انتشرت في الآونة الأخيرة، جرائم قتل بين الأزواج والزوجات، والتي تسببت في حالة من الغضب الشديد وعدم قبول فكرة قتل روح بتلك السهولة، فوجدنا زوجة تنهي حياة زوجها من خلال طعنة، وآخر قتل زوجته بطعنها عدة طعنات متكررة في رقبتها وصدرها وبطنها وأجزاء جسدها، ولتأتي الجريمة الثالثة التي راحت ضحيتها زوجة على يد زوجها من خلال 11 طعنة لها.. فكيف هانت عليهم أرواحهم؟ وما هو السبب؟
تحدثت "دار الهلال" مع أطباء نفسيين لمعرفة أسباب هذه الجرائم، والتي نستعرضها في السطور التالية:
أكدت الدكتورة رحاب العوضي استشاري الطب النفسي، أن السبب في تلك الجرائم، هو غياب دور الدين والقانون الصارم للعقوبة، وعدم التفاهم والفهم للمسؤوليات الإنسانية والاجتماعية بالزواج، موضحة أن الأنانية من أحد العوامل التي تدفع الغير على التفكير في ذاته فقط ومن الممكن أن يصل للقتل مهما كلفه الأمر.
وتابعت استشاري الطب النفسي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن هناك سببا آخر، وهو الإدمان الذي يلعب دورا قويا بمثل تلك القصص المخيفة التى خرجت عن إطار أي نظرية، مضيفة أنه لا يمكن نسيان دور الخلافات المتراكمة فليس طبيعي أن يقتل رجل زوجته وتكون هذه أول مرة لاستخدام العنف بحسب قولها.
وأضافت أن التأثير النفسي متشعب، ويحمل جزء على الأسرة الواحدة التي حدثت بها هذه المشكلة، وآخر على المجتمع الذي سيتحول البعض به لكراهية فكرة الزواج والارتباط، فضلا عن التصدير السيئ لفكرة الأسرة والعلاقات الإنسانية التي تتسبب في إصابة البعض بالاكتئاب قبل الزواج؛ فيقبلون على الزواج غير مهيئين نفسيا، والتي ينتج عنها أحيانا مثل هذه الجرائم.
وأوضحت أن للمجتمع دورا هاما في التصدي لهذه الجرائم، وذلك من خلال تفعيل القانون الصارم السريع للمخطئ، وكذلك الاهتمام بالثقافة والتربية من خلال الندوات والمسلسلات والبرامج المختلفة وعدم اقتصار فكرة البرنامج على قشور الحياة الزوجية، بالإضافة إلى إسناد بعض الأمور المهمة والحياتية إلى بعض المذيعات الغير مؤهلات دراسيا ولا علميا وليس لهم علاقة بعلم النفس وترك مساحات لهم لسرد تجاربهم الفاشلة وإعطاء نموذج سيئ للناس.
وأجابت عن سؤال كيف هانت عليهم أرواح ذويهم قائلة: "الحب والانتماء العاطفي والضمير اليقظ هو ما يمنعنا أن نؤذي أحدهم سواء قريب أو غريب، كما أن المشاعر الإنسانية هي التي تمنعنا من إيذاء حتى حيوان ضال بالشارع، ولكن إذا ماتت الضمائر وسيطرت الأنانية وحب الذات فلا نستغرب مثل هذا السلوك".