دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة "تشانغ جيون" مجلس الأمن باتخاذ إجراءات قوية لمعالجة القضية "الفلسطينية - الإسرائيلية".
وقال جيون - في كلمة أمام مجلس الأمن نقلتها وسائل إعلام صينية اليوم الجمعة- إن "مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية عن صيانة السلام والأمن الدوليين، وعلى هذا النحو، يجب أن يتخذ إجراءات قوية لمعالجة القضية الفلسطينية-الإسرائيلية، ويؤكد من جديد على دعمه الثابت لحل الدولتين".
وأضاف أن "القضية الفلسطينية-الإسرائيلية ظلت على جدول أعمال الأمم المتحدة لأكثر من 70 عاما. وفي كل مرة تحدث اضطرابات، يكون ذلك بمثابة جرس إنذار لسيادة القانون الدولي، ويختبر فعالية الآليات متعددة الأطراف".
وتابع جيون أن "الجولة الأخيرة من الصراع تذكرنا من جديد بأنه لا يمكننا السماح لقضية الشرق الأوسط بالخروج عن مسارها، أو دفع قضية فلسطين إلى الهامش، أو التغاضي عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المستحقة، أو نسيان العديد من القرارات الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن، أو التنصل من المسؤولية التي يجب أن يتحملها مجلس الأمن".
وأكد أنه لا يمكن تحقيق تسوية دائمة إلا على أساس حل الدولتين، وأنه عندما يتم حل قضية فلسطين بطريقة شاملة وعادلة ودائمة، يمكن تحقيق السلام والأمن الدائمين حقا للجميع في الشرق الأوسط .. مشيرا إلى أنه "يجب دفع الطرفين إلى استئناف الحوار على قدم المساواة في أقرب وقت لإعادة بناء الثقة، والتغلب على خلافاتهما، وإيجاد طريقة للعيش في سلام جنبا إلى جنب".
واعتبر جيون أن عوامل الهشاشة مستمرة على الأرض على الرغم من وقف إطلاق النار، ويجب على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لضمان الاحترام الصادق لوقف إطلاق النار من قبل الأطراف المعنية من أجل استعادة الهدوء في أسرع وقت ممكن.
وحذر من أن المواجهة التي تجددت داخل المسجد الأقصى وخارجه مؤخرا تشير إلى استمرار التوترات في القدس الشرقية، وأن الصين تحث مرة أخرى جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن أي تحركات قد تؤدي إلى تأجيج الوضع. ويجب على إسرائيل أن تضع حدا لأعمال العنف والتهديدات والاستفزازات ضد المجتمع المسلم وتحافظ على الوضع الراهن التاريخي والحاضر في القدس وتحترمه، وتوقف إخلاء الفلسطينيين، وتوقف جميع الأنشطة الاستيطانية.
كما دعا جيون المجتمع الدولي إلى التحرك دون تأخير وتقديم المساعدة الإنسانية لفلسطين من خلال قنوات متعددة ودعم التمويل الطاريء لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأن تيسر إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية ورفع الحصار عن غزة بشكل كامل بأسرع وقت ممكن.
ولفت إلى أن الصين ستقدم مليون دولار نقدا إلى فلسطين كمساعدة إنسانية طارئة، وستتبرع بمليون دولار أخرى للأونروا، و200 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19، وستواصل القيام بكل ما في وسعها لمساعدة الشعب الفلسطيني بطرق تلبي احتياجاته العملية.
وشدد جيون إلى أن الصين، باعتبارها صديقا للشعب الفلسطيني، تدعم استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل على أساس حل الدولتين في أقرب وقت ممكن، وأن الصين تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.