نجحت تنسيقية شباب الأحزاب على مدار الثلاث سنوات الماضية في أن تكون منصة حوارية لكل الأطياف والتوجهات السياسية حيث ضمت في أعضائها نحو 25 حزبا سياسيا، بالإضافة إلى عدد من السياسيين في مختلف المجالات والقطاعات، لتنجح في أن تصبح منصة هامة للجميع تثري الحياة السياسية.
وأكد شباب التنسيقية أن هذا التنوع داخلها أثرى التجربة ولم يكن عنصر خلاف بل كان الجميع يعمل من أجل صالح الوطن وليس من أجل المصلحة الحزبية، موضحين أن جميع الأعضاء كانوا يعملون من أجل أولا ما يهم المواطن لتكون التنسيقية بمثابة سياسة بمفهوم جديد.
إثراء الحياة السياسية
وفي هذا السياق، قال أحمد نشأت، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، إن التنسيقية تأسست بهدف تنمية وإثراء الحياة السياسية وتقوية التجربة الحزبية في مصر، وفي بداية تأسيسها كانت تضم 20 حزبا سياسيا وعددا من شباب السياسيين والآن أصبحت تضم نحو 25 حزبا سياسيا وعدد أكبر من السياسيين، حيث حظت باهتمام كبير من القيادة السياسية.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن هذا الاهتمام تمثل في تعيين 6 نواب للمحافظين من التنسيقية وبعدها ثقة الشعب المصري شباب التنسيقية فتم تمثيلها بـ32 نائب في مجلس النواب و16 آخرين في مجلس الشيوخ، مضيفا أن هذا هو تمكين حقيقي للشباب وللمرأة، فنسبة تمثيل المرأة من نواب التنسيقية تقارب نحو 50% في غرفتي التشريع.
وأكد أن التنسيقية كانت مشاركة في كل مؤتمرات الشباب والبداية كانت بالمؤتمر الوطني الخامس للشباب وبعدها منتديات شباب العالم ومنتدى الشباب العربي الأفريقي بأسوان، مضيفا أن مبادرات التنسيقية كانت هامة وتهم المواطنين وحاضرة بقوة مثل الوعي أمان للتخفيف من جائحة كورونا ودعم الأطقم الطبية بالمستلزمات الطبية لمواجهة الجائحة.
وأشار إلى أن هناك مبادرة أخرى أطلقتها لدعم العمالة غير المنتظمة حيث لم تتوقف التنسيقية في مبادراتها خلال أزمة كورونا وحققت نجاحات كبيرة ومتوقع استمرارها في الفترة المقبلة، مضيفا أن أداء نواب المحافظين من أعضاء التنسيقية وكذلك أعضاء مجلسي النواب والشيوخ كان متفردا ومعبرا عن فكر شبابي حقيقي.
وأضاف نشأت أن الأعضاء اندمجوا مع المواطنين ودائما متواجدين بينهم ويعبرون عن صوتهم، ودائما يرسخون لسياسة بمفهوم جديد كآلية للعمل داخل التنسيقية وليس مجرد شعار، مضيفا أن هذا الدور من خلال السلطة التنفيذية كنواب المحافظين أو التشريعية في مجلسي النواب والشيوخ.
ولفت إلى أن التنسيقية تجمع شباب من مختلف التيارات السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار وتنوعات وأفكار مختلفة، وهذا التنوع كان مفيدا ولم يكن عقبة أو حجر عثرة في طريق التنسيقية، فكان الجميع تحت مظلة إعلاء المصلحة الوطنية مما أدى لإثراء الأفكار والأطروحات والخروج بمقترحات ومخرجات لتحسين جودة الحياة السياسية وإثرائها في كل المناحي.
منصة حوارية لكل الأطياف
ومن جانبه، قال عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، إن ما حققته التنسيقية في ثلاث سنوات يعد إنجازا كبيرا، ففي فترة زمنية صغيرة نجحت في تحقيق عدد من النجاحات في ظل رغبة الشباب في النجاح وإثبات ذاتهم، فكانت النتيجة أن أصبح منهم نوابا للمحافظين وأعضاءا في مجلس النواب والشيوخ والهيئات الإعلامية والصحفية.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن هذا في حد ذاته هو مكسب كبير وحالة إيجابية ومصدر فخر للجميع، ومن المهم أن يثمر هذا النشاط عن خلق جيل جديد قادر على تحمل المسئولية فيما بعد جيل المؤسسين حتى تستمر الفكرة، مضيفا أن ما يُعول عليه الفترة المقبلة أن يكون هناك أجيالا جديدة من التنسيقية وشبابا يتعلم ويحاول أن يخدم بلاده.
وأكد درويش أن فكرة التنسيقية خلق منصة حوارية لكيان يجمع كل الأطياف والأيديولوجيات ليكونوا على قلب رجل واحد، وكان من أهم أولويات التنسيقية أن يكون هناك تمكينا للشباب على المستوى السياسي، مضيفا أن المهم والمتوقع خلال الفترة المقبلة أن يكون هناك تمكين أكبر للشباب وخاصة أن أعضاء التنسيقية الحاليين في الأجهزة التنفيذية أو النيابية أثبتوا كفاءة وجدارة.
وأشار إلى أن ما يميز التنسيقية هو تنوعها السياسي والذي كان يمثل تحديا كبيرا في كيفية جمع كل الأطياف والتوجهات فيما بينها على خدمة الوطن، مضيفا أن الثوابت الوطنية داخل الأحزاب أكدت أنها لا تزال بخير، فبرغم اختلاف التوجهات والأفكار استطاعوا خلال الثلاث سنوات الماضية أن يستمروا في التعاون والتكامل بين بعضهم البعض.
وأضاف أن هذا التنوع هو ما أعطى القيمة لشعار السياسة بمفهوم جديد فالجميع عمل من أجل مصلحة الوطن بعيدا عن الأيديولوجيات المختلفة، بهدف إحياء الحياة السياسية مرة أخرى.