الأربعاء 1 مايو 2024

أخصائي يحدد كيفية التعامل مع الطفل العنيف العصبي

الطفل العنيف

سيدتي13-8-2021 | 18:50

دينا حلمي

تعاني العديد من الأمهات من التعامل مع أطفالهن الصغار، وذلك لتغلب العنف والعصبية على شخصيتهم، الأمر الذي يؤدي إلى شعورهن  بالضغوط النفسية والعصبية المسببة في الإصابة بكثير من الأمراض، وهذا ما دفعهن السؤال عن كيفية التعامل مع الطفل العنيف والعصبي؛ حفاظا على سلامة أطفالهن النفسية.

وفي هذا السياق حدد الدكتور تامر عبد الحميد، أخصائي طب الأطفال وحديث الولادة، بعض الحلول السحرية للتعامل مع الطفل العصبي والعنيف نستعرضها كالتالي:

1. الانتباه الإيجابي دائمًا ما ينتبه الآباء والأمهات لسلوك طفلهم السيئ، لكن الانتباه وقت السلوك الجيد هو الأهم على الإطلاق، حيث يجعل الطفل يشعر بأهميته، فضلا عن فعل السلوك الجيد كي يصبح محور اهتمام لدى الجميع، لكن تعليق الآباء على السلوك السيئ يجعل الطفل يكرره حتى ينال هذا الانتباه منهم دومًا، مؤكدا أن إعطاء الطفل 15 دقيقة من الاهتمام الإيجابي هو واحد من أبسط الطرق وأكثرها فعالية للحد من مشاكل السلوك.

2. تجاهل بعض السلوكيات يجب ترك بعض الحرية في تصرفات أطفالهن حتى يكون هناك مجال لتصليح أخطائهم بأنفسهم والاعتماد على ذاتهم، لذلك تجاهل بعض السلوكيات الصغيرة غير الجيدة في بعض المواقف أفضل لمساحة التعامل بينك وبين طفلك.

3. السماح لحدوث النتائج الطبيعية هناك بعض الأمور التي يرغب فيها الطفل وهي في الواقع لا تشكل خطر عليه فاتركيه يفعلها، ففي بعض الأوقات، يكون السماح بالعواقب الطبيعية أكثر منطقية بدلا من محاولة إقناع الطفل باتخاذ خيار أفضل.

وأكد أنه على سبيل المثال، إذا كان طفلك يصر على أنه لا يحتاج إلى أخذ استراحة من اللعب لتناول الغداء، فاسمح له بتخطي الغداء، والنتيجة الطبيعية هي أنه من المحتمل أن يكون جائعًا في وقت لاحق وسيتعين عليه الانتظار حتى تناول العشاء. في النهاية، سيتعلم تناول الغداء في الوقت المحدد.

4. الأوامر الواضحة وأشار إلى أنه تحدث المشكلة نتيجة عدم إنجاز الطفل لمهمة معينة أو عدم تنفيذه لأمر بعينه، وهذا يكن نتيجة عدم فهمه له وعدم وضوح الأوامر المركبة له، فكن صريحًا ومحددًا، بالإضافة إلى التركيز على المهم فالأهم، محذرا من الطلب من الطفل تنفيذ سلسة من الأعمال فحتمًا سيفقد أحدها أو كلها، لشعوره بالعجز في تنفيذ كل هذا لذا من الأسهل له أن يرفض، لذا اطلب من طفلك أن يعيد إليك ما سمعه للتأكد من أنه يفهم تمامًا.

5. الدفء الأسري والأحضان تؤثر البيوت المستقرة على تنظيم ونمو مشاعر أطفالها بشكل جيد غير تلك البيوت غير المستقرة والتي يتعرض فيها الأطفال للقسوة ومشاهدة العنف، كما يحدث ذلك بشكل واضح في البلدان التي تعاني من الحروب والدمار وعدم الاستقرار، مع كل هذا يوجد فروق فردية بين كل طفل وآخر، ولكن الاهتمام بالدفء الأسري يعلم الطفل كيف يتعامل مع المواقف غير الجيدة له والتي تؤثر عليه، ويتعلم إدارة غضبه نتيجة استقرار سريرته وهدوء نفسه الدائم. وانتبه لجعل الأحضان من الروتين اليومي لطفلك على مدار اليوم وفي كل وقت.

