نجح المنتخب الإسباني في تحقيق أول ألقابه ببطولة الأمم الأوروبية، عندما استضاف النسخة الثانية من المسابقة في عام 1964 على أرضه، وذلك عقب التغلب على الاتحاد السوفيتي بهدفين لهدف في المباراة النهائية.
وأصبح المنتخب الإسباني ضمن أول ثلاثة منتخبات فقط تحرز لقب بطولة الأمم الأوروبية على أرضها.
ووجه المنتخب الإسباني، ضربة موجعة للمنتخب السوفيتي، في المباراة التي خيمت عليها المشاكل السياسية تماما.
ورفضت إسبانيا، تحت الحكم الديكتاتوري للجنرال فرانكو، اللعب أمام المنتخب السوفيتي في دور الثمانية للبطولة الأولى التي أقيمت عام 1960، واستبعدت من المسابقة التي فاز بها الأخير، لكنها وافقت على اللعب في هذه المباراة النهائية عام 1964 باعتبارها الدولة المضيفة.
وحققت هذه البطولة، التي أقيمت أيضا تحت مسمى كأس الأمم الأوروبية، طفرة كبيرة في تاريخ البطولة حيث شارك فيها 29 منتخبا من بين الاتحادات الوطنية الأعضاء في اليويفا والتي بلغ عددها آنذاك 33 اتحادا وطنيا.
وكان من الممكن أن يبلغ العدد 30 منتخبا لكنه تقلص إلى 29 بعدما رفضت اليونان اللعب أمام ألباينا في الدور الأول بالتصفيات التأهيلية.
وكان أبرز الغائبين عن تلك البطولة، منتخبات "ألمانيا الغربية واسكتلندا وقبرص وفنلندا".
مفاجآت كبرى
ظل نظام وشكل البطولة كما كان عليه في النسخة الأولى، حيث أقيمت الأدوار الأولى بنظام خروج المهزوم في جولتي الذهاب والإياب مع اختلاف بسيط بإدراج دور تمهيدي في البداية لزيادة عدد المشاركين، بينما اقتصرت النهائيات على الدورين قبل النهائي والنهائي.
وشهدت الأدوار الأولى سلسلة من الصدمات، حيث سقط المنتخب التشيكوسلوفاكي وصيف بطل العالم 1962 أمام منتخب ألمانيا الشرقية، كما سقط المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الفرنسي.
وفجر منتخب لوكسمبورج المتواضع مفاجأة من العيار الثقيل عندما أطاح بنظيره الهولندي وكاد يكمل مسيرته إلى الدور قبل النهائي في البطولة ولكن الحظ لم يحالفه أمام المنتخب الدنماركي في دور الثمانية ليخرج من البطولة قبل الوصول للنهائيات.
وتعادل منتخبا لوكسمبورج والدنمارك 3-3 و2-2، قبل أن يحسم المنتخب الدنماركي هذه المواجهة لصالحه بلقاء ثالث فاصل فاز فيه 1-صفر، حيث سجل الهدف اللاعب أولي مادسن الذي سجل الأهداف الخمسة الأخرى للفريق في مرمى لوكسمبورج في المباراتين الأوليين.
مواجهات الحسم
بذلك، تأهل المنتخب الدنماركي للدور قبل النهائي ولكنه سقط في هذا الدور بالهزيمة أمام نظيره السوفيتي صفر-3 ليتأهل الفريق السوفيتي إلى المباراة النهائية التي حاول الفوز فيها للحفاظ على لقبه.
وفي المقابل، احتاج المنتخب الإسباني لوقت إضافي حتى يتغلب على نظيره المجري في المواجهة الأخرى بالدور قبل النهائي.
وجاء حضور الجنرال فرانكو للمباراة النهائية باستاد "سانتياجو برنابيو" في العاصمة مدريد يوم 21 حزيران/يونيو ليلقي بظلال سياسية على النهائي.
وأصاب جاليمزيان خوساينوف الحاضرين بالصمت عندما سجل هدف التعادل للمنتخب السوفيتي، بعدما تقدم المنتخب الإسباني بهدف مبكر سجله خيسوس بيريدا.
ورغم ذلك، حسم المنتخب الإسباني المباراة لصالحه بهدف سجله مارسيلينيو بضربة رأس، قبل 6 دقائق من نهاية المباراة.
وأصبح هذا اللقب هو الوحيد للمنتخب الإسباني في البطولات الكبيرة، حتى نجح في الفوز بثلاثيته التاريخية خلال الحقبة الذهبية في القرن الحالي، عندما توج بلقبي يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010.