يحمل الدكتور علي زين العابدين الحسيني، الكاتب والباحث والقاص المصري، عددا كبيرا من الألقاب العلمية، ويتقلد عددا من المناصب المهة في ماليزيا، فهو: حاصل على الإجازة العالية من الأزهر، ودكتوراه الفلسفة في الدراسات الإسلامية بجامعة ملايا بماليزيا، وهو أستاذ الفقه وأصوله، وعضو "رابطة الأدب الحديث" أبوللو سابقاً بمصر، وعضو ملتقى السرد العربي بالقاهرة. 

كما أنه له عدة مؤلفات مطبوعة، وبحوث أكاديمية محكمة، ومقالات في الصحافة محليًا وعَربيًا، لذا التقته "دار الهلال"، في حوار، كشف خلاله عن أجواء العيد وطقوسه في ماليزيا، وأوجه التشابه بين الشعبين الماليزي والمصري في الأعياد. 

ما مدى قرب وتشابه العلاقة بين ماليزيا ومصر في الثقافة والدين؟

تعود علاقة ماليزيا بمصر إلى ثلاثينات القرن الماضي من خلال دراسة طلاب ماليزيا في الأزهر الشريف إلى جانب بعض التخصصات الأخرى، ولذا فارتباط ماليزيا ومصر ارتباط ثقافي وعلمي، ويوجد الآن أكثر من 15 ألف طالب ماليزي، كما يوجد تبادل ثقافي حضاري بين البلدين، ولا تختلف الحالة الدينية في ماليزيا عن الحالة في مصر، ذلك أن المرجعية الدينية في ماليزيا غالبها ترجع إلى الأزهر الشريف، ولذا يعتز الشعب الماليزي كثيرًا بمصر وبالأزهر الشريف، حتى الطلبة الذين يرجعون من دراستهم في الأزهر يتلقون بالحفاوة ويعلمون في المناصب العليا.

ماذا عن العيد في ماليزيا، بما اننا في أيام عيد الأضحى المبارك؟

يعتبر العيد في ماليزيا من الاحتفالات الدينية التي يشعر فيها الناس بنبض الحياة والتغيير، وهو يختلف عن غيره من الأيام السابقة، فيكون غنيًّا بالتقاليد الماليزية التي تتمثل في المآكل والمشارب إضافة إلى ارتداء الزي التقليدي للبلاد، وفي الأيام العادية قبل اجتياح "فيروس كورونا" يمثل الحج شعيرة يحرص عليها الماليزيون، فيتوجه عدد كبير منهم لأداء مناسك الحج، وأما غيرهم فيبدأ يومهم بالذهاب إلى المساجد الكبيرة لأداء "صلاة العيد" في جماعة، ثم بعد ذلك يتوجهون لذبح الأضاحي من البقر والغنم والماعز، ويقومون بتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين، وتتعدد الزيارات العائلية، ويجتمع الأقارب والأصدقاء على الولائم التي تقام بمناسبة عيد الأضحى.

ما أشهر الأكلات التي تنفرد بها ماليزيا في العيد؟

تنفر ماليزيا ببعض الأكلات الخاصة بها، ومنها طعام "الريندانج" وهو يتكون من اللحم البقريّ الذي يخلط بمعجون الفلفل الذي عادة يكون حارًا لدرجة كبيرة، ثم يضاف حليب جوز الهند وبعض البهارات المحلية اللذيذة، وجوز الهند المطحون.

ماذا عن العيد الآن في ماليزيا، وهل فيروس كورونا له تأثير كبير على الاحتفالات؟

نظرًا لتفشي جائحة فيروس "كورونا" فإن الوضع يختلف عن سابقه، وتطبيقًا لاستمرار قرار تقييد الحركة فقد منعت التجمعات، وكذلك منع السفر بين الولايات التي هي أشبه بالمحافظات في مصر، لكن تكون هناك زيارات خفيفة ويطبق فيها الاحترازات المعروفة، وأما بالنسبة للأضاحي فلابد أن تتم في المسالخ المخصوصة بذلك، ولا شك أن هذه الاحترازات انعكس سلبا على الأسواق وحركة الشراء والبيع أيام العيد، ولذا يمكن القول بأن العيد يمر في ظروف خاصة، يقتصر فيه على تحقيق بعض الأشياء دون كثير منها بما يتناسب مع الحالة الراهنة، وقد اضطر الناس للعيش مع هذه التقييدات خوفاً من تفشي الفيروس، وحرصاً منهم على مساعدة الحكومة على التعافي وعودة الحياة كما كانت.