الأحد 5 مايو 2024

محامي بلاغ حل جمعيات «حسين يعقوب»: بث سمومه لـ40 عامًا.. واختتمها بالتغرير بالفتيات (حوار)

حسين يعقوب أثناء إدلاء شهادته في قضية داعش إمبابة

تحقيقات23-6-2021 | 15:19

أماني محمد

محمد حسان ساهم مع "يعقوب" في بث السموم الفكرية لـ40 عامًا

جمعيات خيرية يرأسها حسان ويعقوب عملت على تهيئة النشء للفكر الداعشي

هناك بلاغ قيد التحقيق أمام النيابة العامة بشأن الكيانات الإرهابية

المنطقة بقيادة السيسي بدأت تشهد نهضة دينية تتصدى للتراث الفاسد

كانت الداعية السلفي شهادة محمد حسين يعقوب في قضية داعش إمبابة كاشفة لوجهه الحقيقي، وأثارت الكثير من ردود الفعل لدى الرأي العام، حيث وصفها الكثيرون بالزور، فيما توالت البلاغات المطالبة بحل الجمعيات التي يرأسها حسين يعقوب والتي استغلها في ممارسة أعمال سياسية وتمويل للعنف الفكري والتنظيمات الإرهابية إلى جانب الاستغلال لتحقيق منافع خاصة مثل الزواج من صغيرات السن بنحو 30 فتاة عذراء.

 

وكشف الدكتور هاني سامح، مقدم بلاغ رقم 55113 لسنة 75 قضائية، والمطالب بحل جمعيتي أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية اللتين يرأسهما حسين يعقوب، تفاصيل الأسانيد التي اعتمد عليها البلاغ، منها مخالفة تلك الجمعيات لقانون الجمعيات الأهلية، مضيفا أن هذه الجمعيات كانت مهمتهم تهيئة الشباب والنشء الصغير والأشخاص لجعلهم فريسة للدواعش.

 

وإلى نص الحوار:

** في البداية.. ما هي أسباب الدعوة التي تقدمت بها لحل جمعيتي أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية؟

ألقت شهادة محمد حسين يعقوب أمام المحكمة في قضية داعش إمبابة الضوء على جرائم خطيرة تمس الأمن القومي والكثير من الأمور، فهذا الشخص وفقا لنص كلامه أثبت أنه جاهل وأنه لا يحمل أية شهادة علمية، وكان إنكاره كونه عالما وإنكار تأثيره في العمل السياسي أمرا فجا، لأنه بالبحث تأكدنا أن هذا الشخص مؤسس وعضو نشط فيما يسمى بـ"مجلس شورى العلماء" وكيان آخر هو "الهيئة الشرعية للإصلاح".

وهذان الكيانان أصدرا بيانات مؤيدة لحازم صلاح أبو إسماعيل والكيانات والجماعات الإرهابية، كما وجدنا ارتباطا بين جمعية أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية بهذين الكيانين، كما وجدنا على الموقع الرسمي لجماعة أنصار السنة كل بيانات هذه الكيانات، وهي بيانات خطيرة قمنا بحفظها، تحسبا لإخفائها من قبل تلك الجماعات، خاصة بعدما أغلق حسين يعقوب موقعه وقناة اليوتيوب الخاصة به هربا من المسئولية، وهذه البيانات تؤيد كل الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد بداية من حازم صلاح أبو إسماعيل والدعوة للانتخاب على أسس دينية وطائفية لمحمد مرسي.

 

** وكيف ترى أن هذه الجمعيات ساهمت في نشر الفوضى والإرهاب في مصر خلال تلك الفترة؟

هذه الجمعيات تنصلت من تلك الاتهامات، وقالت إنها لا علاقة لها بالجماعات الحاملة للسلاح، لكن كما أثبتت قضية داعش إمبابة أن هذه الجمعيات وهي أنصار السنة والجمعية الشرعية والقائمين عليها مثل حسين يعقوب ومحمد حسان مهمتهم تهيئة الشباب والنشء الصغير والأشخاص لجعلهم فريسة للدواعش، وتهيئتهم لتلقي الفكر الداعشي والجهادي ليصبحوا خلايا نائمة ومفخخة، لتتلوث أياديهم وأيادي هذا النشء بالإرهاب والتطرف والتكفير.

** وكيف استغل حسين يعقوب تلك الجمعيات في تحقيق منافع جنسية والزواج بـ30 عذراء صغيرات السن؟

هناك أكذوبة يرددها هؤلاء حول الزهد والتقوى والخشوع، والجمعية الشرعية وأنصار السنة على مدار 40 سنة أو أكثر كانت حاضنة لمحمد حسين يعقوب وجعلت منه هو وحسان نموذج وقدوة، فكان يعقوب يقول إنه أجرى 10 آلاف محاضرة دينية وخطبة كلها في هاتين الجمعيتين، لكن تم استغلال هاتين الجمعيتين في تحقيق يعقوب لمنفعة جنسية لتلميع صورته، رغم كونه جاهلا لا يحمل سوى شهادة دبلوم المعلمين وهذه شهادة أقل من المتوسط.

