قدم الفنان القدير مفيد عاشور العديد من الأعمال ما بين المسرح والتليفزيون، حيث إن أكثر المراحل في مسيرته الفنية ازدهاراً كانت في فترة التسعينات، وشارك فيها بعدد كبير من الأعمال وتنوعت بها أدواره الفنية بشكل كبير، كما قدم في عام 2003 دوراً هاماً أيضاً في مسيرته الفنية عندما جسد شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمسلسل "إمام الدعاة"، كما شارك حتى عام 2015 في ما يقرب من 100 عمل.
"عاشور" تطرق في حواره لبوابة "دار الهلال" للحديث عن آخر مشاركاته في السباق الرمضاني الماضي في 3 مسلسلات وهي "موسى، نجيب زاهي زركش، خلي بالك من زيزي"، كما كشف عن رأيه في ما تعانيه الآن مهنة التمثيل التي تضج بعدد كبير من الممثلين، وعن أقرب الشخصيات التي جسدها في مشواره الفني.. وإلى نص الحوار:
##كيف كانت مشاركتك في السباق الرمضاني 2021 مع 3 مخرجين شباب جمعك بهم عمل للمرة الأولى؟
استمتعت كثيراً بمشاركتي في ثلاثة أعمال مختلفة لهذا العام وخاصة أنها تجارب جديدة مع ثلاثة مخرجين شباب لم يسبق لي العمل معهم من قبل وفي الحقيقة متميزين للغاية، بداية من مسلسل "موسى" للمخرج محمد سلامة فهو مخرج رائع وشاب له مستقبل عظيم جداً لأنه يستطيع أن يقود الممثل وهذا لم يقدر أن يفعله أي مخرج، أما عن مسلسل "نجيب زاهي زركش" للمخرج شادي الفخراني وهو من المخرجين المتميزين جدا، بينما مسلسل "خلي بالك من زيزي" للمخرج كريم الشناوي وهو أيضاً مخرج رائع حقاً.
##ما رأيك في حالة الجدل التي صاحبت مشهد إسماعيل ياسين في مسلسل موسى؟
في البداية جميعاً نعمل تحت مظلة نقابة المهن التمثيلية وهي المسؤولة عن كل شيء، ولكن من وجهة نظري ومن خلال تعاملي مع محمد رمضان من خلال اللوكيشن الذي جمعنا سوياً، فهو شخص يعلم جيداً أقدار الممثلين الذين يعملون معه ويعلم جيداً كيف يتعامل معهم حتى الزملاء داخل المجاميع يتعامل معهم بشكل لطيف جداً وبشكل إنساني ولائق ويتعامل مع الجميع باحترام شديد جداً.
##أي من الأعمال الرمضانية الثلاثة هو الأقرب لقلبك "موسي" أم "نجيب زاهي زركش" أم "خلي بالك من زيزي"؟
في الحقيقة الثلاثة أعمال مقربين كثيراً إلى قلبي لأنهم يحملون ثلاثة شخصيات جيدة ومختلفة تماماً عن بعضهم البعض، الأول في مسلسل "موسى" قمت بدور "عمدة صعيدي" شرير في بداية المسلسل ثم يتعرض لنقلة إنسانية بعد وفاة ابنته ويتحول إلى شخصية أخرى خيرة، أما مسلسل "نجيب زاهي زركش" جسدت فيه شخصية "دكتور" في الأدب والنقد وهو شخص متعال، وعن مسلسل "خلي بالك من زيزي" قمت فيه بتجسيد شخصية "دكتور نفسي" ولكنه يعالج صديق له معالج نفسي أيضاً، فالتناول جديد بالإضافة إلى أن موضوع المسلسل لمس جميع الأُسر المصرية، فسعدت بهم كثيراً في رمضان 2021.
