أولت الدولة المصرية قطاع السياحة والآثار اهتماما كبيرا حيث عملت على ترميم وإعادة إحياء القصور التاريخية في كافة أنحاء الجمهورية لما لها من دلالة وأهمية في تاريخ البلاد، ومن بين تلك القصور قصر محمد علي في شبرا، والذي يشهد أعمال ترميم منذ عدة أشهر، ومن المتوقع أن ينتهي ترميه هذا الصيف حسبما أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي أعمال ترميم القصر اليوم.

معلومات عن قصر محمد علي بشبرا

ويعود تاريخ قصر محمد علي بشبرا الخيمة إلى أكثر من مائتي عام، حيث بناه محمد علي، على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، حيث في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والإسلامي، وذلك ليكون مكانا تهدأ فيه نفسه، حيث اختار موقعه على شاطئ النيل في منطقة شبرا مساحته 59 فداناً في متسع من الأرض، يمتد إلى بركة الحاج، وغرس فيه الأشجار والبساتين وكذلك السواقي لتوفير المياه للقصر وحدائقه.

واستمر بناء القصر على مراحل استمرت حوالي 13 عام ابتداء من عام 1808 م حتى عام 1821م، حيث كان أول منشآت هذا القصر هو سراي الإقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، إضافة إلي مرسي للمراكب علي النيل.

في عام 1821، أضيفت إلي حديقة القصر 'سراي الفسقية' التي مازالت باقية حتي الآن، والتي تتكون من مبني مستطيل 76‏ مترا ونصف المتر في‏ 88‏ مترا ونصف المتر، وهى لها تصميم فريد فهي تعتمد على كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير، يتوسطه نافورة كبيرة محمولة علي تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها، وفي أركانه أربع نافورات ركنية ويلتف حوله رواق يطل علي الحوض ببواكي من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود، والحوض كله مبطن بالرخام المرمر الأبيض.

وبعد ذلك أضيفت إلى حديقة القصر 'سراي الجبلاية' الباقية هي الأخرى حتى الآن، وذلك عام 1836 م وهو عبارة عن مساحة مستطيلة أبعادها 76.5 متر × 88.5 متر ويتكون من طابق واحد ويفتح بأواسط أضلاعه أربعة أبواب محورية يتقدم كل باب سقيفة ويشغل كل ركن من البناء حجرة تبرز من الواجهة.

ويعتمد القصر على طراز قصور الحدائق والذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة، والذي يقوم على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.

اشتهر قصر محمد علي باسم قصر الفسقية لوجود نافورة كبيرة به، وقد عمل محمد علي على إنشاء شارع شبرا لسهولة الوصول إلى القصر، ففي عام 1847م كانت بداية شارع شبرا بهدف تحويله إلى مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر.

وينفرد القصر لوحات أثرية مرسومة تخص محمد علي باشا وأفراد أسرته، وكذلك يحتوي على رسوم وزخارف القصر فنفذت بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر.

افتتاح قصر محمد علي

في نهاية ديسمبر 2005، افتتح قصر محمد على باشا بشبرا الخيمة للزيارة بعد انتهاء وزارة الثقافة من ترميمه وتطويره كمركز عالمى لاستضافة المؤتمرات وكبار الزوار وكمزار سياحى وذلك بتكلفة 50 مليون جنيه، ولم يتم ترميمه منذ ذلك الحين، حتى قررت الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي ترميمه بعد تضرره بفعل التفجير الإرهابي لمبنى الأمن الوطني في شبرا.

وتعمل وزارة السياحة والآثار على ترميم القصر وتستهدف الانتهاء من هذه الأعمال هذا الصيف، تمهيدا لافتتاحه بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث بدأت أعمال الترميم فى منتصف عام 2017، بناء خطة لتطوير عدد من المبانى الآثرية بقيمة مليار و250 مليون جنيه وضعتها رئاسة الجمهورية.

وشملت أعمال الترميم كشك الجبلاية، والذي تم ترميمه بالكامل، على مساحة تتخطى 84 ألف متر مربع، وكذلك سرايا الفسقية، والتي شمل ترميمها تدعيم وتثبيت أساسات المبنى، وأعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي للأعمدة الرخامية والأسقف الجصية المزخرفة للأروقة والحجرات، وأعمال الترميم للسقف الجمالوني، ومعالجة الألواح الخشبية الداخلية للأسقف، وأعمال الترميم الدقيق، وإعادة الألوان الأصلية للرسومات التي تزين الجدران والأسقف، بإلاضافة إلى ترميم الأرضيات والبحيرة والفسقية التي تتوسطها، تمهيداً لإعادة تشغيلها مرة أخرى.