الجمعة 31 مايو 2024

كل شيء «محسوب»

مقالات4-8-2021 | 20:50

رؤية خلاقة.. وصورة كاملة.. واستشراف للمستقبل.. وقيادة تهتم بكل تفاصيل واحتياجات ومتطلبات الدولة الحديثة من أجل «جمهورية جديدة» تشكل تاريخاً ومجداً فريداً فى سجل الوطن.. لم تترك تجربة الـ7 سنوات أى شيء للصدفة.. بل اهتمت بكافة التفاصيل.. لتشمل كل ربوع البلاد.. وكافة المجالات والقطاعات.. ومختلف الفئات من طفل قبل أن يولد.. إلى أطفال تتم حمايتهم من الأمراض وإعدادهم وتأهيلهم وتعليمهم.. وشباب فى قلب الوطن.. وامرأة نالت حقوقاً غير مسبوقة.. وشعب يتأهل لاعتلاء القمة.

 

 

 

 

عبقرية بناء الأوطان لم تترك أمراً للصدفة.. بل تُبهرك روعة الأداء والتخطيط.. وأدق التفاصيل.. معانٍ ودلالات من أكبر مدينة صناعية غذائية فى المنطقة العربية.

 

 

سؤال مهم جداً قفز إلى عقلى خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس للمدينة الصناعية الغذائية: «هى مصر كانت بتعمل إيه قبل الرئيس السيسى؟! ».. ما الذى يحدث فى هذا البلد خلال 7 سنوات؟!.. هناك أمور لم نكن نسمع عنها فى العهود والعقود السابقة.. أين كانوا من مشاكل مصر وأزماتها.. ومعاناة المواطن وأوجاعه؟!

لك أن تتخيل الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا يتوقف عن العمل والإنجازات فى كل المجالات والقطاعات.. وكل ما يتعلق بالإنسان المصرى.. يقول: «إن ما تم إنجازه فى مصر خطوة من ألف خطوة».. هل رأيتم كل هذا الطموح.. نحن أمام رئيس لديه طموح بلا حدود لبناء دولة حديثة قوية ومتقدمة، ترتكز على الرؤية الثاقبة والإرادة الصلبة.

الرئيس السيسى يقود أكبر عملية تنمية وبناء فى تاريخ مصر تنتشر فى كل ربوع البلاد وتغطى كافة المجالات والقطاعات واحتياجات وتطلعات المصريين.. وهنا السؤال: أين كان السابقون.. وماذا كانوا يفعلون.. ولماذا تركوا هذه الملفات لتصبح أكبر تأزماً وتعقيداً، حتى جاء الرئيس السيسى ليواجه ويقتحم بشجاعة وجرأة ورؤية كل هذه الملفات ويحولها إلى إنجازات ونجاحات.

الرئيس السيسى لم يبع الوهم لشعبه.. بل تحلى بالصدق والشفافية والمصارحة.. وواجه الملفات المعقدة واتخذ القرارات الصعبة التى كان السابقون يتهربون منها.. ولا يستطيعون المواجهة.. فتفاقمت وتأزمت المشاكل.. فقرار الإصلاح الاقتصادى الشامل تأخر عقوداً طويلة، لم يتخذ القرار الشجاع والوطنى الذى ابتغى وجه اللَّه والوطن وهذا الشعب إلا الرئيس السيسى.. فلم يبحث عن شعبية أو مجاملة أو الصمت حيال قرارات مهمة يحتاجها الوطن.. ونجح بسبب ثقة المصريين والتفافهم حوله.. فلم يخذلهم يوماً.. ولم يضيعهم فى أى قضية، واجه التحديات والتهديدات والمخاطر غير المسبوقة التى واجهت البلاد، فحولها إلى نجاحات وأمجاد.

فى افتتاح أكبر مدينة للصناعات الغذائية فى المنطقة العربية كانت هناك رسائل مهمة وعديدة.. كشفت عن رؤية وإرادة وطموح غير محدود لبناء هذا الوطن على أسس صحيحة وعلمية تواكب العصر، تبدأ بالإنسان المصرى.. حتى قبل وجوده ثم إعداده منذ الطفولة وحتى الشباب.

وهذا يكشف ما ينتظر هذا الوطن من عمل وبناء وإنجازات ومستقبل، فرغم كل ما تحقق إلا أن الصورة النهائية لهذا الوطن تبقى فى عقل ورؤية الرئيس وفى اعتقادى أنها دولة ستكون فى مقدمة صفوف الدول المتقدمة والقوية والقادرة، شعبها يعيش حياة راقية ولا مجال فيها للعشوائية أو الأزمات.. المواطن فيها على درجة كبيرة من الوعى ويدرك احتياجات الوطن.. لا مجال فيها لتجاهل الأزمات أو غض الطرف عن مشاكل أو عدم جرأة على اتخاذ القرارات الصعبة.

