تسود حالة من الترقب في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، انتظارا لقرار مجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة، خاصة بعد مناقشة تفاصيل هذه القضية، في جلسة عامة، عقدت خصيصا لهذا الغرض الخميس الماضي.
كلمة وزير الخارجية على مستوى توقعات الشعب المصري
علق المحلل السياسي والكاتب الصحفي المتخصص، في الشأن الأمريكي محمد العالم، على جلسة مجلس الأمن التي عقدت الخميس الماضي قائلا: "أعتقد أن كلمة وزير الخارجية سامح شكري كانت على مستوى توقعات الشعب المصري، حيث نجح في توضيح حقيقية خطورة سد النهضة الإثيوبي على الأمة المصرية، بما يهدد وجودها، وأكد أحقية مصر في التحرك لحماية وجودها واستقرارها، حال عدم التوصل لقرار دولي بحل الأزمة.
السد يهدد مقدرات الشعب السوداني
قال العالم في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، إن كلمة السودان جاءت مطابقة لوجهة نظرمصر، في أن السد يمثل تهديدًا شديدًا لمستقبل ومقدرات الشعب السوداني، واستعانت بآثار الملء الأول المدمرة على السودان، ورغبة مصر والسودان، في التوصل إلى حلول ودية وسط تعنت إثيوبي واضح.
تزييف إثيوبي متوقع
أشار الكاتب الصحفي، إلى كلمة وزير الري الإثيوبي لم تخالف التوقعات، وأكدت على الغرور والتعنت والاستهتار الإثيوبي، بمخاوف مصر والسودان، وأكدت أن إثيوبيا ماضية في الملء الثاني دون مراعاة حقوق دول المصب.
أمريكا تساند مصر بمجلس الأمن
وأوضح المحلل السياسي أن كلمة ممثل أمريكا، بمجلس الأمن مناسبة للحدث، ومساندة نوعا ما لمصر إلى جانب كلمات عدد من الدول، التي أعربت عن تفهمها لتخوفات مصر والسودان، وضرورة التوصل إلى حل يرضي جميع الاطراف.
الاتحاد الأوروبي يدين إثيوبيا
ولفت المتخصص في الشأن الإمريكي، إلى بيان الاتحاد الأوروبي، اليوم، الذي أدان الخطوات الإثيوبية المنفردة، وقرار الملء الثاني، مشيرا إلى أن الموقف الإثيوبي يكشف للعالم مدي التعنت وسوء النوايا الإثيوبية في هذا الملف.
وشدد الكاتب والمحلل السياسي على أن من حق مصر والسودان، التحرك لحماية مصالحهما، حال استمرت إثيوبيا في تعنتها، بما يهدد حياة الشعبين المصري والسوداني، وبما يخالف القوانين الدولية المتعارف عليها.
واختتم العالم، بأن التوقعات الاكبر، هي عدم وصدور قرار فعال من مجلس الأمن، واكتفائه بالدعوة إلى العودة للمفاوضات، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، ومشاركة الدول التي عرضت المساعدة كأمريكا وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي.
وقال السفير حسام ذكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أنه من المبكر الجزم بالوضع داخل مجلس الأمن، بشأن ملف سد النهضة، لافتا إلى أن عدم اتخاذ المجلس قرارا بشأن الملف سيكون أمرا مؤسفا، ويدفع الدول للتصرف كيفما تشاء.
حلول سلمية للأزمة
وأضاف زكي أن الوفود التي عبرت عن مواقفها خلال جلسة مجلس الأمن، الخميس الماضي، جميعها تفضل الحلول السلمية التفاوضية والدبلوماسية لحل أزمة سد النهضة، اتساقا مع ما يطلبه الوفدان المصري والسوداني.
وشدد الأمين العام للجامعة، على أن المطالب المصرية والسودانية تتماشى مع الإرادة الدولية، لكن المشكلة تكمن في التعنت الإثيوبي، مؤكدا وجود تماشي بين مطالب مصر والسودان ومواقف المجتمع الدولي.
ولفت الأمين عالم المساعد إلى أن بعض أعضاء مجلس الأمن، لا يرغبون في تدخله بهذا الملف، مؤكدا أن الجانب المصري والسوداني، لديه قراءة جيدة لموقف الأعضاء، وفقا لما ورد خلال الاتصالات الثنائية.
موقف روسيا ضد مصر متوقع
وأشار إلى أنه لم يفاجأ بالموقف الروسي خلال جلسات مجلس الأمن، إذ إن روسيا لديها بعض الأمور التي تتطلب بحثا كبيرا في الأنهار العابرة للحدود، والأمر ليس سهلا لديها، ويتطلب المزيد من الجهد والإقناع.
التوجه لمجلس الأم ليس أمرا سهلا
وشدد ذكي على أن مسألة التوجه لمجلس الأمن ليس أمرا سهلا أو سلسا على الإطلاق، موضحا أن الفكرة في التوجه تتمثل في ضرورة إحاطة المجلس بخطورة الملف، علي الأمن والإستقرار بالمنطقة، وهو يقع عليه مسؤولية الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
انتقاد جامعة الدول للدول الأعضاء بمجلس الامن
وفي السياق ذاته انتقد السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة، عدم إدانة الدول الأعضاء بمجلس الأمن، للملء الثاني لسد النهضة خلال الجلسة التي عقدت الخميس الماضي، موضحا في تصريحه أن مطالبة الأعضاء للأطراف بالتوقف عن الأعمال الأحادية، لا يرقى إلى إدانة الملء الثاني، الذي أقدمت عليه إثيوبيا قبل الجلسة بـ3 أيام.