تحل الذكرى الـ69 لثورة 23 يوليو، والتي حولت مجرى التاريخ وحولت نظام الحكم في مصر من الملكية إلي النظام الجمهوري والتي تعتبر بداية لخلق روح جديدة للشعب المصري، أسفر عنها استرداد الشعب المصري لكرامتهم المسلوبة واستعادو وطنهم من جديد الذي مر عليه عقود طويلة علي مر الزمان، مما نتج عن ثورة 23 يوليو ثمارا جناها الشعب المصري ولا يزال يتنعم في تلك الثمار حتي الأن، فمن أهمها التطورات الإجتماعية والاقتصادية التي شهدتها البلاد المصرية.
مصر قبل ثورة 23 يوليو
فكان الوضع قبل قيام ثورة 23 عام 1952 كان المجتمع المصري مجتمعا بدائيا متخلفا انتشر فيه البطالة والركود الاقتصادي فكان النصيب الأكبر من تلك الإستثمارات التي كانت تتنعم بها البلاد عائدا للإحتلال الإنجليزي، عان المصريون بالكثير من الظلم والإضطهاد في تلك الحقبة من الزمن التي كانت في ظل الحكم الملكي، فكان حال الريف والأراضي الزراعية في تلك الفترة يئن تحت سيطرة الاقطاع وكانت طبقة الاقطاعيين حينذاك تختص نفسها بنصيب الاسد من الاراضي الزراعية واحتكروا كل مقاعد البرلمان وحرصوا على تعويق كل اصلاح جذري
وكان سوء توزرع الملكية الزراعية في مصرقبل الثورة من اخطراسباب الغبن الاجتماعي والتخلف الاقتصادي وفساد الحياة السياسية ففي الوقت الذي كانت فيه حفنة من كبار الملاك تسيطر على الاراضي وتحتكر مقاعد البرلمان كان المدد الاكبر من صغار الملاك يملك مساحات مفتتة من الارض بلغت من الصغر حدا دون الوحدة الاقتصادية التي يمكن ان تغل لمالكها دخلا تكفل له مقومات الحياة الكريمة وكان تفتيت الملكيات الصغيرة يتفاقم ويزداد خطورة بالميراث وباطراد التزايد في عدد السكان الامرالذي ادي الي انتشار البطالة الجزئية واستمرار هبوط مستوى ملكية الفرد 1899 متوسط ملكية الفرد 5.77 فدان و1909 هبط مستوى الملكية الي 4.01 و1919 هبط الي 2.66 و1939 هبط الي 2.35 .
مصر بعد ثورة 23 يوليو
بعد أن تحمل المصريون الكثير من الصعاب الحياتية التي شهدوها في عهد الحكم الملكي،من هنا أبى الكثيرون أن يسود الوضع أكثر مما كان يحدث، من هنا قام الشعب المصري بثورة 23 يوليو والتي سماها البعض بأنها انقلاب علي الحكم، فى تلك الفترة استردت مصر استقلالها سياسيًا وبعد فشل العدوان الثلاثى بدأت استرداد اقتصادها من الأجانب واليهود وتغير شكل المجتمع المصرى تمامًا عن الفترة السابقة على الثورة فى كل المجالات، شهدت تلك الفترة ذروة النهوض الاقتصادى والاجتماعى والأدبى والفنى والفكرى المصرى، كما شهدت بروز دور مصر الاقليمى والدولى كإحدى القوى المؤثرة فى العالم ولا يمكن لأحد أن ينسى الدور المصرى فى الوطن العربى وفى العالم الثالث وفى حركة عدم الانحياز .
انجازات مصر بعد ثورة 23 يوليو
حققت مصر فى تلك الفترة معدلات نمو اقتصادى غير مسبوقة وغير ملحوقة حتى الآن بعد أن تولي أول رئيس مصري جاء بنزع السلطة من يد الحكم الملكلي، الرئيس محمد نجيب فكان بمثابة الحلم الذي تحقق لدي المصريين جانيا ثمار تلك الثورة، وبعدها تولي أول رئيس جاء بالإنتخاب من الشعب المصري، الرئيس جمال عبد الناصر، وتلك الفترة هى التى شهدت بناء السد العالى و1200 مصنع صناعات إستراتيجية وثقيلة وتحويلية، كما شهدت توسعًا زراعيًا غير مسبوق وأحسن معدلات إنتاج للمحاصيل الزراعية، كانت تلك هي الفترة التى شهدت أوسع عملية للحراك الاجتماعى فى مصر عبر مجانية التعليم وبواسطة تكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقراء، فكانت بمثابة بداية خلق روح جديدها تنعم بها الشعب المصري الفقير منهم قبل الغني وحققت من خلالها العدالة الإجتماعية التي كانت مسلوبة منهم في ظل الحكم الملكي