في إطار عمل الدولة المصرية على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتطيد علاقتها مع كافة الدول، أكد دبلوماسيون أن العلاقات بين مصر واليابان تاريخية وقديمة وممتدة منذ أكثر من 100 سنة، كما أنها تأخذ جوانب ومجالات متعددة، خاصة المجال الثقافي والاتصالات والبنية التحتية، لافتين إلي أن العلاقات الثقافية بين البلديت تعد أحد الأعمدة الرئيسية، كما أن هناك تعاون كبير بين الجامعات اليابانية والمصرية في الفترة الأخيرة، للاستفادة من خبرات بعضهما البعض، والتعاون والعمل على حل المشكلات والتغييرات التي يشهدها العالم، سواء في المنطقة العربية أو في أفغانستان، مضيفين أن هناك قائمة من المشروعات المستقبلية بين البلدين، خاصة أن دولة مثل اليابان لها تأثير في المنظومة الدولية وتعتبر دولة اقتصادية كبري.

المشروعات المستقبلية بين مصر واليابان

ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر واليابان تاريخية وممتدة وقديمة إلي أكثر من 100 سنة، لافتا أن اليابان تدرك جيدا مدي أهمية قناة السويس في التجارة من الشرق الأقصي إلي المحيط الأطلنطي والمحيد الهادي.

وأكد بيومي في تصريح خاص لـ "دار الهلال"، أن هناك بصمات للعلاقة بين مصر واليابان، حيث تعتبر دار الأوبرا الموجودة في مصر هدية يابانية، كما أن دولة مثل اليابان تعمل في الوقت الحالي على موضوع المواصلات الجديدة والاتصالات في مصر، خاصة أنها تتمتع بخبرة كبيرة في هذه المجالات.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اليابان تفكر أن تستفيد من موقع قناة السويس لعمل تخزين للمناولة وصناعات جديدة في السفن وتزويدها، كما أن الرئيس السيسي في عام 2019 قامت بزيارة اليابان مرتين في شهر، وذلك لحضور قمة العشرين ثم حضورة قمة اليابان وأفريقيا التي تسمي قمة التيكاد.

وأشار إلي أن ذلك يدل على مدي اهتمام القيادة المصرية واليابانية بتوثيق وتوطيد العلاقات، كما أن استقبال الرئيس السيسي ووزير الخارجية المصري لنظيره الياباني أمر مهم لمناقسة العديد من المشكلات التي يواجهها العالم سواء في أفغانستان أوسوريا وفي الشرق المتوسط، ومشكلات الغاز والبترول والكهرباء، وإسهام اليابان في تبادل الخبرات مع مصر.

وأضاف أن اليابان خصصت مليار دولار لمكافحة وباء كورونا، ودعمت مصر بـ 250 مليون لإنشاء معامل ودعم قطاع الصحة في مصر، وأيضا هناك تعاون ودعم قوي بين البلدين في القطاع التعليمي، حيث يوجد الجامعة اليابانية في الأسكندرية ومحاولة نقل مدارس ثانوية يابانية، حيث يوجد قائمة من المشروعات المستقبلية المتوقعة بين البلدين.

المجالات الثقافية أحد الأعمدة الرئيسية

وفي نفس السياق، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن التعاون بين مصر واليابان يأخذ مجالات متعددة، خاصة في المجال الثقافي والاتصالات والبنية التحتية، لافتا أن العلاقات المصرية اليابانية قديمة جدا ولها جوانب متعددة، خاصة التعاون بين الجامعات المصرية واليابانية، مثل جامعة هيروشيما في اليابان لها اتصالات الآن مع جامعة الجلالة في مصر.

وأكد العرابي في تصريح خاص لـ "دار الهلال"، أن العلاقات الثقافية تعتبر أحد الأعمدة الرئيسية في العلاقة بين البلدين، كما أن الزيارة جاءت في وقت دقيق، حيث يشهد فيه العالم تغييرات سريعة وحادة، سواء في المنطقة العربية أو في أفغانستان، كل ذلك سيكون له تأثير على الأوضاع في آسيا بوجه خاص.

وأوضح وزير الخارجية الأسبق، أن العالم يشهد تطورات وعصر جديد من العلاقات الدولية، وتأثير القيادات الأمريكية على مناطق متعددة، سواء كانت في آسيا أو في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فهذا الاجتماع سيناقس العديد من القضايا التي تهم الجانبين المصري والياباني.

وأشار إلي أن العلاقات المصرية اليابانية دائما متميزة وراسخة، ولعل آخرها ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق اسم رئيس الوزراء الياباني السابق على أحد المحاور الهامة في الطرق بمصر، الأمر الذي يدل على عراقة ومتانة واستمرار العلاقات بين البلدين.

وأضاف أن دولة مثل اليابان لها تأثير في المنظومة الدولية وتعتبر دولة اقتصادية كبري، وبالتالي هي أحد الأفق الاستراتيجية التي تحرص مصر على تنميتها باستمرار، ونجد أن تميز اليابان في أولومبياد طوكيو كان واضحا، وأن الرئيس السيسي هنئهم على التنظيم الجيد والاستضافة الرائعة، وخلال الفترة القادمة من المتوقع أنه سكون هناك تعاون قوي ومتطور في مختلف المجالات بين البلدين وتعزيز العمل المشترك لتحقيق المصلحة المشتركة.

العلاقات الوثيقة المثمرة

وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، توشيميتسو موتيجي، وزير خارجية اليابان، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وكذلك السفير ماساكي نوكي، السفير الياباني بالقاهرة".

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بزيارة المسئول الياباني للقاهرة، طالباً سيادته نقل تحياته إلى السيد يوشيهيدي سوجا رئيس الوزراء الياباني، ومتقدماً بالتهنئة للشعب الياباني الصديق على نجاح طوكيو في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة. كما أعرب السيد الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة المثمرة التي تربطها بدولة اليابان الصديقة ذات الحضارة والقيم العريقة، مؤكداً سيادته اهتمام مصر وحرصها على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين نحو آفاق أرحب من العمل المشترك في العديد من المجالات.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق كذلك إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب المسئول الياباني عن دعم بلاده للجهود المصرية في إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بمنطقة الشرق الأوسط، كما ثمن الجهود المصرية الفاعلة تجاه القضية الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، كما تم تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الاخيرة للأوضاع في أفغانستان.

وتوافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، مع تأكيد ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين في مختلف الأطر والمحافل الدولية، خاصةً فيما يتعلق بالجهود المشتركة للتحضير للدورة المقبلة من القمة اليابانية الأفريقية "تيكاد" في تونس خلال العام القادم، وذلك ترسيخاً لنجاح الرئاسة المشتركة بين مصر واليابان للدورة السابعة من قمة التيكاد والتي انعقدت في مدينة يوكوهاما عام ٢٠١٩.

اقرأ أيضا:

مصر واليابان توقعان اتفاقية زيادة منحة العيادات الخارجية بمستشفى أبو الريش لـ19 مليون دولار

سفير مصر باليابان يشهد توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مركز السلام بين جامعتي الجلالة وهيروشيما

وزير الخارجية يعقد مباحثات مع نظيره الياباني بالقاهرة