الأحد 12 مايو 2024

مثقفون: "عبدالصبور" انحاز للجماهير ضد السلطة

31-1-2017 | 15:17

 

أقيمت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة بعنوان "صلاح عبدالصبور.. مثقفًا"، حضرها الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة، والشاعرة فاطمة قنديل، والناقد محمد الشحات، وأدارها الناقد شعبان يوسف.

وقدم الناقد شعبان يوسف، الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، على أنه مثقف، وليس كاتبا، وكان يتمتع بثقافة مستقلة، لكنه جاء فى ظل نظام ديكتاتورى، وظلت الدولة تستقطب صلاح عبدالصبور فى أنشطتها، حتى كتب عبد الصبور قصيدة "عودة الوجه الكئيب إلى الاستعمار"، وقيل: إنه يقصد فيها عبدالناصر،

وأكد الناقد شعبان يوسف، أن صلاح عبدالصبور، كان مثقفًا وأكثر شمولا من غيره، ولا ينافسه سوى الكاتب عبد الغفار مكاوى، فقد كتب الشعر، والمسرح، وله دراسات نقدية، كما كتب أيضا القصة القصيرة، موضحا أن أقصى صور ثقافة عبدالصبور يمكن أن نتبناها فى كتابه "حياتى فى الشعر"، ويمكننا القول إنه محيط هادر من الثقافة.

وقال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة، إن الراحل صلاح عبدالصبور، كان مؤثرا فى حركة تطور الشعر الحديث، ومؤثر أيضا فى وجداننا الوطنى والاجتماعى، وكان مثقفًا رفيع المستوى، فجمع مسرحه الشعرى بين الجانبين من القضايا الفكرية الميتافيزيقيا، وانحيازه للجماهير فى مواجهة السلطة. ويتضح هذا عند قراءة أعماله، ومن بينها قصيدة "الناس فى بلادى" المعبرة عن انحيازه الاجتماعى للشعب المصرى، وللكادحين.

وتطرق "مغيث" إلى عدة مفاهيم سياسية واجتماعية فى إبداع صلاح عبدالصبور، منها مفهوم الحرية والعدل، والضمير المصرى، مستشهدًا برؤيته عن مصر الحديثة، وفترة حكم محمد على بك، وكيف أن الحاكم عليه أن يشبع فضول العقول إلى المعرفة بالعلم، ولكن ما أن تم إشباع العقل، يبدأ فضول الروح.

وأكد الناقد الدكتور محمد الشحات، أن عبدالصبور كان مندمجا فى الحياة الثقافية، ويمتلك رؤية واسعة للعالم، ولم يكن معنيا بتراكم الإنجاز الإبداعى بل بمدى تأثيره واستمرارية ما ينتجه المبدع.

وأضاف "الشحات"، أن المنجز الإبداعى لعبدالصبور، متعدد، ويمثل قفزة حقيقية عما كان يمثله سابقوه، فقد استطاع أن يقدم مسرحا مخلصا لفن المسرح، ولم يتخلَ عن شاعريته، موضحا أن اختياره لشعر التفعيلة كان اختيارا بالغ الذكاء، واستطاع تطويع الجملة الشعرية، وأن يضيف ويبدع فيها بما يجعلها أكثر حرية.

ووقف الناقد محمد الشحات، عند مفهوم تمثيل المثقف فى كتابة صلاح عبدالصبور، موضحا أنه لم يكن قفزا فى الهواء، بل كانت لديه درجة من درجات الضبط، ولم يتخلص كليا من الوزن العروضى، لكنه كان واعيا ومتمردًا على بعض القوانين الشعرية.

وأشار "الشحات"، إلى أن عبدالصبور لم يحاكِ التراث، أو يستدعيه، لكن كان له موقف واضح منه فى قصائده، سواء كان التراث الدينى، والصوفى، والشعبى، والتاريخى، موضحا أن تعامله مع التراث عبر منجزه الشعرى كان شكلا من أشكال الرهان على الوضع الثقافى الراهن، ويمكن استدعاء المنجز الشعرى له، دون أن نشعر بقطيعة ما.

فيما اعتبرت الشاعرة فاطمة قنديل نفسها من إحدى مريدات الراحل صلاح عبدالصبور، وقدمت دراسة موجزة عن رؤيته لعلاقة المثقف بالسلطة، وكذلك الفجوة المعرفية والمعلوماتية بين الشرق والغرب حينذاك.

وقالت "قنديل": إن عالم صلاح عبدالصبور أحيانا ينقسم إلى جزء له علاقة بالمثقف فى العالم العربى، وآخر له علاقة بالمثقف فى العالم الغربى، لكن بقى له أن يربط بين العالمين، ليتعرف على ملامحهما، لكنه واجه صعوبة فى التعرف على ملامح العالم الغربى خاصة فى ظل نقص المعرفة المعلوماتية التى يوفرها لنا الإنترنت حاليا، موضحة أنها تتعامل مع هذه الأزمة بجهد ودأب كبيرين.

مؤكدة أن مفهوم الدأب لدى "عبد الصبور" هو الرئيسى الذى مكن المثقف من عبور الهوة المعلوماتية بين عصر وآخر، ليتعرف على تلك المعلومات التى تدور فى الغرب.

وقالت "قنديل" إن علاقة عبد الصبور، بالماضى والتراث، قامت على الانتقاء والاختيار، بحيث يختار ما يراه ملائما لمزاجه ومزاج عصره.

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air