمنع صاحبه من تعلم دينه ، من النصح لغيره ، من قول الحق ، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وهو في الحقيقة ليس حياء وإنما هو خجل ، والله تعالى يقول : "وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ".

وأوضح عزام أن حق الحياء من الله أن تحفظ البطن وما حوى ؛ وحفظه يكون باجتناب أكل الحرام وما فيه شبهة، وأما ما حواه البطن فيكون حفظه بحفظ الفرج من الوطء الحرام، والنظر الحرام، واللمس الحرام، وحفظ الرِجلين من السعي بهما إلى الحرام، وحفظ اليدين من البطش بهما فيما حرمه الله ، مؤكدًا أن الحياء من الناس : دليل على مروءة الإنسان ؛ فالمؤمن يستحي أن يؤذي الآخرين سواء بلسانه أو بيده ، فلا يقول القبيح ولا يتلفظ بالسوء ، ولا يطعن أو يغتاب أو ينمّ على الآخرين ، وكذلك يستحي من أن تنكشف عوراته فيطّلع عليها الناس ، والحياء من الناس يكون : بحِفْظ ماء الوجْه لهم ، ولا يتمُّ ذلك إلا بكفِّ الأذى عنهم، وترْك ما يُغضِبهم أو يزعجهم، قال أحدُ الحكماء: "مَن كساه الحياءُ ثوبَه ، لم يرَ الناسُ عيبَه" ، وقال بعض البلغاء : "حياة الوجه بحَيائه، كما أنَّ حياةَ الغَرْس بمائه".

وأردف عزام قائلا : ومنه أن يطهّر الإنسان فمه من الفحش ومعيب الألفاظ ، وأن يخجل من ذكر العورات ، فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وآثارها ، وإن من الحياء أن يُعرف لأصحاب الحقوق منازلهم ومراتبهم , فالابن يوقر أباه ، والتلميذ يحترم أستاذه ، والصغير يتأدب مع الكبير , فلا يسوغ أن يرفع فوقهم صوته ، ولا أن يجعل أمامهم خطوة.

واختتم حديثه بأن خلق الحياء يُدخل صاحبه الجنة ، قال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) : "الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ"، والحياء مفتاح لكل الطاعات: عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة , فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" ، معنى ذلك أن الحياء الحقيقي يحفزك على فعل باقي شعب الإيمان الكثيرة وكافة الطاعات ، والغاية هي إقامة مجتمع نظيف لا تهيج فيه الشهوات ولا تستثار فيه الغرائر.

الاكثر قراءة