##هل تظهر جميع طاقتك الفنية من خلال الأعمال المسرحية أم الفيديو؟
أخرج كل طاقتي في التمثيل بشكل عام عند وقوفي أمام مايك إذاعة أكون سعيد جداً أو كاميرا فيديو أو أقف على خشبة المسرح فينتابني نفس الشعور بالسعادة، ولكن يبقى المسرح بشكل عام هو الأبرز لأن له خصوصية خاصة لأن الممثل المسرحي يكون قادرا على الوقوف أمام كاميرا السينما والفيديو بكل أريحية وسهولة لأنه يملك طاقة، ومن الممكن أن تقل قليلاً أمام الكاميرا ولكنه يمتلكها والعكس تماماً للممثل الذي لم يعمل مسرح يكون الأمر مختلفا لأن طاقة المسرح مختلفة عن الكاميرا، لذلك نرى الممثلين المسرحيين الموهوبين يكونوا ممتازين في الفيديو مثل الزعيم عادل إمام والفنان محمود ياسين، وسعيد صالح، وأحمد زكي، ونبيل الحلفاوي، وعبد الرحمن أبو زهرة، ومحمد وفيق، ورياض الخولي وغيرهم الكثير وجميعهم بدايتهم مسرحية، كما أن المسرح يميزه ردود أفعاله وقتية بعد التحية يظهر اللقاء الحي من الجمهور في نفس الوقت، بخلاف الفيديو لأننا ننتظر عرضه ثم ردود الأفعال ولا يكون في نفس ذات الوقت بل يكون بعد فترة من الزمن.
##بعد ظهور عدد كبير من الممثلين حالياً كيف تري المهنة الآن وهل جميعهم لديهم موهبة تؤهلهم لتواجدهم على الساحة الفنية؟
أصبح التمثيل مهنة من لا مهنة له، لأن ليس من الممكن أن يكون جميعهم موهوبين لأن الموهبة هي منحة من الله سبحانه وتعالى لم يوزعها هباءً، منذ أيام دراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية كان يتقدم خمسة آلاف متقدم ولكن لم يتم قبول سوى عشرين شخصا فقط، ومن بين اللذين تم قبولهم سترين من بينهم خمسة موهوبين جداً و5 أقل فأقل وهكذا فلا يوجد كم من الموهوبين، كما أن التمثيل ليس كلاماً يُقال، ومحال أن يكون كذلك لأن لدينا تنظيم قراءات ويحددها المعهد لكي نسير عليها، ويجب أن يكون الممثل ملما بكل شيء، العلم والقراءة ويجب أن يلم بعلم النفس وعلم الاجتماع والسياسة والاقتصاد وكل شيء من حوله، هذا هو الممثل كما يجب أن يكون، وأتمني بعد توقيع نقيب الممثلين دكتور أشرف زكي بروتوكول مع الشركة المتحدة أن يتغير الأمر للأفضل.
##أي نوعية من الأعمال التي إذا عرضت عليك لن تقبل بها مطلقاً؟
أرفض العمل الذي لا أرى نفسي فيه بمعنى ليس مناسبا بالنسبة لي أو بمعنى آخر إذا لم أحب الشخصية لم أقم بتجسيدها بالطبع، لأنني لن أخوض عملا لم يكن مقربا لقلبي في جميع الأحوال.
##بعد خوضك العديد من الأعمال أي الشخصيات رأيت ذاتك بها؟
في الحقيقة كثير من الشخصيات مثال شخصية محمد الموجي وأنور السادات والرئيس جمال عبد الناصر وغيرهم الكثير.
##هل حققت ما تمنيت أن تصل إليه في مهنة التمثيل؟
كما قال الراحل الفنان محمود ياسين" اللهم أني أعوذ بك من النجمكة"، أنا لم أدخل التمثيل لكي أكون نجماً مثل ما قال ذات مرة أنطوني كوين عندما سألوه أنا لست نجماً ولكني ممثل شخصيات بمعنى، عندما نقول محمود عبد العزيز يحضر في ذاكرتنا فوراً رأفت الهجان وإبراهيم زرزور وثلاث أربع شخصيات نستحضرها في ذاكرتنا، يكفيني حب الناس واحترامهم ورغم ذلك لم آخذ حقي حتى الآن ولكني متصالح جداً مع نفسي.