أكد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة أن هناك أزمة متبادلة ما بين النقاد والمبدعين ظهرت في الآونة الأخيرة، فالناقد يعاني من التجاهل، حيث تذهب الجوائز والشهرة إلى المبدعين، وهو ما تسبب في عزوف النقاد عن الكتابة النقدية، وشعور المبدعين بغياب النقاد.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لملتقى القاهرة الدولي الثاني للنقد الأدبي، الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "الحوار مع النص" دورة الناقد الراحل الدكتور عبدالقادر القط، بحضور الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس، والدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور أحمد الشوكي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والدكتور أحمد درويش مقرر الملتقى وأسرة الراحل عبدالقادر القط.
وأضاف أن المؤتمر يثير الكثير من القضايا، حول مفهوم الحوار، ونحن أحوج ما يكون في مجتمعاتنا إليه، فنحن نشتكي في حياتنا من جمود بعض النصوص"، لافتا إلى أن الملتقى يحمل في دورته اسم الناقد الكبير عبد القادر القط، وهو أحد عمالقة النقد والأدب، الذين انفتحوا على المجتمع والثقافة العامة، ونحن أحوج ما يكون لأمثالهم الآن، مطالبا الأجيال الجديدة أن يستكملوا مسيرته.
وتابع أن الإشكالية ما بين المثقف والمبدع أثرت سلبا على الثقافة، فنحن نحتاج النقد، في كل المستويات سواء الاجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي أو الديني، فكل النصوص تحتاج نقدا وإلى إعادة قراءة، والناقد هو الجندي المجهول.
فيما قال الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن الهدف من الملتقي هو تقديم رؤى مختلفة محورها الحوار في النص وأساسها الكلمة، وطالب بأن يكون شعار الملتقى هو إعلاء قيمة الكلمة من خلال الفنون الأدبية المختلفة من شعر وقصة مسرح، لافتا إلى أن الكلمة أمانة ومسئولية على عاتق كل مبدع وناقد لأي عمل أدبي.
كما قال عنها الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، ودعا أن يقدم مثقفو مصر والوطن العربي رؤية نقدية تكون لها الأثر الناجع في النهوض بالثقافة في مصر.
وأضاف: إنه لشرف عظيم لمحفلنا أن يكون الدكتور عبدالقادر القط شخصية المؤتمر وهو الأستاذ الجامعي الشاعر والناقد فارس النقد الأدبي في مصر والوطن العربي ونحن نتشرف بهذه الشخصية المرموقة ونثمن دوره الأدبي والنقد والثقافي أيضا، فهو فارس النقد في مصر والوطن العربي، وله دوره الكبير في الحركة الأدبية والنقدية المصرية والعربية.
فيما شدد الدكتور أحمد درويش، مقرر الملتقى، على أن الحوار مع النص قضية تتجاوز فى أهميتها وخطورتها دائرة النقد الأدبي والنشاط الإبداعي الذي ننتمي إليه جمعيا، إلى دائرة تمس جوهر مشكلة أمتنا، وتطرق الأبواب بحثا عن بداية الخيط الذي ننسج منه جميعا طريق النجاة والخلاص، وهو الحوار.
وأضاف: أن في العقود الأخيرة، أصبح الناقد الكبير، مثقفا خاصا يخاطب مثقفا آخر، وتنحينا عن الحديث مع الجمهور، فأردنا بهذا الملتقى أن ندق الأجراس عن شيء يغيب عنا، أردنا أن نفجر القيود ونفتح النص على مجالاته، فبغير الحوار الجديد لن نستطيع أن نقدم شيئا لمجتمعاتنا وسنظل طائفة منبوذة من القراء.
وفي كلمة أسرة الراحل عبد القادر القط، استعرضت ابنته نورا القط، تاريخه ونشأته في قريته الصغيرة، إلى جانب أهم أعماله والجوائز التي حصل عليها وأهم ما كتب عنه، وعبرت عن سعادتها باختياره شخصية الملتقى، فقد كان بالنسبة لها أبا وصديقا ومثقفا موسوعيا عف اللسان.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية أهدى وزير الثقافة درع المجلس الأعلى للثقافة إلى أسرة الراحل، وتسلمته السيدة إيلي القط زوجة الراحل.