السبت 23 نوفمبر 2024

المشهد الشعري العراقي في العدد الجديد بمجلة «الهلال»

  • 31-1-2017 | 02:07

طباعة
صدر العدد الجديد (فبراير 2017) من مجلة «الهلال» بغلاف يحمل لوحة للرسام العراقي نوري الراوي، كمدخل إلى ملف عن المشهد الشعري في العراق، البلد الشاعر، الشاهد على الحضارات القديمة، واكتشاف الكتابة، والبحث عن الخلود ممثلا في ملحمة جلجامش.
ويضم الملف نصوصا لشعراء من أجيال وتيارات مختلفة، تمثل أبرز ملامح المشهد الشعري العراقي في الداخل والخارج. وفي تقديم الملف يقول الدكتور سلمان كاصد إن هذه النصوص تعكس «جزءا من المشهد الكبير الذي لا يمكن أن تحيط به هذه المساحة من النشر، لأنه متشعب ومتعدد وهائل من جهات عديدة، أولها تعدد الأجيال وتداخلها، وثانيها تصارع الأفكار على مستويات المعرفة والانتماء القومي والعرقي, كون المشهد الشعري العراقي يمثل قوميات متعدةة «كردية وتركية وعربية» تنتمي إلى عرقيات لا تلتقي إلا بعراقيتها, كونها تعيش في وطن له تجذرات عميقة في التاريخ والذي يتفق عليه الجميع, بالرغم من ادعاء كل فئة أو عرق منها بالانتماء لهذا التاريخ دون سواه, وبذلك تولد صراع الأصول الذي لن ينتهي كما يبدو».
 وتصحب النصوص صورا لأعمال فنية لتشكيليين عراقيين منهم عبدالقادر الرسام، وجواد سليم، ومحمد غني حكمت، وحسن عبد علوان، ومديحة عمر، ورافع الناصري، وخالد الرحال، وراجحة القدسي، وإبراهيم النقاش، واتحاد كريم، وعلي طالب، وستار كاووش، ومحمد مهر الدين، ومحمود صبري، وإبراهيم العبدلي، ونزيهة سليم، وإسماعيل الشيخلي.
 ويتزامن العدد الجديد من مجلة «الهلال» مع الأمر الإداري الصادم الذي أصدره الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول إلى الولايات المتحدة، ويأتي هذا الملف ردا على الاستعلاء الأمريكي، وإثباتا لقدرة العراق ـ وقد شمله الحظر ـ على أن يقدم فنا جميلا يتحدى العنصرية، ويمد إلى الإنسانية أياديه التي تنبت الشعر.
 وقال  سعد القرش رئيس التحرير في افتتاحية العدد إنه بتواطؤ مريب لا يخلو من غرض، بين أطراف خارجية تريد وصم العرب بالإرهاب وأطراف محلية تدعم هذا التصور بسلوك تنقصه الحكمة، صار العرب عنوانا للشر، لا ينتجون إلا الكراهية، ربما يشار إليهم أحيانا كقنابل متحركة موقوتة، قابلة للانفجار. وسط هذه الأكاذيب والحقائق المؤسفة لا نملك إلا الإبداع والفنون لفهم أنفسنا والتخاطب مع العالم. الثقافة جسر لعبور الجمال الذي يقدم تصورا أكثر عمقا وإنسانية للمشهد المعاصر، ولا أجدر بذلك من الشعر، فن العربية الأقدم، ولا أبلغ من العراق عنوانا للشعر العربي. وإن العراق الشاعر تحدى القصف الأمريكي عامي 1991 و2003 وما بينهما من سنوات الحصار. وكانت الصواريخ تنسف المباني، وتهدم الجسور، ولكنها تعجز عن المساس بالذاكرة، بل تنعشها، وتثير شهية أحفاد «انخدوانا» الشاعرة السومرية الأولى، هؤلاء الشعراء هم الورثة الشرعيون لجدهم الشاعر السومري القديم القائل: «نحن الشعراء مطرودون من هذا العالم».
 ويضم العدد مقابلة أجرتها الناقدة العراقية الدكتورة وجدان الصائغ، الأستاذة بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة ميشيجان، مع المترجم البريطاني ترافر ليجاسيك عن ترجماته لنجيب محفوظ وسحر خليفة وإيميل حبيبي وغيرهم. كما يشمل مقالات منها «الشعر العربي بين المطرقة والسندان» للشاعر المصري أحمد عنتر مصطفى و«الفكر الفلسفي المعاصر في لبنان» لسمية عزام، ورسالة من حسين مروة إلى طه حسين يتساءل فيها: «الحرية أم العدل؟».

 

    الاكثر قراءة