"أطفال الشوارع" هي رواية من الأدب السواحيلي؛ من تأليف إيمانويل مبوجو، وقد صدرت لأول مرة باللغة السواحيلي وتم ترجمتها العام الماضي عبر مجموعة من كلية الألسن وهم :ريم عطية، نورا إبراهيم، إسراء ممدوح وصدرت عن مؤسسة إبداع للترجمة والنشر.
"إيمانويل مبوجو" ولد عام 1947 وهو واحد من رواد الأدب السواحيلي؛ له أعمال روائية ومسرحية وقصصية ويركز في أعماله على الواقعية وقضايا مجتمعه، حصل على الدكتوراه في الفنون المسرحية وعمل كأستاذ جامعي في العديد من المعاهد والجامعات، ومن أهم أعمال "إيمانويل مبوجو" حل الظلام، قطرة النهاية، وتجارة الأعضاء.
تتناول الرواية معاناة المجتمع في فترة من فترات المجتمع التنزاني، حيث لا مجانية في التعليم وبالتالي انتشار الفقر والجهل، كذلك يتناول معاناة المرأة مع الأعباء المادية والأسرية وتفشي بعض الأمراض مثل الملاريا بسبب القمامة والحالة المتدهورة.
تبدأ رواية "أطفال الشوارع" حين يتحدث المُعلم إلى التلاميذ ويهددهم إن من لم يدفع مصروفات العام الدراسي سوف يفصل نهائيًا من المدرسة، كانا بيتر وزيتا يسمعا تهديد معلمهم كباقي أصدقائهم، فعادوا إلى منزلهم البسيط الذي يحمل كل ملامح الفقر والبؤس، ليخبرا والدتهم "مامانتيلي التي تعمل في بيع الطعام بأموال ضئيلة، لم يكن والدهم" لومولوم "له أي قيمة في حياتهم سوى إنه يخرج من المنزل ليسكر طوال الليل ثم يعود لينام وتدور الدائرة في الصباح، فكانت أمهم هي التي تتحمل كافة الأعباء.
بدأ بيتر الطفل يفكر في حلول كي يصبح رجلًا ثريًا ويستطع العودة للمدرسة مرة أخرى، فجرب أن بعمل في "نبش القمامة "ويسرق الأرز الفاسد وغيرها من الأمور حتى تعرف على طفلة تدعى كوروا وهي كانت طفلة شوارع أقدم منه، تتوالى الأحداث حتى يصبح بيتر وكوروا يعيشان في منزلهم مع زيتا والأم بعد مقتل شقيق كوروا الوحيد على يد رجال الشرطة أثناء سرقته لأحد المحلات، فتساعد كوروا الأم ويبدأ بيتر في الإنحراف واتباع صديق قديم فاسد.
تنتهي الرواية نهاية مأساوية حيث يموت بعض الأبطال ويسجن البعض الأخر، كنهاية حتمية على ضياع كل المستقبل لهؤلاء الأطفال الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها أطفال شوارع يآكلون من القمامة ولم يكن حلمهم سوى استكمال دراستهم، في رواية "أطفال الشوارع" تفاصيل أكثر مأساوية عن الجوع والعجز والتشرد، عن الموت والفقد والبكاء، هي رواية أراد إيمانويل مبوجو أن يبكي القارئ بها على حال هؤلاء الأطفال في فترات القهر في المجتمع التنزاني أنذاك.
