الأحد 30 يونيو 2024

منها الخرس الزوجى والطلاق الصامت.. خبراء يكشفون أسباب انتشار العنف الزوجى

العنف الاسري

تحقيقات27-7-2021 | 21:18

إيمان مجدي

شهدت الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في الأخبار التي تتناول جرائم العنف الزوجي، وترجع انتشار مثل هذه الأخبار إلى حدوث تغيير في الأخلاق بشكل كبير ومع هذا التغيير لم ننتبه للنواحي الأخلاقية والسلوكيات.

وفي هذا الصدد، أكد خبراء اجتماع، أن أسباب انتشار حالات تعدي الزوجة علي الزوج يرجع إلى سوء الاختيار في المقام، فضلا عن عدم الاهتمام باستقرار العائلة، حيث يصبح الشغل الشاغل لدي بعض الأزواج شراء منزل أو سيارة ويصبح الشغل وجمع الأموال الهدف الأول بعيدا عن العناية بالأبناء والحرص علي استقرار العلاقات الزوجية.

سوء الاختيار للطرفين

ومن جانبه، قالت الدكتورة انشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أنه من أسباب انتشار حالات تعدي الزوجة علي الزوج يرجع إلي سوء الاختيار للطرفين في المقام الأول، لافتة أنه اختيار الزوج للزوجة قرار مصيري يترتب عليه الكثير من الأمور.
وأضافت عز الدين، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، عدم الاختيار الصح يترتب عليه الكثير من العواقب، وعدم حل المشكلات التي تواجه الزوجين هو بمثابة مسكن لكن هذا المسكن لن يدوم طويلا، مؤكدة أنه لابد أن يكون هناك أسس سليمة يؤخذ عليها قرارات الاختيار حتي نستطيع معرفة حجم المشكلات التي ستحدث بعد الزواج.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلي أن عدم حل المشكلات بين الطرفين ينتج تراكمات وهذه التراكمات تتحول في وقت من الأوقات لانفجار، مؤكدة أن أهم أسباب فشل العلاقات الزوجية هو سوء الاختيار والخرس الزوجي والطلاق الصامت الذي يؤدي إلي مشكلات عديدة.

التقليد الأعمى للغرب

وشددت عز الدين، علي ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية والإعلامية بتعظيم ثقافة ومفهوم الزواج ونجاحه، والتعامل الصحيح والوعي بالزواج، في وقت بدأت تتعاظم فيه تعاظم القيم المادية عن القيم المعنوية.
وأكدت أستاذ علم الاجتماع، علي ضرورة الاستعداد الجيد لتحمل المسئولية وتحمل نفقات الزواج، والابتعاد عن المغالاة في المهور ولابد من مراعاة ظروف وأوضاع الزوج.

وتابعت عز الدين: انتشار  الجرائم بشكل عام يرجع إلي الابتعاد عن الدين، فضلا عن التقليد الأعمى للغرب في الملبس والمأكل والمشرب، والبعد عن العادات والتقاليد الشرعية، وعدم تحمل المسؤلية وعدم استخدام العقل والمنطق، مشيرة إلى أنه  مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير في نشر الجريمة.
وأردفت أستاذ علم الاجتماع:" التثقيف المبكر للزوجين قبل الزواج ومعرفة الحياة الزوجية وأنها لا تخلو من مشكلات، وأن الواجب على كلا الزوجين مقابلة ذلك بالصبر يساعد علي الاستقرار والتفاهم، كما يجب على كل منهما معرفة ما له وما عليه من حقوق وواجبات زوجية.

حلبة مصارعة

وفي ذات السياق، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أسباب انتشار العنف الزوجي ترجع إلي عدم الاهتمام باستقرار العائلة، حيث يصبح الشغل الشاغل لدي بعض الأزواج شراء منزل أو سيارة ويصبح الشغل وجمع الأموال الهدف الأول بعيدا عن العناية بالأبناء والحرص علي استقرار العلاقات الزوجية.

وأوضحت خضر، في تصريحات خاصة لبوابة " دار الهلال"، أنه في الآونة الأخيرة حدث تغيير في الأخلاق بشكل كبير ومع التغيير لم ننتبه للنواحي الأخلاقية والسلوكيات، مضيفة:" المجتمع يشهد حالات عديدة من العنف الزوجي، والزوج والزوجة أصبحوا يعيشون في حلبة مصارعة.

وتابعت أستاذ علم الاجتماع:" الحياة الزوجية ليست وردية كما يعتقد البعض فهي لم تخلو من المشكلات، ولكن الأهم فيها هو تعامل الزوجين معها، مؤكدة أن السلوكيات الاجتماعية تحتاج إلي إعادة تغيير، و الأسرة هي النواة الأولى في المجتمع وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.

التفكك الأسري

وأكدت خضر، أن  أجواء العنف السائدة في الأسرة  تؤدي إلى تمهيد الطريق للتفكك الأسري، سواء نتيجة الطلاق أو تعدد الزوجات، مما يؤدي إلى تلاشي الإحساس بالأمان، وتمزق الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلي أن الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية لها عامل كبير وواضح في نشر الفساد والفوضى ليس بين الأسرة فقط أنما المجتمع ككل،  فهي تسمح بالعري أمام المشاهد، كما يقتل الابن والده، أو تقتل  الزوجة زوجها  فيها والعكس، لأسباب كثيرة، واستخدام السلاح لأخذ الحق بالقوة، كل هذا نشر الجريمة بشكل كبير داخل المجتمعات.

وأكدت خضر، أن السبيل الوحيد للخروج من دائرة العنف الزوجي هو اتخاذ إجراء عملي وعدم إخفاء المشكلة والسكوت عليها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأسري وأهمية التفاهم بين أفراد الأسرة، وإيجاد نوع من التوازن بين العطف والشدة، وبين الحرية والتوجيه، إلي جانب خلق بيئة مواتية لعلاقات تعاطف وتعاون بين الزوجين.

الاكثر قراءة