بقلم – ندا أحمد
«الفتق الإربى».. أحد الإصابات المؤلمة التي يتعرض لها الأطفال، وهو ضعف فى جدار البطن السفلى وتحديدا فى المنطقة الإربية – الموجودة أسفل البطن ويسبب بروزا فى هذه المنطقة، وهذا البروز يكون مؤلما خاصة مع بكاء الطفل أو عند السعال أو الحركة.
يقول الدكتور حاتم قرطام استشارى طب الأطفال بجامعة القاهرة: إن الفتق الإربى عبارة عن انتفاخ أو تورم فى أسفل البطن أو العانة وفى بعض الأحيان ينزل إلى كيس الصفن عند الذكور.
ويضيف: يسمى هذا الفتق بـ«إربى» لأنه يظهر فى المنطقة الفاصلة بين البطن والفخذ وتسمى الناحية الإربية.
و يتابع: يعتبر هذا البروز عيباً خلقياً نتيجة لوجود القناة الإربية مفتوحة بعد ولادة الطفل مما يؤدى إلى نزول جزء من الأمعاء أو من الغشاء البريتونى.
ويرصد الدكتور حاتم أعراض الفتق الإربى قائلاً: تشكو الأم من وجود تورم أسفل البطن أو العانة أو الخصية يظهر أو يزيد حجمه عند بكاء الطفل أو وقوفه ويختفى عند النوم أو الاسترخاء.
ويضيف: يتم تشخيص الفتق عن طريق الفحص وفى بعض الأحيان يحتاج لأشعة بالموجات فوق الصوتية، ويظهر فى جميع الأعمار بداية من الولادة.
ويستكمل قائلاً: إن نسبة الإصابة فى الذكور أكثر منها فى الإناث، بحوالى 6إلى 8 مرات. وتكون الإصابة فى الجهة اليمنى بنسبة60% وفى الجهة اليسرى بنسبة 40% وفى الجهتين معا بنسبة 15%. والأطفال الخدج –المولدون مبكرا- يكونون أكثر تعرضاً للإصابة لأن العضلات فى القناة الإربية تكون أكثر ضعفاً.
ويشير الدكتور حاتم إلى أن الأخطر من الفتق هي مضاعفاته، ومنها الفتق المنحبس وانسداد الأمعاء والضغط على الأعضاء المجاورة وخاصة الخصيتين، وكذلك خنق الفتق الإربى الذي قد يسبب موت نسيج الأمعاء، وبالتالى يمثل خطورة على حياة الطفل ويجب معالجته فوراً.
ويضيف: الجراحة هى الطريقة الوحيدة لعلاج الفتق الإربى، ومن الوارد عودته مرة أخرى، لذلك يوصى الجراحون بتركيب شبكة لتقليل احتمالية عودته.
الدكتور عبدالنبى إبراهيم الدسوقى رئيس قسم الجراحة العامة وجراحة المناظير بمستشفى جامعة القاهرة يقول: إن الخصية تنزل من ظهر الطفل أثناء فترة الحمل وتخرج من القناة الإربية إلى مكانها الطبيعى ثم تغلق القناة بعد ذلك تلقائيا ،ولكن فى بعض الأحيان تأخذ الخصية معها أثناء النزول جزءاً من الغشاء البريتونى أو جزءاً من الأمعاء مما يتسبب فى بقاء القناة الإربية مفتوحة وينتج عن ذلك حدوث الفتق الإربى.
ويضيف: الفتق أو التورم عبارة عن كيس يوجد بداخله جزء من الأمعاء أو الغشاء البريتونى، وعادة يظهر هذا النوع من الفتق فى الشهور الأولى من عمر الطفل. والذكور هم الأكثر إصابة بهذا النوع من الفتق وخاصة فى الجهة اليمنى فى منطقة العانة.
ويحذر من كبر حجم الفتق نتيجة لنزول بعض الأمعاء فى كيس الفتق مما يسبب الاختناق، كما أن الدم الموجود داخل هذا الجزء من الأمعاء يؤدي لحدوث غرغرينة قد تسبب الوفاة.
ويتابع: بمجرد اكتشاف الفتق الإربى لابد من التدخل الجراحى، وكلما كان التدخل سريعا كانت النتيجة أفضل.
ويوضح د.عبدالنبى أن التدخل الجراحى يكون عن طريق فتحة صغيرة فى منطقة العانة ، يتم من خلالها تسليك كيس الفتق وإرجاع محتوياته سواء كانت من الأمعاء أو الغشاء البريتونى إلى تجويف البطن، ومن ثم إغلاق القناة الإربية، و بعد الجراحة يتم تطهير الجرح بالبيتادين فقط، ولايوجد أى غرز للجرح، وتستغرق الجراحة حوالى نصف ساعة، ويغادر الطفل المستشفى بعد الجراحة بساعتين تقريبا وبعد أن تقوم الأم بإرضاع طفلها للتأكد من عدم حدوث قئ.
وينصح د. عبدالنبى كل أم وأب بفحص المولود بدقة بعد الولادة للتأكد من وجود الخصيتين فى مكانهما الطبيعى وعدم وجود أى فتق، وفى حالة اكتشاف وجود فتق فى حالة صلبة وغير متحرك يجب استشارة الطبيب فى الحال.