تستهدف الدولة المصرية تحقيق الأمن الغذائي من خلال مجموعة من المشروعات القومية في كافة قطاعات الإنتاج السمكي والزراعي والحيواني، ونتيجة لهذا المجهود اقتربت الدولة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدة منتجات وسلع هامة هي المحاصيل السكرية والأسماك، فيما أكد مسئولون أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات يخدم الأمن الغذائي للبلاد.
وأكد وزير الزراعة، السيد القصير، في تصريحات له أمس أن مصر تمتلك مقومات زراعية تتيح لها التوسع في إنتاج محاصيل تحقق فائضا من أجل التصدير، مثل الفاكهة والخضر والذرة وكذا الدواجن والألبان، كما أنها قاربت على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل السكرية والشعير والأسماك.
إنتاج مصر من الأسماك
وفي هذا السياق، قال عاطف مجاهد، مدير المصايد البحرية بوزارة الزراعة، إن إنتاج مصر من الأسماك الآن يصل إلى 2 مليون طن سنويا ومستهدف أن تصل إلى إنتاج 3 مليون طن في 2030، مضيفا أن نسبة الاكتفاء الذاتي لمصر من الأسماك حاليا هي 86%، وذلك بفضل المشروعات التي تنفذها الدولة في قطاع الثروة السمكية والاستزراع السمكي.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أنه يجري استيراد بعض الأنواع من الأسماك غير الموجودة في المياه المصرية كالأسماك الموجودة في المناطق الباردة، مضيفا أنه المشروعات القومية الجديدة سواء في شرق التفريعة أو قناة السويس كمشروع مزرعة الفيروز للاستزراع السمكي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أشهر كلها تسهم في توفير المنتجات السمكية وتقليل الفجوة الغذائية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي
وأضاف أنه لا يمكن تحديد الوقت الذي ستصل فيه مصر للاكتفاء الذاتي من الأسماك لأنه كلما زاد الإنتاج، زاد عدد السكان، موضحا أن المستهدف أن تصل مصر إلى إنتاج 3 مليون طن في 2030 وهذا الهدف سيكون إنجازا كبيرا، فمصر حاليا هي الأولى على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط في الاستزراع السمكي.
وأشار إلى مصر حاليا في المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج السمك البلطي والسادسة عالميا في الاستزراع السمكي، وهي كلها نتائجا مبهرة بالنسبة لمصر ومكانتها الدولية، موضحا أن الدولة تولي قطاع الثروة السمكية اهتماما كبيرا بهدف توفير الأمن الغذائي للبلاد وتلبية احتياجات المواطنين وتوفير الأسماك بأسعار مناسبة لهم.
اكتفاء ذاتي من الشعير و90% من المحاصيل السكرية
ومن جانبه، قال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة، إن مصر حققت بالفعل الاكتفاء الذاتي من محصول الشعير، فهو محصول يُزرع في الأراضي الهامشية والساحلية، وتصل المساحات المنزرعة إلى 320 ألف فدان سنويا، وهذه المساحة تكفي كل احتياجات البلاد من هذا المحصول، مضيفا أنه بالنسبة للمحاصيل السكرية تنقسم إلى شقين، الأول محصول قصب السكر في الصعيد ويُزرع منه من 325 ألف فدان إلى 350 ألف فدان سنويا.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن الشق الثاني هو بنجر السكر ويُزرع منه من 550 ألف فدان حتى 600 ألف فدان سنويا، وهذين المحصولين يغطيان أكثر من 90% من احتياجات مصر من السكر، مضيفا أن مصر بالفعل اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل المنتجة للسكر.
وأضاف الشناوي أن الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل سيحقق مردودا إيجابيا وهو تقليل واردات البلاد وتوفير العملة الأجنبية التي كانت توجه للاستيراد، موضحا أنه لا يوجد دولة في العالم يمكنها أن تحقق الاكتفاء الذاتي من كل المحاصيل أو المنتجات لأن كل دولة لها طبيعة جغرافية وخاصة في الإنتاج الزراعي.
وأشار إلى أن الإنتاج الزراعي له عوامل محددة له وهي الأراضي والمياه وكل محصول له طبيعة خاصة في نموه، وكل دولة تزرع ما يكفيها من مساحات تتماشى مع الأراضي المتاحة والمياه المتوافرة لديها، مضيفا أن هذه العوامل تجعل أنه من المستحيل أن تحقق أي دولة في العالم الاكتفاء الذاتي في كل الإنتاج الزراعي.
وأكد رئيس قطاع الخدمات أن التأثير البيئي يمثل نحو 45% من الإنتاج الزراعي في أي محصول يُزرع، مضيفا أن مصر تعاني من محدودية المياه وهذا العامل له دور كبير في عدم التوسع الزراعي في كل المحاصيل، حيث تعتمد البلاد على المياه من نهر النيل والمياه الجوفية.