اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الأحد بعدة موضوعات من بينها دور المرتزقة الروس المتزايد في أفريقيا وكذلك رأي دونالد رامسفيلد في الوضع في الشرق الأوسط وتعليق عن أزمة اللجوء.
ونشرت صحيفة "تايمز" تقريرا عن دور المرتزقة الروس المتزايد في أفريقيا لماتيو كامبل في التايمز، بعنوان "مرتزقة بوتين ينقلون حربه مع الغرب إلى أفريقيا".
وسلطت الصحيفة الضوء على تقرير نشرته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، اتهمت فيه "مدربين عسكريين روس بارتكاب أعمال قتل ونهب" في جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو ما تنفيه موسكو.
وقالت الصحيفة "ألقى تقرير الأمم المتحدة المؤلف من 184 صفحة الضوء على ما يصفه الخبراء بالمشاركة الروسية المتزايدة في أفريقيا، في الوقت الذي تحاول فيه إبراز النفوذ العالمي من خلال نشر المرتزقة، وكثير منهم من مجموعة فاجنر، وهي شركة مقاولات عسكرية سرية يُزعم أن يفجيني بريجوزين يديرها. وهو محكوم سابق تحول إلى ملياردير وحليف للرئيس بوتين".
وأضافت "تم نشر مرتزقة فاجنر في جميع أنحاء العالم من فنزويلا إلى سوريا، حيث قُتل العشرات في معركة مع القوات الأمريكية. والآن انتقلوا إلى الدول الأفريقية التي مزقتها الحروب، مما جعلها أحدث بؤر التوتر في علاقات موسكو مع الغرب".
ونقلت الصحيفة عن سيث جونز، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله "لقد أحصينا 26 دولة، معظمها في أفريقيا، حيث يعمل المرتزقة الروس. والمشكلة أن هؤلاء المرتزقة متورطون في الفظائع والفساد".
وأشارت إلى أنه "عندما طلبت جمهورية أفريقيا الوسطى، الغنية بالمعادن ولكنها غير مستقرة منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، المساعدة من روسيا في إنهاء حربها الأهلية الأخيرة، يبدو أن الكرملين قد اتجه مرة أخرى إلى بريجوزين. وشرعت قواته في انتزاع السيطرة على مناجم الذهب والماس من المتمردين".
وأضافت أن بريغوزين "يتمتع الآن بعلاقات مع العديد من شركات التعدين والأمن والخدمات اللوجستية التي تم إنشاؤها في هذه البلاد منذ عام 2017، وقد زاد عدد المدربين الروس الذين أرسلوا لدعم الرئيس فوستان أركانج تواديرا في معركته ضد الجماعات المتمردة على مر السنين من عدد قليل، ليصل من مائة إلى أكثر من 2000 اليوم"، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقالت "انحرفت المحاولة الروسية لجذب القلوب والعقول: فمعارضو الحكومة يطالبون بطرد رجال فاجنر، كما يسمون هؤلاء المرتزقة محليا". لكن ذلك بنظره "غير محتمل. إذ يبدو أن روسيا تحكم القصر الرئاسي في بانجي حيث جلس إمبراطور أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا على عرشه حتى الإطاحة به في عام 1979. وقد عُين فاليري زاخاروف، وهو ضابط مخابرات روسي، في منصب رئيس أمن الرئيس الحالي تواديرا وله مكتبه الخاص في المبنى العصري. المرتزقة الروس يشكلون الحرس الرئاسي".
وبحسب بول سترونسكي من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، "تريد روسيا أن تُؤخذ على محمل الجد كقوة جيوسياسية. ويستمر الغرب في منحها الفرص. لكن في جمهورية أفريقيا الوسطى، ثبت أن وعد روسيا بالاستقرار مجرد وهم. وأضاف سترونسكي أنه لم تعد جمهورية أفريقيا الوسطى أكثر استقرارا مما كانت عليه، في الواقع تبدو أسوأ من ذي قبل".