الرئيس السيسى يرى أننا شركاء فى بناء هذا الوطن قيادة وشعباً وحكومة ومؤسسات، كلاً يؤدى دوره تجاه بلده.. من أجل حياة متقدمة وراقية.. لذلك عندما تقرأ دفتر أحوال 7 سنوات مضت فى عهد السيسى تجد أن الرئيس لا يفكر إلا فى مصر وشعبها.. ولا يتأخر أو يتردد عن اتخاذ القرار الذى يحقق أهداف الوطن والمواطن.. وهو القائل: «أنا واحد منكم، وليتمونى المسئولية.. ولازم تقفوا معايا».

انظر إلى حالنا كشعب فى العقود الماضية أجد أنه كان ينقصنا الكثير والكثير.. فما ينجزه الرئيس السيسى فى مصر جسَّد حجم الإبداع فى البناء والإنجازات، لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا واهتم بها.. لم يغفل أى مجال، شهد تقصيراً أو أزمات إلا وضع يده فيه واقتحمه وحقق فيه نجاحات مبهرة.. يواجه المشكلات بحسم ودون تردد، يواجه قصور وفعل العقود الماضية متحملاً المسئولية، لا يلقيها على أحد.. ولكنه يتحملها أمام شعبه.. لذلك تأتى النتائج أكثر مما يتوقع الجميع.. فالمصريون شعب ذكى وعبقرى يستطيع الفرز بين ما هو صادق أمين يريد صالح البلاد والعباد.. وبين من يريد قضاء وقت سعيد فى المنصب يطلق العنان للمتاجرات والشعارات لتخدير الناس وبيع الوهم لهم.. لكن الرئيس السيسى لم ولن يلجأ أبداً إلى المسكنات والحلول الوقتية، بل إن أى عمل ينجزه لمصر لابد أن يكون بأعلى معايير الجودة والمواصفات العالمية والقياسية، وله أبعاد مستقبلية لا تخدم جيلاً واحداً.. ولكن يحقق آمال وتطلعات وراحة الأجيال القادمة.

ما يقدمه الرئيس السيسى لمصر تجاوز مرحلة البناء التقليدى لدولة كانت لا دولة، بل وصل إلى مرحلة الإبداع فى البناء والإصلاح وشجاعة نادرة فى مواجهة الأزمات والمشاكل والملفات المعقدة.. واتخاذ القرارات الصعبة التى خاف منها السابقون خوفاً على أنفسهم.

لم أر فى حياتى.. وشهادة أحاسب عليها أمام اللَّه.. رئيساً بهذه الشجاعة فى المواجهة.. والإرادة فى الوصول إلى الحلول الجذرية لتخليص الوطن والمواطن من أزمات ومشاكل مزمنة.. ولم أعرف من قبل هذه الرؤية الشاملة لبناء دولة حديثة تحقق وتلبى آمال كل المواطنين فى كافة ربوع البلاد فى القرى والنجوع والكفور والتوابع فى أكبر مشروع فى العالم.. هو تطوير وتنمية الريف المصرى.

مَن مِنَّا كان يحلم فى مصر ليشاهد كل هذه الطرق الحديثة والانسيابية والجمال والإبداع فى بنية أساسية وتحتية.. هل كنا نحلم بالقطار السريع والمونوريل ونظافة وسائل النقل على طريقة ولا أوروبا.. مَن كان يحلم بعلاج أمراض المصريين وتخفيف معاناتهم.. مَن كان يحلم بوصول اهتمام الدولة ورعايتها إلى قرى ونجوع الصعيد الذى عانى طويلاً من التجاهل والتهميش وكان جُل أمله أن يرى القاهرة والإسكندرية.. مَن كان يحلم ليرى اهتمام الدولة بالطفل قبل وجوده.. وتلاميذ المدارس وعلاج أمراضهم لن أتحدث عن إنجازات الرئيس السيسى فى جميع المجالات والقطاعات، فهى معروفة وأمام الجميع، فالمشروعات القومية العملاقة التى تجاوزت أكثر من 30 ألف مشروع قومى، غيرت وجه الحياة فى مصر شكلاً ومضموناً وانعكست على أحوال المصريين بتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.. إن ما حدث فى هذا البلد فى عهد الرئيس السيسى من تطوير وإصلاح وبناء وتنمية غيَّر وجه مصر تماماً ولكننى سأتحدث عن بعض رسائل أمس الأول التى قالها الرئيس:

أولاً: إن الاهتمام بالإنسان المصرى يبدأ منذ الصغر.. فالرئيس وجه وأطلق مبادرة للكشف عن الراغبات فى الحمل للخضوع لفحوص طبية تكشف مبكراً الاحتياجات لطفل سليم ومعافى، وعلاج الأمر قبل الحمل.