كما استغل الجمعيات في إظهار نفسه كعالم متمكن وقدير وإضفاء صبغة علمية على شخصيته واستغل دروسه في هذه الجمعيات في خداع الأسر والتغرير بالفتيات بدعوى "لدخول الجنة اتجوزيني"، ففي إحدى الوقائع تزوج فتاة منتقبة ومتدينة لكن بعد شهرين طلقها، وهذه الزيجات اعتمدت على الخداع بأنه زواج أبدي لكن تفاجئ الفتاة بتطليقها بعد شهرين ثم الزواج بأخرى بعد عدة أشهر، في جريمة شنيعة في حق الدعوة قبل أن تكون جريمة في حق القانون والعدالة.

** وما هي المخالفات التي ارتكبتها تلك الجمعيات لقانون الجمعيات الأهلية؟

قانون الجمعيات الأهلية كان واضحا وصريحا وحظر ممارسة أنشطة بعينها، لكن تلك الجمعيات مارستها، حيث مارست الأنشطة السياسية والحزبية وتكوين الجمعيات السرية والتشكيلات ذات الطابع الديني وكذلك التمييز بين المواطنين على أسس الدين والعقيدة، ومشاركتها في الانتخابات والأحزاب فأصدرت بيانات مستمرة، حيث شكلت جمعية أنصار السنة ما يسمى بـ"مجلس علماء جمعية أنصار السنة المحمدية"، وكانت بياناتها متعلقة بالواقع السياسي المصري مثل الدعوة للانتخاب الإسلاميين وحازم صلاح أبو إسماعيل قبل أن استبعاده من الانتخابات الرئاسية حينها.

 

** وما مصير تلك الجمعيات بعد هذه المخالفات؟

مصيرها هو حل الجمعيات وفقا للقانون، ولا تعتبر هذه مخالفات ولكن جنايات وجرائم أمن دولة، لكن هي جريمة في حق قانون العمل الأهلي تستحق أن يتم إلغاء هذه الجمعيات، وهناك بعض النشاطات الخيرية التي تقوم بها مثل كفالة الأيتام وغيرها، لذلك طالبنا بتشكيل لجنة من وزارتي التضامن والأوقاف لإدارة هذه الأنشطة مع استبعاد كل المشايخ والموظفين والعاملين ممن لهم صبغة دينية متعلقة بالتيار السلفي لأنهم يستغلون هذه الأنشطة في تحقيق منافع أخرى مثل التأهيل للفكر الداعشي أو الزواج الفج كما في حالة يعقوب.

 

** وهل هناك خطوات أخرى بعد الدعوى التي تقدمت بها؟

تقدمنا بالتوازي بأكثر من بلاغ للنيابة العامة ضد حسين يعقوب وهذه الكيانات الإرهابية وهناك بلاغا قيد التحقيق في نيابة أمن الدولة العليا عن الكيانات الإرهابية المسماة مجلس شورى العلماء وجمعية الإصلاح وجمعية علماء أنصار السنة، وهذه الجمعيات وما قامت به من بيانات وتأييد للكيانات الإرهابية قيد التحقيق، وقضية حل الجمعيات ستبحث في مجلس الدولة وسيصدر الحكم بحل الجمعيتين بشكل عاجل.

 

** وهل يمكن أن يُساءل محمد حسين يعقوب على تلك الجرائم؟

يجب مسائلته وعقابه على هذه الأفعال ونحن قمنا بدورنا وتقدمنا بالبلاغات والأدلة والدور الباقي لجهات التحقيق.

** من هم القيادات الأخرى لتلك الجمعيات بخلاف حسين يعقوب؟

لها الكثير من القيادات، وجميعهم يقدسون ويخضعون بالولاء والطاعة لمن يسمونهم بـ"علماء الأمة" منهم يعقوب وحسان وعددا من المتطرفين، وهذا اتضح خاصة في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حيث كان لهم حرية العمل لمنهم خرجوا عليه وكفروه فيما بعد، فهم كانوا يمتلكوا الكثير من الفضائيات والمساجد والمنابر وأشرطة الكاسيت طوال تلك الـ40 سنة، لبث سمومهم في الشارع ونحن الآن نعاني من هذا التطرف والضلال، لكن المنطقة على يد قادتها بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة الدول العربية الشقيقة مثل الإمارات والسعودية بدأت تنهض لرفض هذا التراث الفاسد وأهم أعمدة هذا التراث ما قام به حسان ويعقوب وغيرهم.

** وكيف رأيت المشهد بعد ثورة يناير وزيادة تواجدهم ودعواتهم في تلك الفترة؟

بعد ثورة يناير أيقنوا تمام التيقن أن مصر ستحكمها الدولة الدينية وستتحول إلى إيران وأفغانستان، وكانوا يتحدثون بلغة وقحة بدعم أشخاص متطرفين وإرهابيين بشكل واضح مثل أبو إسماعيل، لكن خابت مساعيهم بعد ثورة 30 يونيو 2013، لكن يجب أن يحاسبوا ويساءلوا على تبعات هذه المواقف.

