ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي ،تسجل تزايدًا في الإصابات بسلالة فيروس كورونا المكتشفة في الهند، السلالة "دلتا" ما يثير مخاوف من أن تلك السلالة يمكن أن توقف التقدم الذي أحرزه الاتحاد على مدى الشهرين الماضيين، في خفض إصابات ووفيات كوفيد-19 الجديدة إلى أدنى مستوى لها منذ الخريف على الأقل.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الأحد أن السلالة دلتا التي اجتاحت المملكة المتحدة، أصبحت السائدة في البرتغال، وظهرت بؤر إصابة في أنحاء ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، ما دفع مسؤولي الصحة الأوروبيين إلى التحذير من أن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات لإبطاء انتشارها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن السلالة الجديدة لا تزال تمثل جزءًا بسيطًا من إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا القارية، إلا أنها تكتسب زخمًا، واستندت الصحيفة لتحليل أجرته لبيانات الجينوم العالمية الواردة في قاعدة
بيانات تتبع الفيروسات "Gisaid"، ويظهر التحليل أن دلتا مسؤولة عن 96 بالمائة من الإصابات فيروس "كوفيد-19" التي خضعت لعملية تحليل التسلسل الجيني في البرتغال، وأكثر من 20 بالمائة من الإصابات المماثلة في إيطاليا، وحوالي 16 بالمائة في بلجيكا.
وصرح وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، للصحفيين في أحد مراكز التطعيم في باريس يوم الثلاثاء الماضي قائلًا: "نحن بصدد سحق الفيروس وسحق الوباء، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن نسمح للسلالة دلتا بأن تكون لها اليد العليا".
وأضاف فيران إن 2 بالمائة إلى 4 بالمائة من عينات كوفيد-19 التي تم تحليلها في فرنسا كانت تشير إلى السلالة دلتا، مضيفا "قد تقولون إن هذا لا يزال منخفضًا ولكنه مشابه لوضع المملكة المتحدة قبل بضعة أسابيع".
وفي البرتغال، تم رصد انتقال مجتمعي للسلالة في منطقة لشبونة الكبرى، حيث مثلت أكثر من 60 بالمائة من حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في الأسبوع الماضي، وتم حظر السفر غير الضروري من وإلى المدينة في محاولة لمنع الارتفاع في الحالات من أن يمتد إلى باقي البلاد.
وقالت الصحيفة إن العلماء في جميع أنحاء أوروبا القارية ينظرون الآن إلى بريطانيا ، حيث تضاعفت حالات كوفيد-19 ثلاث مرات خلال الشهر الماضي، وتمثل السلالة دلتا حوالي 98 بالمائة من جميع الإصابات الجديدة ليحصلوا على أدلة حول ما قد يحدث بعد ذلك، وما هي التدابير التي قد تكون هناك حاجة لاتخاذها.
وبعد أن أظهرت البيانات الرسمية أن السلالة "دلتا" تزيد من احتمال الدخول للمستشفى بمقدار 2.2 مرة مقارنة بالسلالة "ألفا" المكتشفة في بريطانيا، أرجأت الحكومة البريطانية رفع باقي قيود كوفيد-19 لمدة شهر واحد.
وقال برونو لينا، عالم الفيروسات في ليون والذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية ،ويساعد في تنسيق عملية تحليل التسلسل الجيني لسلالات
فيروس كورونا في البلاد: "القرارات التي تتخذها المملكة المتحدة بِشأن إعادة فتح الحياة والمجتمع ستكون بمثابة مختبر لنا في أوروبا".
وقال العلماء إن احتمال تحول بؤر الإصابة بالسلالة دلتا المنتشرة في الاتحاد الأوروبي إلى فاشيات أكبر ،سيعتمد في جزء منه على عدد الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم الكامل، بالإضافة إلى سلوك الجمهور بعد أن تم الآن رفع العديد من القيود المفروضة على الحياة والأعمال، وفقًا للصحيفة.
وبينما حصل حوالي 46 بالمائة من السكان في بريطانيا على التطعيم الكامل ضد كوفيد-19، فإن معدلات التطعيم في معظم بلدان في أوروبا القارية تتراوح ما بين 20 بالمائة و30 بالمائة،وحصل حوالي 26 بالمائة من سكان فرنسا على التطعيم الكامل.
ويعتقد العديد من الخبراء أنه أينما تدخل السلالة "دلتا" فستصبح السلالة السائدة في النهاية، ويقولون إن الحل سيكمن في زيادة نسبة الحاصلين على التطعيم الكامل، مع إبطاء انتقال الفيروس قدر الإمكان.