أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن هايتي تعاني أسوأ أزمة إنسانية منذ سنوات، مشيرة إلى أن ما يقرب من ثلث جميع الأطفال في هايتي، الذين يبلغ عددهم حوالي 1.5 مليون، بحاجة ماسة إلى الإغاثة الطارئة بسبب تصاعد العنف وعدم كفاية سبل الحصول على المياه النظيفة والصحة والتغذية.
وقال برونو مايز ممثل اليونيسيف في هايتي "هذه أسوأ أزمة إنسانية واجهتها البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، وهي تتدهور أسبوعا بعد أسبوع"، مؤكداً أنه وسط أزمة سياسية واقتصادية تفاقمت بعد اغتيال رئيس هايتي، عانى الأطفال من التأثير طويل المدى على خدمات التعليم والحماية المعطلة وسط جائحة (كوفيد-19)، فضلاً عن تهديد الأعاصير.
وقالت المنظمة الأممية، في بيان، "نشعر بقلق عميق من أن مزيدا من العنف وانعدام الأمن بعد اغتيال رئيس البلاد يمكن أن يشكل تحديات خطيرة لعمل فريق المنظمة الإنساني على الأرض، وقدرتها على الوصول بأمان إلى الأطفال والأسر الأكثر ضعفاً، لأن العنف المطول وعدم الاستقرار يمكن أن يمنع توزيع وتجديد المخزونات، بما في ذلك اللقاحات والأدوية والإمدادات الطبية".
وأضافت أن هذا الارتفاع الأخير في أعمال العنف يأتي وسط ارتفاع تدريجي في حالات كورونا في هايتي، فالمستشفيات الرئيسية المخصصة لعلاج كوفيد مزدحمة وتواجه نقصا في الأكسجين، بينما يموت بعض المرضى لأن عنف العصابات المسلحة يمنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم بالأكسجين والعلاج في حالات الطوارئ.
وتسعى الوكالة الأممية للحصول على 48.9 مليون دولار هذا العام لتلبية الاحتياجات الإنسانية لـ1.5 مليون شخص في هايتي، بما في ذلك أكثر من 700 ألف طفل، والتي تفاقمت بسبب الجائحة وعنف العصابات.. وحتى الآن، لم يتلق هذا النداء الإنساني سوى 31% من التمويل الذي يحتاجه.
جدير بالذكر أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، قالت اليونيسيف "إن عدد حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الذين تم إدخالهم إلى المرافق الصحية في جميع أنحاء هايتي، ارتفع بنسبة 26% مقارنة بالعام الماضي".