 

** وما رأيك في شهادة حسين يعقوب أمام المحكمة في قضية داعش إمبابة؟

هؤلاء الأشخاص يعتمدون على إخفاء ما يبطنوا من عقائد فاسدة وإرهابية بدعوى عدم المسائلة والهروب، وهذا كان ديدنهم عبر كل قياداتهم التاريخية والسابقة والحالية، فما فعله يعقوب كان تقية وإخفاءا وكذبا وشهادة زور، وأهميتها في أن القاضي الرائع أظهر وكشف للعامة وللرأي العام أن هؤلاء الأشخاص لا يجب أن نتغاضى عن دورهم في تأهيل وخلق بيئة خصبة للدواعش، ويجب محاسبتهم على دورهم في تغييب العقول وخلق بيئة تكفيرية كارهة للمرأة وللمختلف دينيا معهم وتكفيرية حيال كل أفراد المجتمع، فهم يصفون كل المجتمع بالفسق والضلال.

وكان القاضي كاشفا لعوار هؤلاء القيادات عندما تحدث بالطائفة الممتنعة، فهم عندهم عقدية راسخة منسوبة إلى ابن تيمية في التعامل مع الطائفة الممتنعة هي الفئة الممتنعة عن تطبيق الشريعة، ولكن عندما يعقوب قال إنه لا يعلم عنها شيئا، رغم أن هذا الأمر من البديهيات، فكان يعقوب قمة السخرية فادعى عدم معرفته بشيء اسمه الطائفة الممتنعة وامتنع عن الجواب وهذا التصرف هو دليل قاطع أنه يعتقد اعتقادا راسخا بصحة هذه الفكرة أو الفتوى، لأنه إن كان رافضا لها فسيقول أنها أفكار منحرفة وضالة وغير صحيحة ويفند رأيه، لكن لأنه معتقدا بها فالتزام التقية والصمت.

** من المرتقب أن يدلي محمد حسان بشهادته في قضية داعش إمبابة.. فما توقعاتك لها؟

من المفترض أن يكون له شهادة، ومحمد حسان هو "رأس الأفعى" لأنه له فيديوهات يمجد فيها في أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سابقا ويدعو له بالرحمة، وله الكثير من مقاطع الفيديو التي يقول فيها إنه يملك 10 ملايين شاب يمكن أن يحركهم بإصبع يده، وكذلك فيديوهات أخرى بعد فض الاعتصام الإرهابي في ميدان رابعة العدوية لحسان ويعقوب نزلوا في المهندسين وغيرها من المناطق لدعم التيار الإرهابي.

والجميع ينتظر سماع شهادته وسيتابع الجميع كيف سيتفنن للخروج من المأزق، وخاصة أن الوقائع التي ارتكبها ثابتة ببيانات وفيديوهات موثقة، وسيكون الأمر محل اهتمام ومتابعة من الرأي العام لهذا الاستجواب.

** بالتزامن مع اقتراب ذكرى ثورة 30 يونيو.. كيف ترى وقوف الشعب المصري ضد هذه الأفكار؟

ثورة 30 يونيو المجيدة كانت علامة فاصلة للمنطقة بأسرها في التصدي للتيارات الدينية وكانت منارة أنارت لكل المنطقة بما فيها السعودية ودول الخليج، حيث تم التصدي للأفكار الدينية المتطرفة بعدها، فالمنطقة أصبحت تشهد نهضة دينية تتصدى للتراث الفاسد، لكن لا يزال لدينا دور مهم ومشوار طويل لأن 40 عاما من السموم الدينية التي بثها هؤلاء باسم الصحوة، والتي كان رموزها يعقوب وحسان وابن باز وابن عثيمين وابن تيمية، كل المتطرفين.

هذه الصحوة عانينا منها وهناك أبطال استشهدوا مثل فرج فودة وآخرين تم إرهابهم، وتغيرت البيئة الثقافية المصرية عن بيئة المنارات مثل طه حسين وقاسم أمين وهدى شعراوي وأحمد لطفي السيد وغيرهم من الكتاب والمفكرين والمبدعين فلا يزال أمامنا المشوار طويل، ونحتاج إرادة قوية للعودة إلى قيم الحداثة والتنوير المصرية المعروفة والراسخة.

** لكن الدولة بدأت في اتجاه تجديد الخطاب الديني.. فما رأيك فيما تحقق حتى الآن؟

حتى هذه اللحظة هناك معوقات من داخل المدارس الدينية لإتمام تجديد الخطاب الديني، لكننا على الطريق ولدينا مشوار بدأناه بالتخلص من رؤوس الأفاعي مثل يعقوب وحسان وغيرهم من أصحاب الفكر الجامد والمتطرف، وقريبا ستعود مصر منارة للتنوير والحداثة في العالم بأسره.

اقرأ أيضا:


بلاغ للنائب العام لإدراج محمد حسين يعقوب على قوائم الإرهاب

الباز يكشف أكاذيب محمد حسين يعقوب بعد شهادته في «داعش إمبابة»

تفاصيل استيلاء محمد حسين على مستحقات عامل بمزرعة عنب في الخطاطبة