يعد البطيخ من الفواكه الصيفية التي يفضلها الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصري ويحرصون كل الحرص على شرائها، فالبعض يفضل شرائها بكميات كثيرة خلال فصل الصيف، لأنها فاكهة البسطاء على موائد المصريين، وتعتبر محافظة المنيا من أولى المحافظات المصرية زراعة ً لهذه الفاكهة الصيفية وتقوم ببيعه لباقي محافظات مصر، واكتسبت تجارة البطيخ داخل عروس الصعيد خلال العشرين عامًا الماضية رواجًا كبيرًا فاق غالبية الفواكه الأخرى.

وفي البداية تحتل مصر المترتبة السادسة عالميًا في قائمة أكثر الدول إنتاجًا لمحصول البطيخ، وفق آخر تحديث لموقع chartsbin المتخصص في الدراسات الإحصائية، وتزرع مصر سنويًا مساحة تقدر بـ 66 ألف هكتار أي بنحو 163 ألف فدان، بينما تتصدر الصين القائمة بـ 2 مليون و113 هكتار، ثم تركيا بـ 137 ألفًا، وروسيا 133 ألفًا، وإيران 132 ألفًا، والبرازيل 96 ألفًا، وكان أول حصاد للبطيخ في التاريخ قبل 5000 سنة في مصر، وانتقل منها إلى فلسطين ثم دول البحر الأبيض المتوسط. وفي القرن العاشر وجد البطيخ طريقه إلى الصين، التي تعتبر اليوم المنتج الأول عالميًا، ويوجد حاليًا 1200 نوع من البطيخ.

وقال المهندس « نشات جميل »، مديرإدارة البساتين بمديرية الزراعة بمحافظة المنيا، والخبير الزراعي، يعتبر محصول البطيخ من المحاصيل التي تستجيب للحرارة، ويتواجد البطيخ في مصر طوال العام، لكونه يزرع في أكثر من عروة خلال العام الواحد، فهناك أربعة مواعيد لزراعة البطيخ تحت الظروف البيئة المصرية تتلخص في الآتي:

- يزرع البطيخ خلال أشهر الخريف من أواخر شهر أغسطس وأوائل شهر سبتمبر في صعيد مصر، حيث الجو دافئ وينتج المحصول في أوائل الشتاء، وتنتشر زراعة البطيخ في هذا الميعاد في محافظات " قنا وسوهاج وأسوان "، ويصلح زراعته في المناطق الجديدة في توشكى وشرق العوينات في هذا الميعاد.

- كما تزرع عروة خلال شهر دبسمبر حتى أوائل شهر يناير بطريقة الزراعة البعلية ( الخنادق )، وتنتشر زراعة البطيخ في هذا الميعاد في محافظات " المنيا والبرلس والوادي الجديد "، كما أنه يمكن بالأراضي الجديدة تحت نظام الري بالتنقيط في الأنفاق البلاستيكية تحت الأجواء المعدلة. 

- كما تزرع أيضًا عروة صيفية في أراضي الوادي خلال النصف الثاني من شهر فبراير وحتى آواخر شهر مارس.

- كما يمكن زراعة عروة صيفية متأخرة خلال شهر إبريل في بعض من مناطق محافظتي " البحيرة والإسكندرية ".

وأوضح المهندس « نشات جميل »، بأن البطيخ يمكن زراعته في معظم الأراضي من الأراضي الطينية الخفيفة حتى الأراضي الرملية حسب طرق الزراعة، وهو لا يصلح زراعته في الأراضي الثقيلة التي تحتفظ بكمية كبيرة من الماء كذلك في الأراضي المالحة، وأن أفضل الأراضي لزراعة البطيخ هي الطينية الخفيفة الصفراء، مبينًا أنه في الأراضي الرملية يراعى معدلات التسميد وعدم التعطيش، كذلك أن نبات البطيخ لا يتأثر كثيرًا بإرتفاع نسبة الكالسيوم بالتربة في الأراضي الجيرية بشرط زيادة الإهتمام بالتسميد العضوي والبوتاسي والفسفوري مع إضافة الحديد والزنك والمنجنيز في مثل هذه الأراضي، وينصح بإتباع دورة ثلاثية في الأراضي الخالية من الأمراض الفطرية والديدان الثعبانية، أما الأراضي المنتشر بها الديدان الثعبانية والأمراض الفطرية فيجب إتباع دورة كل 6 سنوات مع تطبيق التوصيات الخاصة بالمكافحة.
وأفاد مديرإدارة البساتين بمديرية الزراعة بمحافظة المنيا، والخبير الزراعي، بأن هناك أصناف كثيرة لمحصول البطيخ، ويجب على مزارعي البطيخ إختيار الأصناف الجيدة من حيث الجودة والإنتاج والمعاملات الزراعية المختلفة من ري وتسميد ومقاومة للأمراض والآفات مع مراعاة التغيرات المناخية للوصول إلى أعلى إنتاجية، ومن أشهر الأصناف التي تزرع في محافظات مصر هي كالتالي:

