الأربعاء 26 يونيو 2024

كلمة وحكاية| "اللي اختشوا ماتوا" قصة مأساوية أصبحت مثلًا

اللي اختشوا ماتوا.. قصة مأساوية أصبحت مثلا

ثقافة18-7-2021 | 11:50

مريانا سامي

في مقدمة الأمثال الشعبية التي نستخدمها ربما بشكل يومي في حياتنا وعلى مواقف بعينها، تحديداً فئة كبار السن؛ يأتي المثل القائل "اللي اختشوا ماتوا"، والذي نسمعه حين يريد الشخص أن يشير على قلة حياء شخص ما أو على موقف يسوده التبجح دون الحق في ذلك، وربما يستخدمه الناس لقياس أفكارهم ومبادئهم وعاداتهم على الأخرين حين يخالفوها.

 

وتأتي قصة هذا المثل من احتراق الحمامات التركية القديمة في مصر؛ وكانت هذه الحمامات كلها من الخشب، وحتى يتم استخدام الخشب ونشارته في تسخين الحمامات وفي تسخين الماء وغليه تمهيدًا لمرور بخار الماء "شيء يشبه السونا حديثًا" وبالفعل كان بناء معظم هذه الحمامات يعتمد بالأكثر على الأخشاب.

 

في أحد الأيام نشب حريق في أحد حمامات النساء وبسبب وجود الخشب ازداد الحريق حتى طال عدد من الحمامات فما كان من النساء اللاتي مازلن بملابسهن الخروج جريًا لإنقاذ أنفسهن، أما العاريات أثناء الاستحمام فلم يستطعوا الخروج بسبب حياءهم في التواجد في الشوارع عرايا، ففضلوا وقتها الموت حرقًا.

 

وحين عاد المسئول سأل عما حدث ف أجابه الناس أن هناك عدد من الضحايا وسأل من مات ومن نجا فردوا عليه "اللي اختشوا ماتوا" أي الذين خجلوا من الخروج عرايا هم الذين احترقوا ومن هنا تداول المثل حتى يومنا هذا.

 

وفي مقال بعنوان حمَّامات القاهرة: أيقونة تراثية تحكي تاريخ مصر: يذكر أن الحمامات تمثل أيقونات تراثية وتاريخية؛ فبعضها يتخطى عمره 500 عام، ومن بين الحمامات الشعبية المحافظة على وجودها "حمام الأربعاء" ببولاق الدكرور، و"حمام الملاطيلي" بباب الشعرية، وحمامات أخرى شهيرة بحي الحسين، مثل: التلات والسلطان والعباسية والمرجوشي، وقد استطاعت تلك الحمامات أن تقهر الاندثار والتلاشي، وأن تحافظ على أصالتها ومُريديها، أمام منافسة «Beauty Center» و«Spa» والنادي الصحي.