شهد الاقتصاد المصري تراجعًا كبيرًا في الفترة التي سبقت اندلاع ثورة 30 يونيو، حتى أن ذلك كان أحد الأسباب الأساسية التي أسهمت في اندلاع تلك الثورة، وذلك نظرًا لوجود العديد من الأزمات الكائنة وقتها.
وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب الثورة، لتشهد مصر فترة من الإصلاح، وبناء دولة جديدة، وذكر خبراء، أن مصر شهدت قبل ثورة 30 يونيو أسوء فترة اقتصادية في تاريخ الدولة المصرية، والتي كادت تصل إلى الإفلاس، وجاءت الثورة لتنتشل الدولة من التدني الاقتصادي الذي وصلت إليه، بالإضافة إلى تحقيق طفرة تنموية حازت على إعجاب المؤسسات الدولية الكبرى حول العالم.
جمود اقتصادي
في هذا السياق، قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن الأحوال الاقتصادية قبل ثورة 30 يونيو، كانت تشهد تدني كبير، وافتقار المواطنين للعديد من الخدمات الأساسية، والاصطفاف أمام محطات البنزين لعدم كفايته لحاجة المواطنين.
وأوضح الشافعي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الاقتصاد المصري كان يشهد حالة من الجمود قبل ثورة 30 يونيو، وغلق العديد من المصانع، منوهًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية شهدت انتعاشًا كبيرًا عقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، من خلال ما اتخذه من سياسات إصلاحية، وتدشين برنامج الإصلاح الاقتصادي بمرحلتيه الأولى والثانية، الذي أبهر العالم كله بما حققه من إنجازات.
وأكد أن القيادة السياسية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذت العديد من السياسات الإصلاحية التي تمكنت من انعاش الاقتصاد المصري، وارتفاع مكانته بين كبرى الدول الاقتصادية بالعالم، بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياطي النقدي لدى الدولة، مما أدى إلى تحسن المؤشرات العامة، والكلية للاقتصاد المصري، وتحقيق طفرة تنموية.
بيئة اقتصادية متقدمة
وأشار إلى أن تدني الوضع الاقتصادي كان أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى اندلاع ثورة 30 يونيو، وكان يوجد العديد من التحديات والعوائق، التي تحول دون قدرة الدولة على النهوض، نظرًا لسوء الأحوال وقتها، ولكن القيادة السياسية الحالية استطاعت تذليل كافة العقبات، وتحقيق طفرة تنموية حازت على إعجاب المؤسسات الدولية الكبرى حول العالم، وعلى رأسهم صندوق النقد الدولي، الذي ازدادت ثقته بالاقتصاد المصري، وقدرته على سداد كافة القروض التي يحصل عليها.
وشدد الشافعي، على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع توفير بيئة اقتصادية متقدمة، حاضنة للاستثمارات، مما ساهم في توفير العديد من فرص العمل، وانخفاض معدل البطالة إلى 7.2، مشيدًا بإنجازات الدولة في كافة القطاعات التي استطاعت تجاوز التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا، والتي تسببت في أزمات اقتصادية بالعديد من الدول الكبرى.
أسوأ فترة اقتصادية
ومن جانبه، قال الدكتور سيد خضر، الباحث الاقتصادي، إن ثورة 30 يونيو من أهم الثورات في تاريخ مصر، والتي كان لها مردودًا كبيرًا على تحسن الظروف المعيشية، وساهم استقرار مصر في ظل التوترات السياسية، والأمنية وقتها في جعل مصر نموذج يحتذى به.
وأوضح خضر في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر قبل ثورة 30 يونيو شهدت أسوء فترة اقتصادية في تاريخ الدولة المصرية، والتي كادت تصل إلى الإفلاس، وجاءت الثورة لتنتشل الدولة من التدني الاقتصادي التي وصلت إليه، لتأتي بعدها القيادة السياسية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتبدأ فترة بناء مصر بشكل جديد، والأخذ بها إلى المسار الصحيح.
جذب الاستثمارات الأجنبية
وأشار إلى أن مصر شهدت العديد من الأزمات قبل ثورة 30 يونيو، والتي أثرت على الاستثمارات غير المباشرة المتمثلة في البورصة، مثل أزمة الإرهاب، منوهًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع التغلب على كافة الأزمات التي كانت قائمة، والسير بخطى واسعة نحو تحقيق التقدم الاقتصادي، الذي استطاع أن يبهر العالم، ويجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأكد أن سياسة تعويم الجنيه، التي اتبعتها الدولة عام 2016، ساهمت في تغيير الوضع الاقتصادي المصري بشكل كبير، وتتطلب تلك السياسة التركيز على خلق تصنيع القوي، والاهتمام بالبنية الأساسية، وهو ما يقوم به الرئيس من خلال إعادة فتح المصانع المغلقة، وإنشاء العديد من المصانع الجديدة.
وشدد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن يبني مصر بشكل احترافي، من خلال تدشين برنامج الإصلاح الهيكلي، والذي خلق حالة من التنوع الاقتصادي، الذي برزت أهميته منذ عام 2020، في ظل التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا.
العبور بمصر إلى بر الأمان
ونوه إلى أن مصر من الدول القليلة في العالم التي استمرت في تنفيذ المشروعات بالرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا، بالإضافة إلى جني ثمار برنامج الإصلاح الاقتصادي بمرحلتيه الأولى والثانية، وتوفير مخزون استراتيجي قادر على تغظية احتياجات الدولة لمدة تصل إلى 9 شهور، وهو ما نشهده لأول مرة، مضيفًا أن الرئيس لم يهتم فقط بتعزيز الأحوال الاقتصادية، بل اهتم أيضًا بتحويل الأسر المصرية إلى أسر منتجة قادرة على العمل والإنتاج، من خلال ما أتاحه من مبادرات قومية، مثل مبادرة «شغلك من بيتك»، والتسويق الإلكتروني.
وتابع خضر: "سياسة الإصلاح التي يتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسي انعكست على مؤشر الاقتصاد الكلي، وانخفاض معدل البطالة، والفقر، وتحسن المستوى المعيشي للفرد، وخلق ثقة كبيرة اتجاه الاقتصاد المصري، إذ أشادت به العديد من المؤسسات الدولية حول العالم، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي".
وأشاد الباحث الاقتصادي باستمرار مجهودات الدولة لخلق استثمارات أجنبية مباشرة، مما ينعكس على التنمية الاقتصادية بمصر، قائلًا: "الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر بمصر إلى بر الأمان سياسيًا واقتصاديًا، واجتماعيًا، وخلق دولة جديدة في فترة قصيرة، من خلال ما يمتلكه من إصرار على التطوير والتقدم".
أقرأ أيضًا:
استعادة مصر مكانتها على الخريطة البترولية.. خبراء: يقوي موقف مصر على الساحة الدولية
برلماني: المواقع الإباحية تهدد بافتقار الأجيال القادمة للأخلاقيات الدينية والمجتمعية
«خبير»: الاقتصاد المصرى شهد حالة من الجمود قبل ثورة 30 يونيو