- أصناف ذات بذور بداخلها وهي ثلاثة أصناف : « جيزة 1، جيزة 21، هجين أسوان » .

 كما انتشرت في الفترة الآخيرة زراعة هجن جديدة من اللابذري الجيد الصفات وهو مطلوب للاستهلاك المحلي والتصدير، وتحتاج هذه الهجن إلى ملقحات مثل جيزة 1 وهجين أسوان وذلك بمعدل 2 – 3 خطوط من الهجين اللابذري وخط واحد ملقح، وهم خمسة أصناف: «هجين بالومار، هجين شيفون، هجين سبرينا، هجين بيتا فياجرا، هجين فاراو ».
وأشار المهندس « نشات جميل »،  يتم جمع المحصول في البطيخ عند تمام النضج، ويمكن التعرف على علامات النضج للثمار من الصفات التالية:

- عند جفاف المحلاق المقابل للثمرة.

- تغير الجزء الملامس للتربة وتحويله للون الأصفر.

- وصول الثمار إلى حجمها الطبيعي.

- سهولة إنفصال الثمرة عن العنق.

وأكد المهندس «إسماعيل عبد البديع رضوان»، وكيل وزارة الزرعة بمحافظة المنيا، أن المساحة المزروعة بالبطيخ  داخل محافظة المنيا حلال الموسم الزراعي الحالي 2020/ 2021 تبلغ 400 فدان فقط، بالإضافة إلى مساحات كبير بالصحراء الغربية، معقبًا حول ما تردد إنتشار البطيخ المسرطن حاليًا داخل محافظات مصر، بأن هذه الشائعة تنتشر كل عام فى شهر أبريل مثل كذبة أبريل خاصةّ في بداية الموسم، لأنه مع بداية الموسم تكون أسعار البطيخ عالية بعض الشىء ويكون هناك بعض الفواكه غير ناضجة وبعض الناس تتسرع في الحكم عليها نظرًا لجني المحصول قبل النضج، ونرى من هذه المحاصيل مثلاً ثمرة بطيخ مختلفة الشكل ويكون بها مرض أو مشاكل ومن هنا تنتشر مثل هذه الشائعات، وأن هذه تسبب في انخفاض الأسعار، وتعرض المزارعون لخسائر كبيرة.

وأفاد وكيل وزارة الزرعة بمحافظة المنيا، أنه لا بد من معرفة أن الفلاحين يقوموا برش البطيخ بمبيدات وعند ترك البطيخة فترة تمرض ويصيبها التلف، ومن ثم تصيب بالتسمم ومن هنا يتم الحكم على البطيخ كله وهذا الأمر غير موجود على أرض الواقع، خاصةً أن مصر تصدر الفواكه والمحاصيل ومنها البطيخ لجميع دول العالم، من المنتجات والمحاصيل الزراعية، حيث إننا نصدر أكثر من 3.5 مليون طن من الفواكه والخضروات والمنتجات الزراعية لجميع دول العالم والعام الماضى قمنا بتصدير أكثر من 5 ملايين طن من المنتجات الزراعية وهذه الدول تستورد من مصر منتجات جودتها 100٪ ولا تأخذ منتجات مسممة وغير مطابقة للمواصفات، وهذا دليل على أن الخضروات والفواكه والمنتجات الزراعية آمنة وشعب مصر كله يأكل الخضروات والفاكهة ولم نجد حالات تسمم إلا بعض الحالات الفردية ويرجع هذا إلى سوء الاستخدام فى بعض الأحيان أو فساد بعض المنتجات الزراعية لسوء التخزين وهي حالات فردية.