وجه بريء، وملامح هادئة جعلتها في مقدمة الفنانات اللاتي يسند إليهن الأدوار الرومانسية، فهى فنانة من طراز خاص تمتلك موهبة كبيرة، وتعد واحدة من أبرز نجمات السينما الكلاسيكية، هي الفنانة الجميلة زهرة العلا.
في عدد نادر من مجلة الكواكب صدر في 29 أغسطس 1961، وتحت عنوان "شقاوة زمان" كتبت الفنانة زهرة العلا تحكي عن ذكريات طفولتها في مدينة الإسكندرية ننشرها كما هي دون تدخل في حلقتين.
الحلقة الثانية ـ الغارة
تقول زهرة العلا "وشاع في الحي خبر الفرقة التمثيلية التي تلعب أدوارها فوق سطح منزلنا فوجدت الأطفال يزحفون إلي السطح وفورا قررت أن يكون الدخول رهنا بباكو شيكولاتة أو باكو بسكويت وهكذا أنتعشت الفرقة وانتعش بائعو الحلوى في الحي ثم حدثت المفاجأة التي أغلقت مسرحنا إلي الأبد.
أغارت طائرات الألمان على الإسكندرية وكنا في أيام الحرب العالمي الثانية فأصبح من العسير علينا أن نصعد إلي السطح وكان طبيعيا جدا أن يخاف الأطفال ثم حدث بعد ذلك أن قامت الهجرة ورحلنا إلي القاهرة لنعيش حياة بعيدة عن الضرب والقنابل وصفارات الانذار، ورغم حالات الفزع التي كان يعيشونها الناس في ذاك الوقت إلا أن ذهني كان مشدودا بألف قوة إلي بيتنا في الإسكندرية وإلي السطح الذي كونت فوقه فرقة تمثيلية كانت حديث أهل الحي وكانت الأحاديث دائما مقترنة باسمي أنا التي قمت بهذه الفكرة ونفذتها وأنعشت سرور الأطفال مثلما أنعشت حياة بائعي الحلوى.
ومرة آخرى عاودتني فكرة التمثيل في القاهرة عاودتني على "أعقل" بعد أن كبرت وكبرت مواهبي ومدراكي وفي هذه المرة لم أبحث عن السطوح رحت اسأل عن عنوان معهد التمثيل، التحقت به وتخرجت فيه وعملت في المسرح ومثلت في السينما وفي كل مرة اتلقى فيها تصفيق الجمهور أتذكر قصة الطفلة التي حاولت أن تهرب على الباخرة وأتذكر قصة السطوح التي شهدت أول فرقة مسرحية قمت بتكوينها واعتقدت في النهاية أنها شقاوة عيال جعلت مني ممثلة.