لا يخفي على أحد قيمة ومكانة الأهلي والزمالك في الرياضة العربية عامة والمصرية خاصة، ولكن الأيام الأخيرة شهدت "خناقة" عبر عدد من البيانات والتصريحات النارية المتبادلة بين الناديين بصورة كانت أشبه بمحاولة "فرد العضلات"، والقول بصوت عال "أنا الفتوة".
وجاء الخطاب الذي أرسله اتحاد كرة القدم إلى الأندية قبل ساعات ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح حتى يعرف كل طرف حجمه ويبتعد عن القيام بتصرفات أو تصريحات إعلامية تشعل نيران الغضب وتثير جماهير هذا النادي أو ذاك.
وطالما المسؤولين بالأهلي والزمالك لا يفكرون إلا في أنفسهما فقط، وصوت العقل غائب تمامًا، لأن الهدف لديهما هو كسب تأييد الجماهير واستفزاز الآخر مهما كانت الوسيلة، فقد كان لزاما تدخل أطراف قادرة على تطبيق عملي للمثل الشهير "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك".
ومهما كان حجم التنافس بين الأهلي والزمالك على الفوز بالدوري هذا الموسم، فإن الأمر يجب ألا يتحول إلى "حرب" على الورق وفى الفضائيات بين الناديين، لأن هذا الأسلوب غير مقبول، ولا يتماشى مع العمل القائم في الجمهورية الجديدة، والسعي من جانب المسئولين إلى وضع مصر في مكانة تكون معها "قد الدنيا" قولاً وفعلاً.
ورغم أن الاتحاد تأخر كثيرا في القيام بأي دور في هذه "الخناقة"، إلا أنه تحرك وأرسل خطابا لكل الأندية وهذا الظاهر للجميع، ولكن الباطن أن الخطاب كان موجها إلى الأهلي والزمالك تحديدا، والرسالة الموجهة لهما كانت تحت عنوان "كش ملك ".
وبصرف النظر عن دوافع الاتحاد أو من أوصى اللجنة الثلاثية التي تدير الاتحاد للقيام بهذا التصرف بدلا من حالة "السبات العميق" التي تعيش فيها؛ فإن الرسالة وصلت للناديين، وبشكل أدق إلى من تخصصوا في إصدار البيانات والإدلاء بتصريحات استفزازية غير مسئولة.
ووجهة نظري أن الأهلي والزمالك الآن عرف كل منهما حجمه الحقيقي فعندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن، وبدلا من اشتعال (نار الفتنة) يجب على مسئولي الناديين وخاصة محمود الخطيب رئيس الأهلي، وحسين لبيب رئيس الزمالك، الابتعاد عن أسلوب سكب البنزين على النار بحثا عن الانفراد بدور "الفتوة"، أو التأكيد على قوة بكل أسف مزيفة!، وكان خطاب الاتحاد بمثابة "بطاقة صفراء" لمسئولي الناديين، والمرة القادمة أو "الخناقة القادمة" لن يكون هناك غير "البطاقة الحمراء" التي تعنى الخروج من المشهد كاملاً، ووقتها لن ينفع مجرد بيان لفرد العضلات أو السخرية من الآخر عبر تصريح مستفز؛ لأن مصر كانت وستظل فوق الجميع.