"التكامل من أجل النمو"، الشعار الأكثر تعبيرا عن طموحات منتدى رؤساء هيئات ترويج الاستثمار الأفريقية في دورته الأولى الذي احتضنه مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 11-13 يونيو، وشارك في فعالياته لفيف من ممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والوزراء ورؤساء هيئات الاستثمار.
ناقش المنتدى من خلال العديد من الجلسات محاور عدة، بدءا من البحث عن مشاريع البنية التحتية الإقليمية كوسيلة لربط أفريقيا وتحسين قدراتها التنافسية العالمية، بما يسهل حركة الأفراد والبضائع من خلال تطوير شبكة متنوعة للنقل للربط على المستوى القاري وخاصة فيما يتعلق صناعة النقل الجوي، وصولا إلى العمل على تعزيز التواجد الأفريقي في الأسواق العالمية من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي بالقارة الأفريقية بتحقيق التكامل الصناعي والزراعي وتعزيز التجارة البينية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخلق المزيد من فرص العمل
وغني عن القول إن عقد مثل هذه المنتديات يمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز مكانة القارة عالميا من خلال التوصل إلى خارطة طريق لتصبح القارة مصنع العالم بعدما كانت لعقود طويلة سلة غذاءه على حد وصف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في كلمته الافتتاحية في المنتدى الذي رصد العديد من الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها القارة، كما سجل العديد من التحديات التي تتطلب جهود متنوعة ومتعددة لجعل شعار المنتدى واقعا عمليا يحقق النمو المستهدف من خلال التكامل المرجو.
والحقيقة أن ما تم التوصل إليه من مخرجات ونتائج لهذا المنتدى تظل مجرد نصوص على ورق إلا إذا تمكنت دول القارة من تحويلها إلى حقائق على الأرض عبر زيادة حجم تدفقات الاستثمار من ناحية، وتعزيز حجم التجارة البينية داخل القارة من ناحية أخرى، ومرهون ذلك بتوفير المفتاح الرئيسي المتمثل في تبادل المعلومات بين دول القارة، وما يتطلبه ذلك من تنمية قدراتها في مجال تبادل المعلومات والترويج للاستثمار، مع أهمية تنوع مصادر التمويل اللازم للتوسع والنمو ويأتي في مقدمتها إنشاء أنظمة مالية سريعة فعالة لتحفيز الاستثمار.
نهاية القول إن عقد هذا المنتدى في دورته الأولى وإن كان يمثل خطوة أولية في بناء المعارف وتوفير البيانات والمعلومات عن قدرات القارة الهائلة، فإنه بذلك يمهد السبل لكيفية تعظيم الاستفادة منها في تحسين أوضاع شعوب القارة الأفريقية والنهوض بها، ذلك هو هدف من وراء زيادة حجم الاستثمار (الأجنبي والمحلى) وتشجعيه