الأربعاء 8 مايو 2024

أمل دنقل.. الجنوبى بعيون عاشقة

غلاف كتاب الجنوبي

ثقافة21-5-2021 | 18:22

مريانا سامي

في ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل نعرض أهم الكتب التي دونت سيرة حياته، "الجنوبي" كتاب من تأليف الكاتبة الصحفية عبلة الرويني وهو كتاب سيرة ذاتية لزوجها الشاعر الراحل أمل دنقل، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1992 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة

وعبلة الرويني هي كاتبة وصحفية وناقدة مصرية، ولدت في القاهرة في 14 أبريل 1953، وتزوجت الشاعر الراحل أمل دنقل، وعاشت معه حتى وفاته، في العام 1983، تولت رئاسة تحرير جريدة أخبار الأدب في عام 2011 وحتى أغسطس 2012، وتعتبر المصرية الوحيدة التي لها عمود ثابت بأخبار اليوم بعنوان "نهار" - من أعمال عبلة الرويني أيضاً الشعراء الخوارج، حكى الطائر، كأنه الهوى، نساء حسن سلیمان وببلوجرافيا أمل دنقل.

والجنوبي " كتاب يجسد سيرة الشاعر الراحل أمل دنقل بعيون زوجته عبلة الرويني، تناول الكتاب حياة عبلة الرويني مع أمل دنقل خلال 4 سنوات من الزواج وحتى قبل الزواج حين كانا أصدقاء

حيث تحكي عبلة الرويني في كتابها، إن بداية اللقاء بينها وبين ودنقل، كان عام 1975و التقته في مقهى (ريش) في بداية عملها في جريدة "الأخبار"، لإجراء حوار، ورغم تحذير الكثيرين لها إنه شاعر يساري وسياسة الجريدة لا تسمح بإستضافة حوار له، لكنها سعت لمقابلته والتعرف إليه، وحتى إن أمل في نهاية اللقاء قال لها بترفع "لا تحلمي بأن نكون أكثر من أصدقاء " فردت عليه بعصبية " أولاً نحن لسنا أصدقاء، ثانياً لا أحد من حقه تحديد مشاعري"، كان أمل يخشى الوقوع في حبها فكان يسعى لإبعادها حتى أعترفت له ذات يوم بحبها، فأغرم بها وكان مولعاً بإهدائها كتب الشعر، حتى تزوجا عام ١٩٧٩

تحكي" الرويني " في كتابها عن أمل الصعيدي الشديد، المترفع صاحب عزة النفس القوية، تحكي عن تناقضاته ومشاعره المتشابكة المتعددة في اللحظة الواحدة، علاقته بأصدقائه وعلاقته بعائلته وعلاقته بأرصفة الشوارع ، جسد الجنوبي كذلك حياتهم سوياً حيث الدخل المادي الضعيف والتنقلات السكنية من فندق لفندق ومن منزل لمنزل، وعلى الرغم من كون عبلة الرويني من طبقة أرستقراطية وتعليمها في مدارس الراهبات الفرنسيات وكان على نقيضها أمل الزاهد في الدنيا لدرجة عدم أمتلاكه حتى ثمن كوب من الشاي، لكنها أغرمت به حتى نسيت عالمها وأصبحت تدور في فلك محبوبها أمل دنقل.

تناول الكتاب أيضاً الجزء الأكثر قسوة حيث مرض أمل بالسرطان، وفي هذا الأمر تقول عبلة الرويني حين أخبرهما الطبيب بمرض أمل الذي أصبح أكثر خطورة بسبب اهمال أمل المتابعة الطبية "انفجرتُ باكية بينما ظل أمل صامتًا يقتله الحزن الشديد، حتى فاجأني بسؤال غير متوقع: لماذا لا يريدني الطبيب أن أتعامل مع السرطان كشاعر؟ كانت الغرفة رقم 8 في الدور السابع على موعد معنا، فقد صارت منذ اليوم سكننا الدائم، بل هي أول منزل حقيقي تمتد فيه إقامتنا لأكثر من سنة ونصف السنة حتى رحل أمل . " -كقارئة، لم أستطع أن أترك الجنوبي من يدي حتى أنهيته بل كررت قراءته بعدها لثلاثة مرات، غارقة في عالم الشاعر الذي أحببته، ومندمجة بشدة مع سرد عبلة الرويني للأحداث وتنقلاتها مابين حياتهما الشخصية إلى الغوص في شخصية أمل المعقدة إلى حد كبير، لكنها أحبته فاستطاعت فك شفراته بسهوله.

Egypt Air