6. تعريف المشاعر يجب على كل أم معرفة أنه يتوجب عليهن ترك الطفل للشعور بجميع المشاعر ومنها الغضب والضيق حتى يتعلم ويعرف كيفية التصرف عند كل شعور، وأيضا لا يجب أبدًا أن نوقف تلك المشاعر مهما كانت، بل فقط علينا تعريف وتحديد مشاعره وإظهار التعاطف معه “أنا أشعر بك”، “لو كنت مكانك كنت سأشعر بهذا الشعور ” ومن ثم إعطاؤه الثقة “أنا أثق بك أنك ستجد الحل المناسب”وهذا يسمى تعريف المشاعر أو (Validate Feelings) وهي أداة من أدوات التربية الإيجابية.

7. ركن استجماع النفس من الجيد أن تعلم طفلك كيف يدير غضبه، وكيف يتعامل مع عصبيته بتخصيص ركن في المنزل أو في غرفة طفلك وتسميته ركن استجماع النفس، ووضع كل ما يمكن استخدامه ليدعوه للاسترخاء وعودته للهدوء، ويكون من اختياره هو، قائلا: فمثلًا طفلك يحب الرسم أو الموسيقى، نضع في هذا الركن ما يستخدمه كالألوان والأوراق أو تسجيلات لمقطوعات موسيقية هادئة، كما يمكن اختيار الطفل للقصص والمجلات أو للعب لعبه يخرج بها طاقته كالملاكمة ( Boxing ) أو لعبة التنشين Darts، وهذا يحدده الطفل بنفسه وعندما يشعر بالغضب يذهب فورًا لهذا الركن أو يطلب منه الأبوان الذهاب له ومن ثم بعد هدوئه يمكنك الحديث معه حول ما حدث وأخذ التصرف المناسب معه حسب ما تم تحديده.

8. تمارين التنفس من المهم أن تذكر لطفلك أن مراكز التفكير وأخذ القرار في المخ تتوقف عن عملها أثناء الغضب والعصبية، لذا يجب أن يتنفس الإنسان الغاضب بعمق بأخذ شهيق عميق، ثم حبس هذا الشهيق وعد للرقم 5، ومن ثم إخراج هذا النفس على ثلاث عدات، فهذا يجعل المخ يعود لنشاطه، ويعمل جيدًا ويعود الإنسان للتفكير الجيد واتخاذ القرارات وعدم الندم على أفعال تحدث منه دون قصد أثناء غضبه.

9. التشجيع المستمر لما يفعله مدح الطفل بالكلمات كأنت شجاع، أنت بطل، أنت جميل، تبني طفل مغرور يرى نفسه دومًا هو مركز الكون مهما فعل بسيط أو كثير، وتزداد عصبيته تجاه أي شخص يهمل ذاته أو يتعامل معه كباقي أقرانه، لذلك يجب الإطراء على الأفعال التي يفعلها والإنجازات التي قام بها دون المبالغة في ذلك كأن تقول له “هذا هو تصرف الشجعان” أو هذا عمل الأبطال، فلن يكون ذا شخصية مستقلة بالكلام المعسول أو بالزيف، ولكن لابد أن يكون نتيجة أفعاله وإنجازاته.

10. المكافأة يمكن أن تكون أنظمة المكافأت طريقة رائعة لمساعدة الأطفال للهدوء أكثر والتحكم في تصرفاتهم، وخصوصًا من يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على البقاء في المسار الصحيح، لذا يمكنك وضع بعض السلوكيات المستهدفة، مثل البقاء على المائدة أثناء تناول وجبة الطعام أو استخدام اللمسات اللطيفة مع الحيوان الأليف بدلاً من إيذائه، وغالبًا ما يشعر الأطفال بالملل من أنظمة المكافأت التقليدية التي تتطلب منهم الانتظار طويلًا للحصول على مكافأة، لذا يجب أن تكون المكافأة فورية وغير مادية حتى لا تتحول لرشوة، مثل وقت إضافي للإلكترونيات أو فرصة للعب لعبة مفضلة معًا، أو قضاء وقت إضافي في قراءة قصة أو سرد حدوته، أو تناول وجبته المفضلة في العشاء وهكذا. واختتم أخصائي طب الأطفال وحديث الولادة، قائلا: وفي النهاية فإن الحد من عصبية طفلك تعتمد على منظومة متكاملة من الأفعال والتصرفات سواء المباشرة أو غير المباشرة ويجب عليك عدم ترك طفلك لمشاهدة التلفاز والكرتون العنيف، ثم تطلب منه أن يصبح أكثر هدوءًا، وأيضًا ليس منطقيًا أن تعنف طفلك بعلو صوتك الدائم عليه وتطلب منه أن يخفض صوته المزعج، فاهتم باكتمال المنظومة العلاجية ككل من أجل سلامة طفلك الصحي والسلوكي والاجتماعي.

Dr.Randa
Dr.Radwa