ثانياً: أمراض الأطفال الناتجة عن سوء التغذية مثل السمنة التى يعانى منها 4 ملايين تلميذ فى المدارس.. وأيضاً الأنيميا التى يعانى منها 8 ملايين تلميذ، والتقزم قرابة مليون ونصف المليون تلميذ.. وسوء التغذية ينتج من عدم تناول الغذاء السليم والصحى، أو نتيجة لصعوبة الحال بسبب كثرة الإنجاب، والعيال التى تجعل رب الأسرة غير قادر على تلبية احتياجات الأبناء من غذاء صحى وسليم.

ثالثاً: إن الدولة لديها القدرة على حل هذه المشاكل.. ولديها مشروع قومى من خلال وجبة مدرسية تتكلف ميزانية تبلغ 8 مليارات جنيه.. الوجبة تخضع لدراسة علمية وطبية تلبى احتياجات أى نقص فى الفيتامينات لدى الأطفال وتعالج أمراض السمنة والتقزم والأنيميا وربما تكون على حسب جغرافية واحتياجات المنطقة أو المدرسة.. هذا الفكر يجعلنا نرفع القبعة لـ «مصرــ السيسى،» الدولة التى تحترم وتعالج أبناءها من جيل المستقبل لأنها قضية أمن قومى.

رابعاً: الرئيس السيسى وضع يده على مكمن الخطورة على هذا البلد فى ظل زيادة سكانية منفلتة تلتهم عوائد التنمية والضغط على مقدرات الدولة، ولا تشعر المواطن بالتحسن.. وتؤثر على بناء الأجيال وتحتاج ميزانيات ضخمة لتوفير الخدمات، ولابد من وقفة جادة حيال هذه الظاهرة من خلال برامج صحية وإعلامية وفكرية ودينية تصحح المسار وتدحض الأفكار المغلوطة والمفاهيم الخاطئة لدى بعض الناس.

خامساً: الحقيقة أنه كلما زادت مساحة الوعى لدى المواطن.. والفهم والإدراك، تجد حلولاً جذرية لكل المشاكل.. فتفهم ويفهم المواطن.. فالوعى يشكل القاعدة الصلبة لتقبل القرارات الصعبة التى تعبر عن تشاركية بين الدولة والشعب لصالح الوطن.. والوعى أيضاً هو الضمان الرئيسى للقضاء على ظاهرة الزيادة السكانية وهو أيضاً من يضمن غذاءً صحياً يقدم للأطفال  والصغار لبناء عقل وجسم سليم دون أمراض أو معاناة.

سادساً: الدولة لديها الرؤية والإرادة لحل كل أزمات ومشاكل الماضي.. وعلاج الأمراض.. فقد أطلقت العديد من المبادرات التى استهدفت علاج الإنسان المصرى والتصدى للأمراض الخطيرة والكشف المبكر عن أمراض الأطفال.. فمنذ أيام قليلة أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة علاج الضمور العضلي، ويتكلف علاج الحالة الواحدة 3 ملايين دولار.. ومن المهم أن يكون الاكتشاف والعلاج مبكراً، قبل بلوغ الطفل سن العامين.

نحن أمام منظومة متكاملة لخلق جيل سليم ومعافى ذهنياً وجسدياً بلا أمراض ومعاناة لا تشمل فقط السمنة والتقزم والأنيميا.. ولكن كل ما يتعلق بأمراض الأطفال والكبار والمرأة لحماية المواطن المصري.

سابعاً: الرئيس السيسى متحدثاً عن أهم التحديات المصرية.. قال: «متقلقوش.. وخلونا نشتغل» فكل شيء محسوب ومخطط ونحن أمام دولة قوية وقادرة على الحفاظ على أمن وحقوق وثروات مصر.

ثامناً: الدولة ترحب وتفتح أحضانها وعقلها للقطاع الخاص.. وهو شريك أساسى فى بناء الدولة المصرية وهو قاطرة تنميتها الحقيقية.. والرئيس دائماً يؤكد أهمية تعاونه من أجل زيادة المنتجات المصرية بالسوق المحلى وزيادة فرص العمل.

تاسعاً: إن الدولة المصرية تقبل بصدر رحب الاختلاف فى وجهات النظر بما يضمن سلامة مصر وشعبها، فالاختلاف ــ كما يقول الرئيس السيسى  سُنَّة الحياة.

عاشراً: إن هدف كل ما يجرى فى ربوع البلاد من مشروعات وإنجازات تغيير حياة الناس للأفضل وإسعادهم لخلق حالة رضا مجتمعى وشعبى حقيقى قادر على مواجهة حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك.. وخلق حالة غير مسبوقة من الوعى والفهم، تكوِّن جداراً صلباً من الحماية للوطن.

 

تحيا مصر